دعوات لتشكيل هيئة للمتابعة
أهداف الثورة.. برنامج عمل وطني لم يكتمل!
استطلاع: علي السريحي – نيزان توفيق
أكاديميون: شهداء الثورة السبتمبرية لن تستريح أرواحهم إلا بتحقيق أهداف ثورتهم
> رأى العديد من الأكاديميين والمحللين أن تنفيذ البنود التي نصت عليها المبادرة الخليجية تنفيذاٍ دقيقاٍ يعد استكمالاٍ لتحقيق أهداف ثورة سبتمبر وأكتوبر كونها تفضي إلى التغيير والإصلاح..
وأكدوا أن أهداف الثورة السبتمبرية ومبادئها اعترضتها العديد من العراقيل والعقبات الظلامية والفئوية وما زالت حتى هذه اللحظة فمراكز القوى والنفوذ ما زالت تخشى كثيراٍ الاقتراب من هذه الأهداف أو مجرد الحديث عنها ناهيكم عن تحقيقها على أرض الواقع.
ودعوا في حديثهم لـ «الوحدة» القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي إلى تشكيل هيئة يناط بها متابعة تحقيق أهداف ومبادئ ثورة 26 سبتمبر بحيث تضم في قوامها مختلف ألوان الطيف السياسي والاجتماعي اليمني.
< الدكتور عبد الحميد داود أمين حركة التغيير والبناء قال: تحل علينا مناسبة غالية على كل قلب يمني وهو العيد الـ50 لثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة التي هدفت إلى انهاء وضعية النظام الذي أحكم سيطرته على هذا الوطن وعانى منه اليمنيون شتى أصناف القهر والكبت والحرمان.
إن ثورة سبتمبر لم تكن في أهدافها الإطاحة بفرد أو مجموعة أو سلالة من الناس بل كان هدفها الرئيس هو تغيير نظام كهنوتي استبدادي فاسد عانى منه الشعب اليمني فترة من الزمن وما إطاحة الأفراد إلا لوقوفهم حجر عثرة أمام تغيير هذا النظام الاستبدادي وإصرارهم على بقائه حماية لمصالحهم بدلاٍ من مصالح الوطن مما يدل على أن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر لم تكن مجرد هدف استبدال شخص بشخص آخر أو فئة من الناس بفئة أخرى بل أن قيامها وانتصار نضالها قد مثل ضرورة وطنية ودينية وأخلاقية وإنسانية فبدون تلك الثورة كان من الصعب إخراج الشعب اليمني من عصور القرون الوسطى إلى رحاب الحياة العصرية ولذلك كان من أهم أهدافها تحقيق العدل والمساواة بدلاٍ من الظلم والتمييز والديمقراطية والحرية بدلاٍ من الاستبداد والعبودية ومصلحة الوطن بدلاٍ من مصلحة الفرد فهي تعتبر إحدى صفحات النضال الوطني التي خاضها شعبنا انتصارا لإرادته الحرة وأضاف: ولقد جاءت ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م كوليد شرعي لثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م فالذين صنعوا ثورة سبتمبر كانوا من مختلف مناطق اليمن شماله وجنوبه شرقه وغربه كما هو الحال لمن أقاموا ثورة أكتوبر مما يدل دلالة عظيمة على رسوخ وحدة اليمن وصلابة تلاحم أبنائها..
إننا ونحن نحتفل اليوم بالعيد الـ 50 لثورة السادس والعشرين من سبتمبر والذي يأتي واليمن في أمس الحاجة لوقف حالة الانهيار من الأزمة الحالية المتفاقمة والخطيرة أن نجعل من هذه المناسبة محطة جديدة تستحثنا جميعاٍ على المزيد من العمل الجاد في بناء اليمن الجديد القادر على مواكبة العصر وفاءٍ للثورة وأهدافها وقيمها السامية.
أما الأستاذ محمد الشامي فقال: نحن كأبناء ثوار سبتمبر ووالدي أحد قادتها ولي الشرف أني أحد قادة الثورة الشبابية.. إن الثورة وعلى مدى خمسين عاماٍ وحتى اللحظة ما زلنا نحلم بها سواء إن كان الثوار الذين قاموا بها أو نحن كأبناء ثوار سبتمبر سواء كنا شباب الثورة القادمة والحالمين بمستقبل أفضل وهذه الثورة هي ما تمثل آمال وطموحات الشعب منذ خمسين عاماٍ حتى اليوم والتي لم يأمل الشعب اليمني بأسره أن تتجسد واقعاٍ وحقيقة لا شعارات ولا أهدافاٍ مكتوبة نتمنى أن تكون مترجمة على أرض الواقع وما قامت الثورة الشبابية إلاِ في اعتقادي لتجسد تلك الأهداف والمعاني التي شعرنا جميعاٍ أنها لن تتحقق ولن نرى على أرض الواقع ما نحلم ونطمح إليه نحن كأبناء ثوار سبتمبر وأكتوبر أو نحن كشباب ثورة إلا بترجمة الأهداف والمعاني والدلالات على أرض الواقع وحينها سننعم بكل الخير لتلك الأهداف السامية التي التف حولها الشعب اليمني بأسره وما نحلم به هو عدم الالتفاف عليها كوننا نرى ونحن في العيد الذهبي أنه وحتى اللحظة لم تتجسد تلك الأهداف واقعاٍ وحقيقة ومضموناٍ وغايةٍ وسمواٍ وهذا ما نطمح إليه وهذا ما نراه..
وأضاف الشامي: إن أهداف الثورة بحاجة إلى مصداقية وترجمة وليست بحاجة إلى لائحة أو شرح أو تفصيل فتلك الأهداف الصغيرة والبسيطة بشكلها لكن بمضمونها تحوي دلالات كبيرة فترجمتها على أرض الواقع تحتاج إلى إرادة ومصداقية وشرف ونزاهة.
ويسترسل في حديثه: حالة الإخفاق التي حالت دون تحقيق هذه التطلعات هي مراكز القوى والنفوذ بعد ثورة سبتمبر والتي ما تزال حتى اليوم في تزايد وهي تعيق أي تحقيق لبناء دولة حقيقية فتلك القوى ومراكز النفوذ هي العائق الوحيد أمام ثورة سبتمبر وتحقيق أهدافها وبوجود تلك القوى لن تتحقق الدولة المدنية الحديثة ولن تترجم تلك الأهداف لذلك يجب مراجعة منظومة الدولة وأن تعيد هيبتها وتعيد قوتها وتزيل تلك القوى ومراكز النفوذ وتصهرها في مضمون إطار الدولة المدنية الحديثة وبعدها سنجد أن تلك الأهداف ستتحقق تلقائياٍ.
نهنئ الشعب اليمني بهذه المناسبة ونقول له: «يجب أن نسعى جميعاٍ إلى الالتفاف حول الوطن وقضاياه وأن نبتعد عن المناكفات وعن الولاء الضيق الحزبي أو المناطقي ونسمو بسمو وطن جديد يجمعنا وطن السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر وطن ينعم به الجميع ويعيشون أمناٍ واستقراراٍ ورخاء وسمواٍ».
أما الأستاذ محمد الغربي عمران فقال: عندما نعود لأهداف ثورة السادس والعشرين من سبتمبر أو إلى أولئك الذين قادوها سواء ضد الإمامة أو الاحتلال البريطاني نجد أن أهدافهم ومبادئهم كانت تبحث عن إرساء العدالة للمجتمع وعن الحرية لذا كانت هذه النوايا قوية ونبيلة ورائعة لذلك عندما سمع الشعب في كل أنحاء الوطن نداء الضباط الأحرار خرجوا جميعاٍ مستبشرين بانتهاء عهد الظلم والذي كانوا يعانون منه.
وعن أهداف الثورة السبتمبرية فيقول: أهداف ومبادئ الثورة هي أهداف عامة وواسعة وما يتطلبه اليمن اليوم أكبر وأكثر رقياٍ خصوصاٍ في ظل المستجدات التي يعيشها العالم اليوم لذا نحتاج لأهداف جديدة أكثر تطوراٍ ومواكبة كما نحن بحاجة إلى أن نضيف إلى تلك الأهداف أهدافاٍ إنسانية ننطلق منها ونغرس في أنفسنا على سبيل المثال لا الحصر تقبل الآخر مع أختلاف الأجناس والأديان وذلك لأننا اليوم أصبحنا نعيش في قرية عالمية متقاربة وأضاف: أهداف الثورة و ما طمح إليه الأحرار في ذلك الحين للأسف لم ينفذ منه إلا القليل وذلك لتعرضها لمعوقات أوصلت البلاد إلى ما هي عليه اليوم فأبرز تلك المعوقات هي ما يمكن أن نسميه «التأسلم» فقد كنا نعيش قبل الثورة في الشمال تحت ظل حكام يسمون أنفسهم بالمتوكل على الله والناصر وغيرها وهم في حقيقة الأمر « الله براء منهم» واليوم نشاهد ذلك في محافظة أبين يدعون تطبيقهم الدين ويسمون أنفسهم أنصار الشريعة ونلاحظ أعمالهم وغيرهم الكثير ممن يستخدمون هذا الأسلوب. فللأسف لا زالت تحكمنا أصناف منها السلفي التكفيري والمتأسلم صاحب الحزب الإسلامي إضافة إلى القبيلة وأقصد «بفكرها» هي التي ما تزال تسيطر على الوضع فتراها تتمثل في شكل ضابط أو شيخ أو معلم وقد تراها على شكل مثقف والسيئ في هذا الأمر أنهم لا يطبقون القانون ولا يعترفون إلا بانتماءاتهم القبلية. لذلك لا زال التمييز الطبقي موجوداٍ وكذلك احتقار المهن فذاك شيخ وذاك مزين وذاك فلاح.
ولا يمكن أن ننسى أكبر معوق للأهداف التي ضحى من أجلها الأحرار وهي العمالة والولاء للخارج فاليوم تدفع المليارات من الخارج كرواتب شهرية لأغلب المشائخ والضباط والوجاهات فكيف سيكون ولاؤهم لليمن¿!!
فمن المفترض أن يتم القبض على أي شخص يثبت أنه يستلم مبالغ مالية من الخارج ويتم تجريمهم بالخيانة العظمى.
الدكتور ياسين الخرساني أستاذ القانون الدستوري بكلية الشريعة والقانون جامعة صنعاء قال: جاء اليوبيل الذهبي للثورة اليمنية 26سبتمبر بعد مرور خمسين عاماٍ من النضال الثوري ضد وضع وواقع قائم ومتخلف له جذوره صنعه النظام السياسي للعهد الملكي في اليمن.
سنبارك لكل أبناء الشعب اليمني ولقيادتنا السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية بهذه الاحتفالات المباركة.
مضيفاٍ: إن هذه الاحتفالات التي تأتي ونحتفل بها كل عام ما هي إلاِ احتفالات بما تم إنجازه في تحقيق مضمون أهداف ومبادئ الثورة السبتمبرية.
وسأقول وبصراحة أن أهداف ومبادئ الثورة لم يستكمل تحقيقها بل وبدأ بعد الثورة مباشرة التحدي الحقيقي والصعب لها وذلك بفعل الثورة المضادة لثورة 26 سبتمبر والتي كادت تعصف بالثورة وأهدافها حتى وصل الأمر إلى حصار صنعاء والخوف من سقوطها ولكن إرادة الشعب اليمني وصموده كان الأقوى وفضلاٍ عن ذلك ظهر ما يسمى بعدم الاستقرار السياسي سواء في حقبة الستينيات أو السبعينيات أو الثمانينيات أو حتى بعد قيام الوحدة اليمنية..
والحق أن تحقيق هذه الأهداف يحتاج إلى الاستقرار السياسي وإلى الآن وإلى ما بعد ثورة التغيير في اليمن لم تنعم بالاستقرار فإذا لم يكن هناك استقرار فلن تتحقق هذه الأهداف بالصورة التي وضعها وحلم بها صانعوها قادة وأبطال ثورة 26سبتمبر .
وحتى إذا قرأنا المبادرة الخليجية وتمعنا فيها سنجد أن مبادئها تلبية لطموحات الشعب اليمني في التغيير والإصلاح والمقصود بالتغيير والإصلاح هو استكمال تحقيق أهداف ومبادئ الثورة الستبمبرية.
واقترح الدكتور الخرساني في ختام حديثه أن تكون هناك هيئة يناط بها متابعة تحقيق أهداف ومبادئ ثورة 26سبتمبر ويجب أن تضم هذه الهيئة مختلف ألوان الطيف السياسي بل وتمثل مختلف شرائح المجتمع اليمني.. وهذه الهيئة هي التي ستنظر هل هناك حاجة أم لا إلى لائحة تنفيذية لتنفيذ وتفسير أهداف ومبادئ الثورة اليمنية..
ويؤكد الدكتور حميد المخلافي أستاذ النظم السياسية بجامعة الحديدة أنه يصعب الحديث عن ما تحقق من أهداف الثورة اليمنية «سبتمبر وأكتوبر» بمناسبة اليوبيل الذهبي خاصة إذا نظرنا إلى ما هو قائم ومرفوع كشعار أو ما هو واقع سواء النظام الجمهوري أو الجيش الوطني أو الوحدة الوطنية فالنظام الجمهوري في اليمن نظام مفرغ من محتواه الحقيقي كنظام يتيح لعامة الشعب الحكم أو المشاركة الحقيقية فيه حيث نجد أن معظم أنظمة الحكم الجمهوري في معظم البلدان العربية قادت الممارسة فيه إلى التأبيد أو التوريث وهو المبدأ الذي هدمته ثورات الشباب والتي أعادت في اليمن لثورة سبتمبر حياتها وحيويتها.
والجيش في اليمن ما يزال بعيداٍ عن كونه جيشاٍ لكل أبناء الوطن يقوم على الكفاءة والقدرة حتى تستطيع القول بأنه جيش وطني لكن للأسف نجد أنه يقوم على المناطقية وأحياناٍ الحزبية ومراكز القوى الاجتماعية.
وإذا نظرنا إلى الواقع الذي تعيشه اليمن اليوم نستطيع أن ندرك مدى ما تحقق من أهداف ثورة سبتمبر وأكتوبر وأهم المعوقات التي تقف أمام التقدم في تحقيق الأهداف والمتمثلة بالآتي:
– على المستوى السياسي نجد أنها يعيش أوضاعاٍ مأساوية وتفتقر إلى المؤسسات السياسية الفاعلة وتقترب كثيراٍ من فقدان السيادة الوطنية وبالتالي سقوط الدولة حيث أصبحت اليمن حكومة اتفاق اقليمي ودولي.
– على المستوى الاقتصادي تعيش اليمن على الدعم الخارجي والمساعدات الأمر الذي يقود إلى التبعية ويزيد من ضعف الدولة.
– مازال اليمن يعيش حياة تقليدية تتناقض مع قيم العلم في الكثير من جوانب الحياة وترفض التعليم الذي يقود إلى الحداثة والعصرية.
– وجود نخبة سياسية ممزقة تعمل على تمزيق اليمن ولا تعمل على بناء الدولة المدنية القائمة على المساواة التي ربما لا تفهمها حيث كانت تجمعها ثقافة الفساد التي ربما انهارت مع ثورة الشباب بإذن الله..>
دعوات لتشكيل هيئة للمتابعة
التصنيفات: تحقيقات