أفتتح مرفقاٍ صحياٍ في نهاية العقد الحالي وجهزه بأحدث المعدات الطبية بالمختصر المفيد أنفق كل ما في جعبته وما جمعه في غربته وكانت آحلام الاستقرار تراوده..
وتحقق الحلم وطرد الحنين لأنه أصبح بين أهله واقاربه..
في ليلة مشؤومة شب حريق في المرفق ليلتهم «تحويشة العمر» وصار المرفق خرابة ضرب أخماساٍ* اسداس.. شد شعره بكى ولكن دموع المقل لن تعوض خسارة سني الغربة ومشروعه الطموح..
كان الحنين إلى العودة إلى الوطن يمثل هاجساٍ للطبيب الانسان الذي راوده كثيراٍ لخدمة الناس ورد جزء من الدين تجاه الوطن الذي صرف عليه منذ نعومة أظافره وحتى تخرجه من الجامعة وصار يشار اليه بالبنان في بلد المهجر.. كان يتساءل من الفاعل ومن له مصلحة في هذا العمل المشين فوصل إلى باب مسدود تنهد بحسرة على ضياع الحلم وذهاب سني عمره وغربته سدى بعد أن رجع الوطن مليونيراٍ وبين حريقة ليلة وضحاها صار مديوناٍ..
أخذ جواز سفره وحزم أمتعته المتبقية بعد أن داخ السبع دوخات مع الجهات المختصة للبحث عن الجاني ولكن دون جدوى..!
اختزل فكرته وعاد من حيث اتى ليبدأ مشوار الغربة المرة من جديد استعاد وضعه وأنفاسه وتحسنت حالته المادية ولكن تلك الصدمة أثرت وما تزال تفزعه حتى وهو في بلد الغربة كان يفكر بالعودة ولكن شبح ذلك الحادث الأليم يطارده اثناء منامه واينما ذهب.
قرر في الأخير الاستقرار في المهجر مع أسرته المكونة من والدته العجوز وامرأته..!
ولكن الحنين إلى الوطن كان يراوده بين الفينة والأخرى وفجأة تنتابه حالة الرعب من الصدمة التي تعرض لها مرفقه الطبي هذه الحادثة المفجعة جعلته يحيد عن فكرة العودة..!
علي الأشموري