في حين يوصم بأنه أكثر دول المنطقة فقرا وتخلفا يقدم اليمن وقائع غريبة تدحض كل تلك التصورات والانطباعات عن البلد الذي وصف باليمن السعيد وتمتد حضارته القديمة إلى نفس الفترة التي شهدت حضارات أخرى في النيل والفرات والشام…
ففي حين كان السوريون يتظاهرون في ربيعهم المطالب بالتغيير ووجوهم بين أرجلهم خشية التصوير والمصير المجهول بعد ذلك على أيدي قوات النظام كان اليمنيون هنا يرسمون لوحة ابداعية في شارع الستين ويتظاهرون بشكل سلمي كما لو أن الصورة تجسد مشهدا لأعرق دول العالم ديمقراطية…
يزيد من غرابة المشهد أن يمنيين آخرين من الموالاة للنظام السابق يعتصمون اسبوعيا في ساحة لا تبعد كثيرا عن ساحة التغيير وينفض الجمع دون حدوث تصادم بين الطرفين وهكذا استمر الحال لسنة ونصف…..
صورة أخرى تعكس غرابة المشهد اليمني الذي يتجلى للمتابع الخارجي كما لو أن هذا البلد قد تجذرت في أعماقه السلمية في التعبير والتداول السلمي للسلطة فيحدث أن يتم نقل السلطة في حفل كبير فيسلم رئيس لرئيس جديد العلم فيما يغادر الأول إلى منزله بل ويسافر ويعود ويسافر ويعود في حين شهدت دول الربيع العربي الأخرى إما نقلا للسلطة بالقضاء على السلطة السابقة وحبس حكامها أو بالهرب أو بالسحل والقتل أو بالمجازر البشعة التي لم تؤد حتى الآن إلى نقل السلطة ..
عبدالقوي شعلان