خالد أبوكريم
لا يشترط البصيرة بل يكفي البصر لإدراك تفرد التجربة الإماراتية في ما خص العقد الاجتماعي وعلاقة الحاكم بالمحكوم بعدما نجحت الدولة في صهر كل ثقافات العالم على أرضها في وصفة حوار حضاري وتفاعل أممي قوامه التسامح وجوهره الحراك الإيجابي.
ما يلفت أن المشاركة السياسية المتدرجة بعيداٍ عن القفز في الهواء وراء تقليعات لا تمت لطبيعة الأرض وساكنيها بصلة هذه المشاركة بدأت تؤتي ثمارها في فصول من الوعي الاجتماعي والدربة السياسية في كشف كنه الأخطار المحدقة والتصدي لها بوفاء وولاء ذهني قبل أن يكون عاطفياٍ.
من يتابع مواقع التواصل الاجتماعي يدهش لمستوى التفاعل الجماهيري ومقدرة أبناء الإمارات على التقاط الم ظاهر السلبية التي لا يخلو منها مجتمع أرضي بل وطرحها للنقاش واقتراح الحلول من دون مواربة أو مجاملة بل بلغة حدية واضحة لكنها خالية من الإساءة.
لم تستطع أي قوة تشويش هذا المشهد وهذا التناغم المشغول ببناء مناقب المستقبل بدل التنقيب في مثالب الماضي والتوقف عندها في الحاضر دينامية اجتماعية وسياسية واقتصادية ذاتية الدفع برعت في إيجاد الحلول وصوغ الخطط.
حتى الجماعة الأضخم في المنطقة لم تستطع حجز مكان ولو مجهري في ظل هذا التلاحم بين المحكوم والحاكم الذي قدم نموذجاٍ لا نظير له إذ لم يحدث مطلقاٍ أن تم صرف أموال طائلة لعائلات متهمين بالتآمر لقلب نظام الحكم.
جوهر الاتحاد لم يكن بناء كيان سياسي موحد بل وجدان جمعي واحد وسواعد تأتلف مع القلوب لبناء وطن الحلم (بكسر الحاء) والحْلم معاٍ.