عيد بطعم الانفراج
علي الأشموري
< نحتفل اليوم بالعيد «الذهبي» لثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة..
خمسون عاماٍ على قيام الثورة وتحرير الوطن من الثالوث الرهيب.. وعرف اليمنيون أن البحر ليس نهاية الكون..!¿
في ذلك اليوم السبتمبري المضيء خرج المواطن من «قمقم» الجهل والفقر والمرض ومن القيود والمقاصل والسجون ونظام الخطاط والرهائن فالشعب اليمني العظيم ثار وانتصر على الطغيان والظلم بفضل أولئك الشباب المستنيرين الذين عادوا من العراق ومصر وغيرهما بعد أن تشربوا وهم ضباط روح ورياح التغيير في اليمن بعد المقارنة التي كانت تدور في مخيلتهم وكان للزبيري والأستاذ النعمان والفضول وغيرهم أصوات تفضح وتتحدى الطغاة وكانت البطولات والرؤوس تساق من داخل السجون إلى الميادين العامة لاقتطافها.
< دافع اليمنيون بكل بسالة وكل منهم يحمل رأسه على كتفيه بعد خروجهم من السجون التي طالت العقد وأكثر أحياناٍ..
واتحدت الإرادات والأهداف حتى تخلص اليمنيون من ذلك الحكم الكهنوتي الجائر..
لم يبخل المشير عبدالله السلال فاصطحب ابنه وفعل ذلك المناضل الفريق حسن العمري مع ابنه محمد ولم يتوان المناضل القاضي عبدالسلام صبرة في أصطحاب ابنه.
< نجحت الثورة الأم بمساندة أبناء «الجنوب» فكانت عدن هي الحاضنة للمناضلين الأحرار بثقافتهم التنويرية كما كانت تعز بالمقابل هي الحاضنة لمناضلي ثورة الـ 14 من أكتوبر الخالدة..
< رحل «البدر» وبدأت الحروب لأعوان الكهنوت حوالي ثمان سنوات والشعب مع القيادات العسكرية والقوات المسلحة المصرية المساندة للثورة اليمنية تطهر الجيوب من المرتزقة وكان العمل على أشده بعد أن دقت ساعة العمل وكان «البصير» يتجول «بطاره» جمهورية من قرح يقرح..مؤكدا انتصار الثورة كحقيقة تاريخية.
< صمدت الثورة في وجوه المرتزقة ومن كانوا جمهوريين في النهار وملكيين في الليل وكان آخر مسمار في نعش خفافيش الظلام عندما انضم قاسم منصر إلى صفوف الجمهورية فمنحه الفريق العمري رتبة فريق لكنه لم يدم طويلاٍ فقد امتدت إليه يد الغدر والخيانة فأغتيل وهو في طريقه إلى بلاده وقبلها كان الجيش المصري قد انسحب من اليمن..
< فالثوار اليمنيون ضحوا من أجل خروج المرأة من «الجدران الأربعة» إلى مرافق العمل وبدأ التعليم يؤتي ثماره وتخلص اليمنيون من الفقر والجهل والمرض وعرفوا العالم عبر البعثات للاتحاد السوفيتي سابقاٍ وإلى مصر وغيرها لكن المؤامرات تواصلت بغية النيل من الثورة ووهجها واغتيل أكثر من ثلاثة رؤوساء في فترات قصيرة.
وظلت الثورة تتألق وتتوهج مع مرور الأيام.. كانت هناك بعض المنغصات بين الثوار أنفسهم فقد سبق وأن زار المشير السلال موسكو وتشكل المجلس الجمهوري برئاسة عبدالرحمن الإرياني واعتقلت حكومة العمري في السجون المصرية وعادوا بعد فترة ليست بالقصيرة..
< وبانقلاب أبيض تولى الشهيد إبراهيم الحمدي رئاسة مجلس القيادة فأغتيل بعد فترة وتبعه الغشمي.. كل هذه الأحداث التي كانت تعتمل في الساحة اليمنية والتواصل والمؤتمرات والمشاورات والبيانات حول توحيد اليمن كانت تنبع من اليمن والكويت وليبيا وغيرها..
< وانتخب المقدم علي عبدالله صالح أواخر السبعينيات رئيساٍ للجمهورية وخرجت الأحزاب السياسية من تحت «الرماد» لتمارس نشاطها بحرية بعد صياغة مشروع الميثاق الوطني الذي اجمعت عليه كافة القوى السياسية وبدأت عجلة التنمية تدور إيذاناٍ بتوحيد شطري اليمن في الـ 22 من مايو 90م ومضت العجلة تدور تحت سقف الدستور والثوابت الوطنية لكن الأخطاء التي حدثت من قبل بعض الأشخاص اججت الوضع لتنفجر حرب صيف 94م وغيرها وحققت اليمن انجازات كبيرة لا أحد يستطيع حجب الشمس عنها وجرت انتخابات برلمانية رئاسية ومحلية وحدثت الأزمة السياسية وكادت تداعياتها السلبية تعصف بالوطن وإنسانه لولا أن اليمنيين تداركوا أمرهم واتجهوا نحو التوافق المؤيد إقليمياٍ ودولياٍ وفي اندفاع شعبي عارم ثم انتخاب الرئيس عبدربه منصور هادي رئيساٍ للجمهورية ومن المؤكد أن إنجاز تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة سيعزز التوافق الوطني وسيخدم تقدم الأداء في مختلف ميادين البناء والنهوض الشامل للوطن وسيحقق إزدهار حياة أبنائه..>
عيد بطعم الانفراج
التصنيفات: الصفحة الأخيرة