حولها إلى منتجة للفوضى .. «التفريخ» يدخل المنظمات المدنية دائرة الشبهة
تحقيق/عبده حسين:
يْرجع الدكتور حمود العودي أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء أسباب تفريخ كم هائل من منظمات المجتمع المدني وإن اختلفت المسميات وتشابهت الأهداف والشعارات إلى أسباب عدة منها: أن التفريخ يستهدف مسخ منظمات المجتمع المدني وتحويلها إلى غثاء غير قادر على القيام بدور مدني متكامل وموحد لخدمة الوطن عامة والأهداف المهنية لكل منظمة أيضاٍ عملية الاستقطاب السياسي الذي لا يضر بمنظمات المجتمع المدني بقدر ما يضر أكثر الأحزاب السياسية التي تصر على الاستقطاب والتفريخ سواءٍ كانت في السلطة أو المعارضة ظناٍ منها بأن ذلك هو السبيل الأفضل للتعامل مع السواد الأعظم من الناس وهي على العكس من ذلك تضر بشريك مجتمعي ومدني كبير ومؤثر يستطيع أن يؤدي دوراٍ مكملاٍ ومستقلاٍ عنها وليس تابعاٍ لها.
د. الشجاع: الأحزاب تدفع بها لإكثار العدد والدخول في مؤتمر الحوار
لم تتمكن منظمات المجتمع المدني في اليمن من إعادة صياغة دورها وعلاقتها مع الفاعلين المؤثرين في الحياة السياسية ويرى الأستاذ نجيب غلاب مدرس العلوم السياسية بجامعة صنعاء أنها ماتزال مرتبطة بمراكز القوى كما كانت قبل الانتفاضة الشبابية وفي ظل التناقضات التي تولد من رحمها انقسامات حادة يتم توظيف المنظمات في اتجاهات متضادة رغم أنها تتحرك وهي تحمل أهدافاٍ متشابهة وكلما زادت حدة الصراع زادت هيمنة المتصارعين عليها وحولتها إلى أداة لإسناد وتزيين وتبرير مصالح الأقوياء والمؤسف أن بعض مراكز الأبحاث تحولت إلى مجال لإنتاج «الدعاية» البروباغندا.
ويضيف: كلما زاد نشاط المنظمات المدنية في ملحمة الصراع تشتتت قوتها وأصبحت بيادق تأكل نفسها وهذا زادها ضعفا. ومع الوقت تفقد حيويتها ومصداقيتها رغم صوتها العالي وضجيجها الإعلامي فالارتباط بالمراكز الفعلية المؤثرة لم يمكنها من الالتزام بأهدافها وأصبح دورها الأهم هو إعادة تفسير الصراع وتوظيف الوقائع لإسناد أهداف القوى المتصارعة ومع بروز تكوينات متعددة في أغلب ساحات الاعتصام وتداخل بعضها مع المنظمات وتناسل منظمات جديدة في كل اتجاه فقدت التكوينات المختلفة قدرتها على صنع الحرية والسلام وأصبحت قوة منتجة للفوضى وخانقة لنفسها ومستقبلها.
ويردف: في خضم الصراع الذي يتحرك خارج التسوية السياسية وفي عمقها فقدت أغلب المنظمات المدنية استقلاليتها وتراكمت المشاكل مع غياب الإحساس بالمسؤولية لدى القائمين عليها وانعدام الالتزام بالقيم والأخلاق المدنية في إدارة معاركها وغادرت طبيعة عملها ووظائفها التي أنشئت من أجلها وانخرطت في فوضى التناقضات التي يبدو أنها تؤسس لحرب قد تنفجر في أي لحظة..
Comments are closed.