يتراءى لي أن اليمنيين مستمرئون لتواصل نزيف دمائهم بصور وأشكال شتى لعل من بينها وأكثرها إيلاما سقوط العديد من الأبرياء يومياٍ في حوادث الطرقات إلى أن وصلت أعداد وفياتهم منذ مطلع هذا العام 2012م إلى رقم مخيف يقترب من ألفي ضحية أما المصابون والمعاقون من هذه الحوادث فحدث ولا حرج!!
لكأِنِ اليمنيين لا يكفيهم أعداد قتلاهم الذين يسقطون كل يوم بسبب النزاعات السياسية أو الشخصية أو العبث بالسلاح وتمنطقه بلا مبرر أو بسبب الثأر أو الأعمال الإرهابية أو أخطاء الأجهزة الأمنية «القاتلة» ضد الناشطين السلميين وعلى رأسهم ناشطو الحراك الجنوبي السلمي الذين قتلوا ويقتلون بدم بارد وبلا محاسبة وبمن فيهم الذين تقتلهم العناصر الأمنية بطريق الخطأ وهم كثر نتيجة الاستهزاء بأرواح الناس وآخرهم الشهيدة فيروز اليافعي في عدن التي قتلت بطريقة بشعة وهي آمنة في منزلها.. ولا يكفي اليمنيين – على ما يبدو – أعداد القتلى من الألعاب النارية والرصاص الراجع في احتفالات الأعراس وقتلى الغارات الأميركية والطائرات من دون طيار حتى يمعنوا في استرخاص أرواحهم بسقوط أعداد كبيرة على الطرقات بين قتيل وجريح ومعاق!!
وعندما أقول إنهم «ْيمعنون» فلأن معظم الحوادث سببها السرعة الزائدة والتجاوز الخاطىء وسوء حال الطرقات وعلى رأسها طريق (صنعاء – تعز) وطريق (صنعاء – الحديدة) وغيرهما وهذه مسؤولية الحكومة ووزارة الأشغال والطرق إذ أن عليها إنشاء طرق جديدة بمواصفات دولية من جانب وإعادة تأهيل طرق أخرى نالت منها الأمطار والسيول وفساد بعض المشرفين والمراقبين والمقاولين من جانب آخر!!
وقبل أن نكرر مطالبتنا للحكومة ورجالها في وزارة الأشغال العامة والطرق.. وفي الإدارة العامة للمرور بالعاصمة والمحافظات بإيلاء اهتمام أكبر للطرقات وبإعادة الهيبة والاعتبار لرجل المرور الذي عليه أيضا إنفاذ القوانين واللوائح المرورية ضد المخالفين من سائقي المركبات فإننا نكرر ونكرر دعوتنا لمستخدمي الطريق كافة ولسائقي المركبات خاصة بالتعامل الواعي والحضاري مع الطريق فكم من أنفس أزهقت نتيجة التقصير والإهمال في فحص المركبة أو التحدث عبر الهاتف المحمول غير أن السبب الرئيس لهذه الحوادث المؤلمة التي تؤدي إلى وفاة الأبرياء هو أولا وثانيا وعاشرا السرعة الزائدة ثم التجاوز الخاطئ فلا تهمنا الخسائر المادية الكبيرة الناجمة عن هذه الحوادث بل إن ما يؤلمنا حقاٍ هو سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا وبينهم أطفال و نساء وشيوخ وموتهم بصورة بشعة ومؤلمة!!
كما أتمنى على زملاء الحرف والكلمة وقبلهم الخطباء والوعاظ تكثيف توعيتهم للناس بالمخاطر المحدقة بأرواحهم جراء السرعة الزائدة والتجاوز الخاطئ فضلا عن الأسباب الأخرى فالنفس غالية وكريمة عند الله عزوجل «من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا».
وختاماٍ ومع تزايد استرخاص اليمنيين لأرواحهم وتهديدها إن بالسلاح أو بغيره أشدد على السلطة والمواطنين بالمسؤولية المشتركة في عدم إزهاق الأرواح ولأسباب معظمها تافهة بالقياس إلى تعرض الإنسان للقتل وهو خطيئة كبرى عندالله جل وعلا وعلى الدولة والحكومة المسؤولية الأكبر في فرض القانون وفي التوعية المستمرة لمحاصرة هذه الظواهر والحد منها على الأقل وصولا إلى إيقاف نزيف الدم اليمني الذي يسيل هنا وهناك بالسلاح وبغيره. يقول عز من قائل «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة» صدق الله العظيم..