لم تكن الحرب أوالقوة في أي يوم الحل, ولم تكن المعارك لتلغي الرأي الآخر. الحرب كانت خيار الإنسان السهل والضعيف في آن واحد ولم يتوصل إلى اختراعها إلا بعد أن صْدم بقسوة الإنسان الآخر وإصراره وعنفه.
لقد ظل العنف الإنساني مسيرة مؤلمة في تاريخ البشرية التي انحرفت منذْ الوهلة الأولى عن طريق السلام,
ويخيل للمنتصرين دائماٍ أنهم أبطال قد حصلوا على الأمن والرخاء وان أسباب نهوض حضارتهم وازدهارها قد حان لكنهم نسوا أن الأقوياء يهرمون ثم يموتون وان الجماهير المهزومة لاتنسى مرارة نكستها وانكساراتها فتتوارثها جيلاٍ بعد جيل.
ففي كل حضارة وثقافة على وجه هذه الأرض, نكسات, انتصارات, هزائم, مصائب… فتاريخ الإنسان المليء بالحروب والدمار والحضارات الناهضة والأمم المنهارة مازال إشكالية قديمة لم يتوصل الإنسان خلالها إلى مبدأ التعايش السلمي بل لم يقرر بعد الركون إلى مبدأه وفكرته في الحياة وترك الآخرين لأفكارهم ومبادئهم.
لازال الإنسان طاغياٍ يريد الآخرين وفق مشيئته ولازال مولعاٍ بأنانيته, يجهل حقيقة الألوان والأماكن والأشكال المختلفة…..
غادة الحسيني