بقلم: فتح الله كولن
الحرية هي عدم قبول الروح سوى المشاعر العلوية والأفكار السامية ولا تعني الإسار لأي مبدأ سوى مبدأ الخير والفضيلة.
كم من إنسان مغلول بالقيود والسلاسل ولكنه يستطيع الطيران حراٍ في سماء قلبه وضميره ولا يحس لحظة واحدة بأنه في الحبس وفي السجن. وكم من إنسان يعيش في قصور فخمة ولكنه لم يعرف الحرية الحقيقية ولم يذق طعمها في أعماق نفسه.
الذين ينظرون إلى الحرية وكأنها تعني الانطلاق دون أي ضوابط لا يدرون بأنهم يخلطون بين الحرية الحيوانية وبين الحرية الإنسانية. وبينما شعار الحرية الذي يرفعه الذين يتهالكون لتحقيق الشهوات الجسدية ليس إلا شعاراٍ حيوانياٍ نرى أن الحرية التي تسعى لإزالة العوائق أمام الروح لكي تسمو وتحلق في الأعالي… مثل هذه الحرية شعار إنساني وعلامة على الماهية الإنسانية.
الحرية هي تحرر الفكر الإنساني من كل قيد يمنعه من الرقي المادي والمعنوي بشرط عدم السقوط في وهدة اللامبالاة أو الأنفلات من الشعور بالمسؤولية.
الحرية بالنسبة للإنسان هي الارتباط بالفكر الحق وعمل ما يرغب فيه بشرط عدم إيذاء الآخرين.
الحرية المعقولة هي الحرية المدنية وهي الحرية المربوطة بالسلسلة الماسية للأخلاق والدين وبالطوق الذهبي للتفكير السليم.
الحرية التي لا تعطي أهمية للشعور الديني وتشجب الفكر الديني ولا تعطي قيمة للأخلاق ولا تكون مشتلاٍ للفضيلة… مثل هذه الحرية داء وبيل تنفر منه الأمة وتهرب منه هربها من الطاعون. وكل أمة تبتلى بمثل هذه الحرية ستفقد أمنها عاجلاٍ أم آجلاٍ وتفقد أصدقاءها ومحيطها ومن حواليها.
روح الأمة
فارسَ كان هنا.. في ذلك السفح دفِنوه
نزِعوا قِميصِهْ والكفِنِ مزِقوه
قالوا احúذِرْوا..! قد ينهض من جديد..!
فأثقلوا قبره بالصخور..
فارسَ كان هنا.. في ذلك السفح دفنوه..
أيا فارسي! هلاِ حدثتني عمِا جرِى..
أنت مِهموم والوطِنْ مغموم فاجúلسú ولúنِبúك معا..
لنِبúك وِلúنِكúو قلوبِنا بالنِار…
أيا فارسي! هلاِ حدثتني عمِا جرِى..
إليِ بصوتُ منك يا فارسي! ألاِ تِسمعني¿
منذْ سنين وأنا أتسلِى بطِيفك دِوما
أِعيش على أمِل أن تْقúبلِ يوما
إليِ بصوتُ منك يا فارسي! ألاِ تِسمعني¿
أِرتدي قميصٍا من الخجل ومن وِبِال السنين
قلبي المتوهج بالأمل ينتظرك
إلى السماوات يعلو حيناٍ ويحبو على الأرض حين
أِرتدي قميصٍا من الخجل ومن وِبِال السنين..
كل مكان منقوض مهدوم.. هذا عيد البوم!
تحطمت الجسور فلا عابرِ للسبيل..
جفت عيون الماء وانقطع العبور فليس لها سقاء!
كل مكان منقوض مهدوم.. هذا عيد البوم!
إرادةَ مْزِعúزِعِةú.. وأِنúفْسَ مِصúدْومِةَ مْرِوِعِةú!
عصابةْ الأشقياء سلبوا التاريخ حقائقِه نهبوه!
أخلاقنا قيمنا تمشي على عِطِب
قد انقلبتú رأúساٍ على عِقب..
فما للمقدِسات من راعُ ولا مجير
إرادةَ مْزِعúزِعِةú.. وأِنúفْسَ مِصúدْومِةَ مْرِوِعِةú!
فيِا فارسيِ انبعثú! تماما كما في حديث الرؤى..
ثم أِقúدمú على صهوة الفِرِس الأِبيض!
ذاتِ فِجúرُ عند بِدúء البْكْور
إنني أغمض الآنِ عِيúني فتبصرك الروح
أيا فارسي! فانبعث وتعالِ!
تماما كما في حديث الرؤى..