تسود حالة من الترقب والانتظار المشهد المصري إثر دعوة حركات وقوى سياسية وثورية إلى مظاهرات معارضة وأخرى مؤيدة للاستفتاء على الدستور بعد إصابة عدد من المعتصمين في ميدان التحرير إثر مواجهات بينهم وبين مجهولين حاولوا دخول الميدان.. في هذه الأثناء أكد رئيس حزب الوفد السيد البدوي والقيادي في جبهة الإنقاذ الوطني بعد لقائه الرئيس محمد مرسي تمسك حزبه بكافة مواقف جبهة الإنقاذ المتعلقة برفض الدستور والاستفتاء عليه.
وأوضح مراسل الجزيرة أن مسرح مظاهرات المعارضين ستتركز في ميدان التحرير ومحيط قصر الاتحادية أما المظاهرات المؤيدة فمسرحها مسجدا رابعة العدوية «وآل راشدان» في مدينة نصر بالقاهرة.
وحذرت جبهة الإنقاذ الوطني التي دعت إلى مظاهرات عارمة اليوم من إجراء الاستفتاء في ظل ما تصفه «بغياب واضح للأمن» و»حملة تهديد وابتزاز تتعرض لها وزارة الداخلية لإجبارها على مواجهة المتظاهرين بأساليب قمعية قديمة».
من جهتهما أعلن حزبا النور والدعوة السلفية عدم مشاركتهما في مظاهرات دعا إليها ائتلاف القوى الإسلامية رغبة منهما في «تحقيق قدر من الهدوء والاستقرار» قبل إجراء الاستفتاء المقرر السبت القادم.
وفي وقت لاحق قال رئيس التيار الشعبي المصري حمدين صباحي إنه في حال تصويت المصريين بنعم على مشروع الدستور المقترح فإن ذلك سيكون تعبيرا عن توجهات فريق سياسي معين. وأضاف أن حزبه لم يحدد بعدْ ما إذا كان سيصوت بلا أو سيقاطع التصويت.
في غضون ذلك دعا حزب مصر القوية الذي يقوده المرشح الرئاسي الخاسر عبد المنعم أبو الفتوح الشعب إلى المشاركة في الاستفتاء والتصويت ضد مشروع الدستور.
إصابات بالتحرير
وفي ميدان التحرير طوقت سيارات الشرطة الميدان عقب المواجهات بين مجهولين ومعارضي الرئيس وهي المرة الأولى التي تظهر فيها الشرطة بالمنطقة منذ 23 نوفمبر الماضي بعد وقت قصير من إصدار الرئيس إعلانه الدستوري الذي تسبب في اندلاع احتجاجات واسعة النطاق.
وقال شهود إن المهاجمين ألقوا قنابل حارقة أدت أيضا إلى نشوب حريق صغير. وردد العديد من المتظاهرين الذين أيقظتهم الضوضاء هتافات «الشعب يريد إسقاط النظام» وكانت تتلى آيات من القرآن الكريم عبر مكبرات الصوت في الميدان. كما انتشر عدد من المعتصمين على مداخل الميدان لتأمينه وعدم تكرار المواجهات.
وقتل سبعة من أفراد جماعة الإخوان المسلمين وأصيب مئات آخرون في اشتباكات الأسبوع الماضي بين مؤيدي مرسي ومعارضيه في محيط قصر الرئاسة كما تم إحراق عشرات المقرات لحزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان.
سياسيا أعلن رئيس حزب الوفد والقيادي بجبهة الإنقاذ الوطني السيد البدوي عقب لقائه الرئيس مرسي أن حزبه متمسك بكافة مواقف جبهة الإنقاذ فيما يتعلق برفض الدستور والاستفتاء عليه.
وشدد البدوي في بيان صحفي عقب اللقاء على أن تأجيل الاستفتاء على الدستور يفتح الباب لحوار وطني وصولا إلى دستور متوافق عليه وطنيا ويزيل حالة الاحتقان التي تشهدها البلاد.
وكان مرسي قد طلب من الجيش «التعاون مؤقتا» مع الشرطة من أجل حفظ الأمن للحيلولة دون تحول الاحتقان السياسي الراهن في البلاد إلى أحداث عنف ودعاه إلى مساعدة أجهزة الشرطة في حفظ الأمن حتى إعلان نتائج الاستفتاء على الدستور. كما منح ضباط القوات المسلحة وضباط الصف المشاركين سلطة توقيف المدنيين.
إشراف مشروط
من جهته قال عضو المكتب السياسي لجبهة الإنقاذ الوطني وحيد عبد المجيد إن لقاء مرسي والبدوي لم يتمخض عن أي نتيجة. وفي تصريح للجزيرة كشف أن اللقاء جاء بناء على اتصال هاتفي ودعوةُ من الرئيس للتشاور حول الأزمة.
وأوضح عبد المجيد أن قيادات الجبهة الرئيسية -وفي مقدمتهم حمدين صباحي ومحمد البرادعي- لن تشارك في المظاهرات التي ستخرج اليوم رفضا للدستور والاستفتاء عليه موضحا أن هذه المظاهرات ستكون شبابية وطلابية من مختلف أنحاء القاهرة.
قضائيا أعلن نادي قضاة مجلس الدولة موافقته على المشاركة في الإشراف على الاستفتاء على الدستور السبت المقبل شريطة أن تختفي مظاهر الاحتجاج أمام مقر المحكمة الدستورية العليا وضمان حماية القضاة ومقار لجان الاستفتاء. وبينما أعلنت حركة تيار الاستقلال في القضاء إشرافها على الاستفتاء يْتوقع أن يعلن نادي القضاة اليوم موقفه.
دوليا نفت السفيرة الأميركية لدى مصر آن باترسون ما تردد عن دعوتها جبهة الإنقاذ الوطني إلى حشد المزيد من المصريين للمظاهرات لدى لقائها مؤخرا عددا من رموز الجبهة ووصفت ذلك بأنه «أمر سخيف ويدعو للسخرية ولا معنى له».
وكانت أطراف سياسية قد أشارت إلى أن السفيرة دعت المعارضة خلال اجتماعها بأعضاء من جبهة الإنقاذ إلى حشد المزيد من المصريين للتظاهر.
بدوره أكد سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة جيمس موران أن الاتحاد يدعم مصر بقوة ويأمل الأفضل لها خلال الأسابيع والشهور القادمة. وقال إن الاتحاد يريد تعميق الشراكة مع مصر ودول المنطقة..