يمننا سنبقى نسميها الغالية و لو وهنت أو بدت على ترهل أو اجتمعت عليها الأيادي و النصال فهي الأم و الأمة فسلام لها يوم تنهض من العثار وأن تكثيف الحديث عن التغيير لا يولد التغيير بالضرورة بل ربما ينتج عكس الطلب و عندها يصبح الكلام عن التغيير تغطية على الاشكاليات الحقيقية التي يعيشها مجتمعنا من أزمة الاستبداد و انعدام الحريات و الانتهاك المستمر لحقوق الانسان و انتهاء بالبطالة المستفحلة و الفقر المعمم و الأمية المتفشية و كأن التغيير عندها يصبح حلاٍ شافياٍ و سحرياٍ لتلك الامراض كافة وما الازمة البنيوية والعميقة التي تستحكم في مجتمعنا سوى لفحة برد طارئة و مؤقتة إذ سرعان ما ينزع مجتمعنا عن جسمه ثوب التخلف هذا ليرفل في التغيير و الإصلاح الذي سيحقق له امانيه و طموحاته !!!
ليس هذا التصوير بأدبي او مجازي على الاطلاق إذ اننا بالعودة الى بدايات عملية التغيير التي تقوم بها سلطة اليوم نجد ان خطاب التغيير هو قدر الأمة وأنها ستدركه لا محالة مهما طال الزمن. غير ان الزمن مر وأخذ التغيير يزداد بعداٍ و نأياٍ بل و بمنطوق هذا الخطاب نفسه اصبح الإصلاح سراباٍ لا يمكن إدراكه كيف اذاٍ سنقرأ الإصلاح بين بداياته و بين ما آل إليه استجابة لنداء المواطنين بضرورة إجراء دراسة شاملة حول مستقبل الوطن و ان تقدم بدائل لمسيرته بشكل يعينه على مجابهة ما يقابله من تحديات سياسية و اجتماعية و اقتصادية و تدارسات تهدف الى تحديد الخطوط العامة للشكل و الهيكل الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي و ذلك على اساس مسارات بديلة تحددها مشاهد بديلة للعمل الوطني المشترك املاٍ في أن يمثل هذا المشروع زاداٍ معرفياٍ لابد من التزود به من اجل صياغة مشروع حضاري وطني ثوري للتغيير و سعياٍ إلى تحقيق واحد من الاهداف التي نحرص على بلوغها و تحقيقها و التي سنبقى نسميها الغالية و لو وهنت او بدت على ترهل او اجتمعت عليها الايادي و النصال فهي الام و الامة فسلام لها يوم تنهض من العثار ولن يتحقق لها ذلك إلا باتاحة القاعدة المعرفية التي تمكن المواطن المنتظر من المشاركة في صياغة المشروع الحضاري للتغيير تغيير يضعنا على الخريطة و يكفل لنا أن ننضم الى القوى الفعالة و يهيئ لنا القدرة على تحقيق الامن و الاستقرار والتنمية. اننا نعيش الآن حالة اشبه ما تكون بارتحال جماعي الى عصر التغيير و الارتحال يعني في ما يعنيه التفكير في العصر الذي نرحل و نهاجر إليه لنفكر من خلاله و لننظر إلى تاريخنا وفقه و بذلك يصعب علينا تجاوز المجال الذي و ضعنا انفسنا فيه ما دمنا نحن من أراد التفكير لمستقبله من خلال سلفه وماضيه..
منذر البدح