عوض بامدهف
العيد – مساحة الفرح المنتظر حيث تتاح لنا فرصة نادرة لنغسل دواخلنا وكوامننا من كل ما علق بها من شوائب وأدران متراكمة بفعل مرور الزمن وكر الأيام وتقلبات وغوائل الدهر وعبث الأقدار وسخريات الأحداث.
العيد في مفهومه الأشمل ومعانيه الأسمى – برهة تسامح مع الغير ولحظة نادرة للتصالح مع النفس وقبس من صفاء واشعاع نور غامر ذو بهاء وسناء يمحو آية الظلام وينشر أنواره الزاهية البهيجة لتغمر المكان والزمان من حولنا.
هكذا كان حالنا مع العيد وكذا كان حال العيد معنا في تلك الأيام الخوالي الغابرة من الزمن الأصيل والنبيل والجميل حيث كنا نتعايش في تناغم جميل وانسياب آخاذ وصفاء غاية في النقاء.
ولكن اليوم وفي هذا الزمن الرديء تقلصت مساحة الابتهاج وتم اختزال فرحة العيد السعيد إلى أبعد الحدود لتغدو فرحة العيد مجرد قطعة لحم وحزمة قات تتخللها الضحكات الصفراء ويسودها الكثير من الملل والرتابة في ظل الغياب الصريح للابتهاج والفـــــرح والمرح البرىء !!..