أصدر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنذاره للصحافة البريطانية المكتوبة يطالبها بإصلاح نفسها والعمل على تطبيق ما جاء في تقرير لجنة التحقيق في أخلاقيات الصحافة محذرا للمرة الأخيرة بأن عدم التقيد بما أوصى به اللورد ليفيسون سيجبر الحكومة على أن تتخذ إجراءات قانونية بحقهم.
واجتمع كاميرون برؤساء تحرير الكثير من الصحف وقال لهم إن عليهم أن يتقدموا بخطوات واضحة خلال أيام تبين قبولهم ببرنامج إصلاحي كما أوصى به اللورد ليفيسون الذي أراد أيضا أن يكون هناك دعائم قانونية لأي نظام إصلاح ذاتي وهذا ما يرفضه كاميرون والكثير من الناشرين.. وقال القاضي ليفيسون «ما هو مقترح هنا هو تنظيم مستقل للصحافة تنظمه الصحافة لكنه موضوع في إطار قانوني للتأكد من تحقق المستويات المطلوبة من الاستقلال والفاعلية». ووجه التقرير انتقادات قاسية للصحف المتهمة باتباع سلوك «مشين» لعقود.
وقال القاضي: «في مرات كثيرة عملت بعض وسائل الإعلام في بحثها عن قصة مثيرة كما لو أن مدونة السلوك التي وضعتها وسائل الإعلام لا وجود لها».. وشكل كاميرون العام الماضي لجنة التحقيق التي يقودها القاضي ليفيسون ردا على معلومات أفادت بأن صحيفة «نيوز أوف ذي وورلد» تنصتت على هواتف الآلاف من عامة الناس والمشاهير وعدد من الشخصيات المعروفة من سياسيين وأبناء العائلة المالكة.
كاميرون غير ملزم بتطبيق توصيات ليفيسون لكن بما أنه صاحب قرار إنشاء اللجنة من المرجح أن يتعرض لانتقادات شديدة في حال لم يتخذ أي إجراء.
حضر اللقاء رؤساء تحرير صحف «الديلي تلغراف» و«الصن» و«الميرور» و«الغارديان» و«التايمز».
وأقر محرر في صحيفة «ذي تايمز» بأن الصحافة «تنازلت» عن حقها في الاستمرار في تنظيم شؤونها. وقال المحرر جيمس هاردينغ إنه يؤيد فرض قيود أكثر صرامة على الصحف لكنه أكد أن على الدولة أن لا تتدخل في ذلك. وكتب هاردينغ في مقال: «أعتقد أننا بحاجة إلى نظام معايير مستقل مدعوم قضائيا». وقال إن الأمر يتعلق بـ«آلية تنظيم صارمة لكن مستقلة» تعاقب الأطراف التي ترتكب أخطاء.
وقال توني غلاغار رئيس تحرير «الديلي تلغراف» إن الشعور الذي ساد الاجتماع «يذكرك باجتماع رؤساء عائلات المافيا الخمسة في فيلم (العراب)».. ورفض مكتب كاميرون تكهنات بأن رئيس الوزراء قرر مقاومة فكرة إدخال آلية تنظيم قانونية مؤكدا أنه «منفتح على كل المقترحات» حتى يطلع على التقرير. وقال كاميرون إنه «قلق للغاية» إزاء التوصية الخاصة بالأساس القانوني لتنظيم عمل الصحافة البريطانية. وأضاف أمام مجلس العموم: إنه من الواضح أن النظام القديم كان «مهترئا» ولذا فإنه «يدرك أهمية وجود تشريع لتنظيم عمل الصحافة».
وكشفت القضية الحـــساسة الانقـــــسامات في التحالف الحاكم بين حزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون وشــــركائه الديمــقراطيين الليبراليين بزعامة نيك كليغ..