نور باعباد
يقصد بالازدراء الاستخفاف بأمر ما وخاصة القيم والثقافات وهي بمفهومها الواسع تشمل الدين والعادات الموروثات الأخرى وحالات الازدراء في الفترات المعاصرة ظلت تبرز وتخبو وهكذا ولعل أبرزها كتاب سلمان رشدي – آيات شيطانية -وإساءات فيلمية لفيلم انتجه شخص هولندي فأفلام كاريكاتيرية بل وتمزيق القرآن الكريم وهي تصرفات غير مقبولة وآخرها الفيلم الذي فجر مواقف وردود افعال استثارت مشاعرنا وافقدت الشارع الاسلامي السيطرة على جماهيره وأيا كانت الاخطاء والضحايا لكنها كانت درسا للإساءات المتكررة لديننا الاسلامي وغضبا فجره الشارع الشعبي ولم يفكر أولئك وهناك مسلمون مثلهم مواطنون لم يحترموا حقوقهم وقد مارس المسلمون هناك سياسة ضبط النفس وعندما حدثت ردود الافعال تجاه الحالة الأخيرة ادانت الحكومة الاميركية وخاصة وزيرة الخارجية الامريكية وقد تلافت الشخصيات الاعتبارية ومنظمات المجتمع المدني وصعدت تعبيرها الرافض لذلك الفيلم ولعل ماهدأ الوضع هو اعتقال مخرج ومنتج الفيلم وإنه لمن المهم ان تصدر تشريعات دولية وإقليمية لإيقاف نشر الكراهية ضد الأديان لخطورتها على السلم الاجتماعي
وبالمقابل هناك حالة ازدراء مقابلة وليست في الحقيقة في جانب منها رد ولكنها عبرت عن التطرف الديني لقوى تدعي الإسلام وتمارس الانتهاك بحق أقوام تجمعهم والمسلمين في هذه البلدان العيش المشترك والقومية الواحدة والتاريخ والاقتصاد المشترك في بلدان تتصف بالمتعددة الأديان منذ القدم . أتت حالة الازدراء والعنف وللأسف من جهات إسلامية ضد اقليات مستضعفة من أديان أخرى تم هدم معابدها التي تتبع الديانة البوذية في أفغانستان , نفدت هذه الواقعة ايام حكم طالبان في افغانستان في العقد المنصرم . وقد شكلت حالة سافرة من عدم الاحترام للأديان الأخرى والثقافات كونها أضرت بآثار تاريخية 0 كما تتجلى مظاهر أخرى في تبادل الهدم والكراهية على مواقع دينية مذهبية وكذلك بين اديان مختلفة تجمعها للاسف وحدة العرق والوطن
ولعل معاناة الشعب الفلسطيني أبرز معاناة بفعل استهداف الصهاينة لمقدساته الإسلامية والمسيحية وابرز ذلك مايعانيه المسجد الاقصى وما تعرضت له كنائس ومواقع أثرية وعقارية وزراعية من هدم وتحايل
عرف الإسلام تسامحا وتعاملا طبيعيا يقبل الاخر دينا وعملا وتعاملا وعندما هاجر المسلمون إلى بلدان بعيدة وجديدة عليهم فإنهم قدموا الإسلام تقديما أخلاقيا ونموذجيا راقيا في الحياة اليومية خلدهم ودخلوا اليه طوعا ولم يرغم أحداٍ على الدخول في هذا الدين وهناك أية كريمة تقول « لكم دينكم ولي دين « وهي تستند إلى النأي بالإسلام عن الإكراه في الدين ونحن اليوم وما عليه العالم من سرعة تواصل وقدرة على إرسال واستقبال للمعلومة بل وأساليب التزوير وزرع الكراهية والتفرقة فلا بد من العمل على عدم الاستغلال للتطور العلمي وتسخيره لأهداف سيئة ولابد ان تتداعى المجتمعات والحكومات لوضع حد لتلك التصرفات التي تكرس الكراهية والتباعد بل والعنف بل أننا نحتاج لاحترام الأديان والثقافات وتسخيرها للتعريف بها والبحث من خلالها عن المحبة والتعاون لضمان الحق في العيش المشترك والكف عن الإستقواء وما يلحقه من ضياع للتاريخ وزعزعة للسلم والتنمية بكل تجلياته وبالمقابل نشر روائح الكراهية والحروب والتفتيت للمجتمعات..