كتب/ بشير راوح
يترقب الجميع بدء فعاليات مؤتمر الحوار الوطني حيث تلتقي مكونات المجتمع اليمني حول طاولة الحوار للعمل على إيجاد الحلول المناسبة والعادلة لكل قضية تستحق الطرح..
الحوار هو الحل الأمثل لتقارب وجهات النظر بين مكونات المجتمع مما يتيح للجميع إمكانية تقديم «بعض» التنازلات من أجل مصلحة الدين والمسلمين.
أهمية الحوار
لا شك أن اجتماع أبناء البلد الواحد- وإن كانوا مختلفين – من أجل إيجاد حلول عادلة لقضاياهم يعتبر منجزاٍ رائعاٍ وذلك أن التسلط والاستبداد بالرأي دون محاورة وأخذ ورد سوف يولد ردود أفعال مضادة لا تحمد عقباها ولذلك كان لزاماٍ على مكونات المجتمع الالتقاء حول طاولة الحوار لتقديم المظالم والمطالبة بالحقوق وبيان المطالب مع وضع إمكانية تقديم بعض التنازلات كخيار هام للوصول إلى نتائج مرضية لجميع الأطراف.
وحول أهمية التحاور كأسلوب مثالي لحل قضايا المجتمع يتحدث إلينا الشيخ جبري إبراهيم حسن عضو جمعية علماء اليمن قائلاٍ: الحوار مبدأ هام جداٍ في الحياة الاجتماعية للبشرية وقد بين الله تعالى أهميته في كتابه الكريم وقد أورد لنا القرآن حوار الأنبياء مع ربهم في مصلحة الأمة ورسالة الهداية وأورد القرآن حوار الله مع الملائكة ومع إبليس وبين كذلك حوار الأنبياء مع أممهم ولا شك أن ذلك جميعاٍ جاء مؤكداٍ لأهمية استعمال الحوار كأسلوب أساسي في الحياة يعمل على استقرارها وإحياء التعاون بين الناس وتعايش البشرية في وجود القوانين «المستمدة من الشريعة» التي تحكم الناس جميعاٍ وتسير معيشتهم وحياتهم..
وإلا لمِ ذكر الله تعالى ذلك في كتابه وأمر نبية عليه الصلاة والسلام بأدائه قال تعالى: «وجادلهم بالتي هي أحسن» وقال تعالى: «وشاورهم في الأمر» فالحوار مهم على كافة أصعدة الحياة اجتماعياٍ وسياسياٍ وعلمياٍ وفكرياٍ فإذا تفاهم الناس وتحاوروا بدلاٍ من أن يتقاتلوا ويتناصروا فبذلك يعم البشرية السعادة والطمأنينة والاستقرار وعكس الحوار هو التنازع والشقاق والتناحر والتنافر ونحن بالنسبة لنا نؤكد على أهمية الحوار في بلادنا كمخرج هام من مآزق الفتنة والاقتتال فجهلاٍ بالدعوة للحوار والنقاش والتقارب والتآلف وجهلاٍ بكل سبيل تقربنا وتؤلف بين قلوبنا وفق ضوابط الشريعة الغراء وجهلاٍ بالجد والاجتهاد من أجل إزالة عوائق المضي قدماٍ في طريق المحبة والأخوة.
مسؤولية مشتركة
لا شك أن الحوار المستمر هو الحوار المبني على أساس النية الصادقة في الوصول للمصلحة العامة وفق ضوابط الشريعة الغراء..
ولا يثمر الحوار إلا بوجود التعاون البناء بين مكونات المجتمع لإنجاح هذا الحوار..
وحول هذا الدور الهام يحدثنا الشيخ جبري فيقول:
حتى ينجح الحوار لا بد من تعاون الجميع خاصة قيادات المجتمع الذين يتحملون العبء الأكبر والمسؤولية الأهم في توحيد الصف ولم الشمل وينبغي أيضاٍ أن يتعاون الجميع من أجل ذلك كل بحسب موقعه ومهنته وتخصصه فالعلماء يدعون الناس إلى الحوار بموجب ما أنزل الله في كتابه الكريم وعلى سنة نبيه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم والسياسيون ورؤساء الأحزاب وقادة الرأي والفكر يدعون إلى الحوار بما فيه مصلحة الأمة وحقن الدماء فالكل مسؤول من أجل إرشاد المجتمع لهذا المبدأ الطيب الذي تلتقي فيه قوى البلد للخروج برؤية تحقن الدماء وتحقق الاستقرار والخير لهذا البلد.. قال تعالى: «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان» ولا شك أنه من دل على حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.
الشريعة أولاٍ
لا شك أن مؤتمر الحوار يسعى إلى توافق جميع الأطراف ورضاها ضمن ضوابط معينة ولا شك أننا جميعاٍ نتمنى ذلك ونسعى من أجله ولكن لا بد أن تكون ضوابط الشريعة الإسلامية الغراء هي الحكم الأول والمرجع الأهم في الأمور التي يتم التحاور حولها ولابد كذلك أن تكون شريعة الإسلام هي المصدر الأول لكل قرار سيخرج به هذا المؤتمر الذي نتمنى من الله عز وجل أن يكون سبباٍ لجمع الشمل ورأب الصدع..