صنعاء تشتعل نصرة للحبيب محمد
متابعة/بشير راوح
حب النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم غريزة في قلوب المسلمين …فكيف بهؤلاء يرون ويسمعون صنوف السخرية والإستهزاء بدينهم وبنبيهم ….
وقفات إنصاف مع الأحداث الأخيرة مالنا وما علينا كمسلمين …
نحو ديننا ونحو نبينا ….ونحو البشرية أجمعين….
لسنا هنا بصدد بيان مكانة ومنزلة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم عند الله وعند المسلمين والمنصفين من غير المسلمين …فمنزلته تعجز الأقلام أن تعبر عنها وذلك أن التعبير عن بعض العواطف لا تستطيع بيانه الأقلام ولكن حسبنا من ذلك أن نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان بمثابة أعطية وهدية غالية الثمن بعثها الله لعباده رحمة بهم قال الله تعالى : (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)…ذلك الرجل الأعجوبة الذي حير البشرية بنبل أخلاقه وسموصفاته (وإنك لعلى خلق عظيم)….كانت دعوته في الليل والنهار من أجل وصول البشرية إلى رضوان الله تعالى فكان حريصا على هداية الناس جميعا كانوا يهودا أو نصارى أو مشركين ….ووصلت به الرحمة والشفقة على هؤلاء أنه كان حزينا من أجلهم أشد الحزن حتى قال له ربه : (فلا تذهب نفسك عليهم حسرات)…ولذلك وصفه أحد أصحابه فقال: كان النبي عليه الصلاة والسلام متواصل الأحزان دائم الفكرة ليس له راحة …… كل ذلك من أجل هداية الناس….
سنة الله
لسنا نستغرب أن يكون لمن ذاك شأنه أعداء فهذه سنة الله في أرضه فلكل نبي عدو … قال تعالى : (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن) قال ابن كثير مفسرا لها: وكما جعلنا لك -يا محمد -أعداءٍ يخالفونك ويعادونك جعلنا لكل نبي من قبلك أيضا أعداء فلا يِهيدنِك ذلك. . وقال تعالى: (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين).. وقال ورقة بن نوفل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: [إنه] لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا عودي .
وهاهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم (رغم تلك العداوة) يتجول بين الناس في مكة يدعوهم إلى رضا الله تعالى وعمه أبو لهب يتبعه ويكذبه بين الناس ويتهمه بالجنون ….هذا رغم أنه عاش في زمن النبي وعرف مناقبه إلا أنه الكبر وبطر الحق… يقول الشيخ الدكتور: عقيل المقطري عضو هيئة علماء اليمن في صفحته على الفيس بوك: مسلسل الإساءة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم لن ينتهي ما بقي الإسلام منتشرا فكلما انتشر الإسلام وانتصر حنق أعداؤنا وما هذا الفيلم الذي قام عليه نصارى أقباط إلا بعد نجاح الإسلاميين في مصر بل وفي أكثر من بلد وقدوة هؤلاء الأراذل قريش الذين ما فتئوا يسبون ويستنقصون من النبي عليه الصلاة والسلام فأهلكهم الله ونصر نبيه ودينه وكل من أساء اليوم لنبينا محمد أو أزواجه أو أصحابه فسيهلكه الله إنها سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا وهذا لا يعني أننا لا نغضب لنبينا عليه الصلاة والسلام فإذا كانت قريش سلف هؤلاء الأصاغر فسلفنا حسان بن ثابت .
رب ضارة نافعة
ها نحن في زماننا هذا نسمع ونرى بين حين وآخر سخرية بنبينا واتهاما له واستخفافا بحقه… ولكن لا ندري فرب ضارة نافعة فكلما أوغل الحاقدون على النبي في غيهم كلما فاق كثير من المسلمين من سباتهم وغفلتهم …
يقول (المقطري): شتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مبشر بقرب نصر الله للدين وأهله قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الصارم المسلول على شاتم الرسول: كانوا يستبشرون خيرا بقرب الفتح إذا ما وقعوا في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وهاهي جموع المسلمين تنتفض في أنحاء العالم لتعبر عن مشاعر المحبة لهذا النبي العظيم وعن السخط على من تجرأ وجعل من النبي هدفا لسهامه الحاقدة .. وهاهو العالم كلما حدثت حادثة كهذه يتهافت لمعرفة المزيد عن هذه الشخصية التي شغلت العالم عربا وعجما (عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم)…
وفي كل مرة يتأكد للعالم هذه المنزلة العالية التي نالها النبي في قلوب المسلمين وهم يعلمون يقينا أن النبي أغلى على المسلمين من أنفسهم ..
وهو أيضا خط أحمر لا يقبل المسلمون من أحد أن يتجاوزه أو ينتقص من حقه أيا كان هذا الشخص .. ونحن لا نستغرب من تلك المظاهرات التي عمت أرجاء العالم غضبا للنبي عليه الصلاة والسلام فهي مشاعر صادقة أفرزتها تلقائية المحبة والنصرة ….
مشكلة الغرب
يقول الداعية الإسلامي الدكتورعمرو خالد :
إن الإساءة إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) هي إساءة لكل مسلم بل إساءة للإنسانية جمعاءº لأنه معلم البشرية ورسول الإصلاح والخير والعطاء.
فهناك مشكلة يواجهها الغرب منذ أحداث الدانمارك الشهيرة وهذه المشكلة هي عدم قدرته على تحقيق التوازن بين حرية التعبير وبين احترام المقدسات فكما أن الغرب يقدر حرية التعبير تقديراٍ كبيراٍ فالمسلمون أيضاٍ يقدرون حرية التعبير لكن لديهم القدرة على إحداث التوازن بين ممارسة تلك الحرية وبين احترام المقدسات وهذا ما لا يوجد في الغرب ويحب على الحكومات هناك أن يكون لديها إرادة سياسية قوية لتحقيق احترام الأديان.
وإن عملية إثارة الفتن بهذا الأسلوب المستمر يقضي على التعايش ويفجر الصراع.
هذا ما علينا
وقفة بسيطة فيما حدث حتى نستفيد …والأمر هنا يحتاج أولا إلى صدق وإنصاف وتجرد فديننا الكريم يحثنا على التبين والتأكد من أي نبأ قبل أن نقوم بما نراه مناسبا من العمل.. ولأن دين الإسلام دين عدل ورحمة وإنصاف فلا بد أن نقول كلمة حق ولو كانت علينا فقد قرأنا أروع المواقف لسلفنا الصالح حين يقف أحدهم وهو أمير للمؤمنين أو وال على ولاية ثم يقف مع خصمه اليهودي بين يدي القاضي المنصف الذي يحكم بالعدل ولا يحابي أحد ثم يحكم هذا القاضي لصالح اليهودي الذي لم يلبث قليلا حتى أعلن دخوله في الإسلام واتباعه لسنة النبي عليه الصلاة والسلام ما دامت عدالة الإسلام بلغت مبلغا كهذا ..
أقول أن على المسلم أولا أن يتبين من هو مرتكب الخطأ أو الجريمة وليأخذ حقه عبر الطرق الشرعية وإن لم يتسنى ذلك فلا ينبغي أن يعاقب أحد سوى مرتكب الجرم …
ويكون الأمر بالغ الأهمية حين يصل إلى مستوى قتل الأنفس البريئة التي ليس لها علاقة بالموضوع بل قد لا تتفق مع آراء من أساء في حق النبي عليه الصلاة والسلام ..قال الله تعالى : (ولا تزر وازرة وزر أخرى)…ولكن عزاؤنا في ذلك الأمر أننا نظن بأن المسلمين في ليبيا لم يتعمدوا قتل أحد وجها لوجه …
يقول الشيخ عبدالوهاب الحميقاني الأمين العام لاتحاد الرشاد اليمني في تصريح للصحافة:من حق أبناء الشعب اليمني التعبير عن غضبهم واستنكارهم للإساءات التي تستهدف نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم بالطرق السلمية والمشروعة من المظاهرات والمسيرات والاحتجاجات».
ويقول الدكتور عمرو خالد: هذا وإننا في نفس الوقت لا نوافق على قتل الأنفسº لأن حرمة النفس شديدة ولا نوافق كذلك على اقتحام سفارات الدول فهذا ما لا نوافق عليه ولا ندعو إليه.
وهذا مالنا
الإعتداء على السفارات يجب أن ننظر إليه بعين الإنصاف فالأمر متعلق أساسا برواسب وأحقاد متراكمة بين المسلمين والولايات المتحدة الأمريكية أفرزتها المواقف الأمريكية الموالية للظلم الإسرائيلي على المسلمين في فلسطين …والإعتداءات الأمريكية المتكررة على بلاد المسمين كأفغانستان والعراق وغيرها لمحاولة فرض الهيمنة والوصاية الأمريكية على العالم الإسلامي.. وهذا بحد ذاته مبرر كاف لما قام به المتظاهرون من تخريب…ولو صبروا لكان خيرا لهم.. أما إخواننا الذين قتلوا أثناء الهجوم على السفارة فيجب أن يحاسب من قتلهم…
فدماؤهم أغلى من الكعبة المشرفة(بيت الله الحرام).. فهل تسفك دماؤهم من أجل السفارة (بيت أمريكا)… فهل آن لنا الأوان أن نحترم الدماء المسلمة ولا نتهاون فيها¿
أسئلة للمحاسبة
هل نحن المسلمون عشنا الإسلام حقيقة ومنهجا وعرضناه على العالم كنموذج قدوة حتى يقبلوه دينا أو يعترفوا بعظمته أو على الأقل لا يقفوا ضده¿
ما هي الصورة المرسومة في عقول غير المسلمين عن الإسلام والمسلمين¿
هل رأى هؤلاء منا ما دعا إليه نبينا من العدل والرحمة والعفو والتسامح والقيم النبيلة لديننا العظيم ¿
هل بذلنا كل مستطاع من أجل تعريفهم بدين الله الذي هو أساس النجاة¿
النصرة
يقول الشيخ :الحميقاني إن نصرة النبي صلى الله عليه وسلم تكون بتجسيد أخلاقه وقد أمر الله نبيه بقوله: (خذ العفو وأúمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين))
هذا هو منهج القرآن في أمر النبي بالتعامل مع المسيئين إليه وأن أكبر محبة ونصرة للنبي عليه الصلاة والسلام هو التزام منهجه وتجسيد أخلاقه التي ليس منها العدوان والتخريب والبغي.
ويقول الدكتور المقطري: إن أكبر رد مؤثر على من أساء لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم أن نحول مشاعر غضبنا إلى سلوك وتأسي بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في عبادته ومعاملته وأخلاقه ومظهره ومخبره وبهذا تصير المحنة منحة .
المخرج من الأزمة
أكد الحميقاني على ضرورة أن تأخذ الولايات المتحدة الامريكية وأوربا على أيدي هؤلاء المتطاولين على مقام الرسول الكريم والإساءة للدين الإسلامي واستفزاز مشاعر المسلمين» وتابع بأن «سكوت الحكومات الغربية والأوربية على مثل هذه الإساءات المتكررة ضد الإسلام والمسلمين يكشف عن حالة من الازدواجية في المعايير في سلوك الغرب عندما يبررون هذه الإساءات ضد الإسلام والمسلمين بحرية التعبير بينما يقيمون الدنيا ولا يقعدونها إذا تعلق الأمر بالتشكيك في محرقة اليهود (الهولوكست) وهي مجرد واقعة تاريخية مفترضة يشكك فيها المؤرخون الغربيون أنفسهم».
من جهته قال الدكتورعمرو خــالد في بيانه : أنا أطالب بمحاكمة كل من أسأوا للرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك أطالب بإصدار وسن قانون دولي يْجرم ازدراء الأديان والأنبياء فمقدساتنا خط أحمر لا يجب الاقتراب منه.
وإننا سنتحرك بخطابات ورسائل ولقاءات مع قادة المجتمع المدني الغربي للضغط على الحكومات الغربية والولايات المتحدة لإيقاف هذا العمل الإجرامي المستمر.
ختاما:
لو اجتهد المسلمون حقا لرضا ربهم فرضوا باتباع شرع الله تعالى ونهجه لأعزهم الله.. ولكن للأسف الشديد أننا نحن المسلمون ما رضينا باتباع ديننا كما ينبغي..بل إن اللهث وراء حضارة الغرب والإعتزاز بها أفقدنا هويتنا وأذلنا بين الأمم التي صرنا نزاحمها على أفكارها وأقوالها وأفعالها حتى وإن كانت مخالفة لشريعة الإسلام….
ولذلك كان حق علينا أن نعمل جاهدين أن نعيش الإسلام حياة ومنهجا وسلوكا بكماله وشموليته (بعيدا عن الغلو والتفلت) ليتسنى للعالم أجمع أن يعرف ما هو الإسلام ومن هو محمد ومن هم المسلمون..>
وقفات إنصاف مع الأحداث الأخيرة مالنا وما علينا كمسلمين …
نحو ديننا ونحو نبينا ….ونحو البشرية أجمعين….
لسنا هنا بصدد بيان مكانة ومنزلة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم عند الله وعند المسلمين والمنصفين من غير المسلمين …فمنزلته تعجز الأقلام أن تعبر عنها وذلك أن التعبير عن بعض العواطف لا تستطيع بيانه الأقلام ولكن حسبنا من ذلك أن نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان بمثابة أعطية وهدية غالية الثمن بعثها الله لعباده رحمة بهم قال الله تعالى : (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)…ذلك الرجل الأعجوبة الذي حير البشرية بنبل أخلاقه وسموصفاته (وإنك لعلى خلق عظيم)….كانت دعوته في الليل والنهار من أجل وصول البشرية إلى رضوان الله تعالى فكان حريصا على هداية الناس جميعا كانوا يهودا أو نصارى أو مشركين ….ووصلت به الرحمة والشفقة على هؤلاء أنه كان حزينا من أجلهم أشد الحزن حتى قال له ربه : (فلا تذهب نفسك عليهم حسرات)…ولذلك وصفه أحد أصحابه فقال: كان النبي عليه الصلاة والسلام متواصل الأحزان دائم الفكرة ليس له راحة …… كل ذلك من أجل هداية الناس….
سنة الله
لسنا نستغرب أن يكون لمن ذاك شأنه أعداء فهذه سنة الله في أرضه فلكل نبي عدو … قال تعالى : (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن) قال ابن كثير مفسرا لها: وكما جعلنا لك -يا محمد -أعداءٍ يخالفونك ويعادونك جعلنا لكل نبي من قبلك أيضا أعداء فلا يِهيدنِك ذلك. . وقال تعالى: (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين).. وقال ورقة بن نوفل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: [إنه] لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا عودي .
وهاهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم (رغم تلك العداوة) يتجول بين الناس في مكة يدعوهم إلى رضا الله تعالى وعمه أبو لهب يتبعه ويكذبه بين الناس ويتهمه بالجنون ….هذا رغم أنه عاش في زمن النبي وعرف مناقبه إلا أنه الكبر وبطر الحق… يقول الشيخ الدكتور: عقيل المقطري عضو هيئة علماء اليمن في صفحته على الفيس بوك: مسلسل الإساءة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم لن ينتهي ما بقي الإسلام منتشرا فكلما انتشر الإسلام وانتصر حنق أعداؤنا وما هذا الفيلم الذي قام عليه نصارى أقباط إلا بعد نجاح الإسلاميين في مصر بل وفي أكثر من بلد وقدوة هؤلاء الأراذل قريش الذين ما فتئوا يسبون ويستنقصون من النبي عليه الصلاة والسلام فأهلكهم الله ونصر نبيه ودينه وكل من أساء اليوم لنبينا محمد أو أزواجه أو أصحابه فسيهلكه الله إنها سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا وهذا لا يعني أننا لا نغضب لنبينا عليه الصلاة والسلام فإذا كانت قريش سلف هؤلاء الأصاغر فسلفنا حسان بن ثابت .
رب ضارة نافعة
ها نحن في زماننا هذا نسمع ونرى بين حين وآخر سخرية بنبينا واتهاما له واستخفافا بحقه… ولكن لا ندري فرب ضارة نافعة فكلما أوغل الحاقدون على النبي في غيهم كلما فاق كثير من المسلمين من سباتهم وغفلتهم …
يقول (المقطري): شتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مبشر بقرب نصر الله للدين وأهله قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الصارم المسلول على شاتم الرسول: كانوا يستبشرون خيرا بقرب الفتح إذا ما وقعوا في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وهاهي جموع المسلمين تنتفض في أنحاء العالم لتعبر عن مشاعر المحبة لهذا النبي العظيم وعن السخط على من تجرأ وجعل من النبي هدفا لسهامه الحاقدة .. وهاهو العالم كلما حدثت حادثة كهذه يتهافت لمعرفة المزيد عن هذه الشخصية التي شغلت العالم عربا وعجما (عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم)…
وفي كل مرة يتأكد للعالم هذه المنزلة العالية التي نالها النبي في قلوب المسلمين وهم يعلمون يقينا أن النبي أغلى على المسلمين من أنفسهم ..
وهو أيضا خط أحمر لا يقبل المسلمون من أحد أن يتجاوزه أو ينتقص من حقه أيا كان هذا الشخص .. ونحن لا نستغرب من تلك المظاهرات التي عمت أرجاء العالم غضبا للنبي عليه الصلاة والسلام فهي مشاعر صادقة أفرزتها تلقائية المحبة والنصرة ….
مشكلة الغرب
يقول الداعية الإسلامي الدكتورعمرو خالد :
إن الإساءة إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) هي إساءة لكل مسلم بل إساءة للإنسانية جمعاءº لأنه معلم البشرية ورسول الإصلاح والخير والعطاء.
فهناك مشكلة يواجهها الغرب منذ أحداث الدانمارك الشهيرة وهذه المشكلة هي عدم قدرته على تحقيق التوازن بين حرية التعبير وبين احترام المقدسات فكما أن الغرب يقدر حرية التعبير تقديراٍ كبيراٍ فالمسلمون أيضاٍ يقدرون حرية التعبير لكن لديهم القدرة على إحداث التوازن بين ممارسة تلك الحرية وبين احترام المقدسات وهذا ما لا يوجد في الغرب ويحب على الحكومات هناك أن يكون لديها إرادة سياسية قوية لتحقيق احترام الأديان.
وإن عملية إثارة الفتن بهذا الأسلوب المستمر يقضي على التعايش ويفجر الصراع.
هذا ما علينا
وقفة بسيطة فيما حدث حتى نستفيد …والأمر هنا يحتاج أولا إلى صدق وإنصاف وتجرد فديننا الكريم يحثنا على التبين والتأكد من أي نبأ قبل أن نقوم بما نراه مناسبا من العمل.. ولأن دين الإسلام دين عدل ورحمة وإنصاف فلا بد أن نقول كلمة حق ولو كانت علينا فقد قرأنا أروع المواقف لسلفنا الصالح حين يقف أحدهم وهو أمير للمؤمنين أو وال على ولاية ثم يقف مع خصمه اليهودي بين يدي القاضي المنصف الذي يحكم بالعدل ولا يحابي أحد ثم يحكم هذا القاضي لصالح اليهودي الذي لم يلبث قليلا حتى أعلن دخوله في الإسلام واتباعه لسنة النبي عليه الصلاة والسلام ما دامت عدالة الإسلام بلغت مبلغا كهذا ..
أقول أن على المسلم أولا أن يتبين من هو مرتكب الخطأ أو الجريمة وليأخذ حقه عبر الطرق الشرعية وإن لم يتسنى ذلك فلا ينبغي أن يعاقب أحد سوى مرتكب الجرم …
ويكون الأمر بالغ الأهمية حين يصل إلى مستوى قتل الأنفس البريئة التي ليس لها علاقة بالموضوع بل قد لا تتفق مع آراء من أساء في حق النبي عليه الصلاة والسلام ..قال الله تعالى : (ولا تزر وازرة وزر أخرى)…ولكن عزاؤنا في ذلك الأمر أننا نظن بأن المسلمين في ليبيا لم يتعمدوا قتل أحد وجها لوجه …
يقول الشيخ عبدالوهاب الحميقاني الأمين العام لاتحاد الرشاد اليمني في تصريح للصحافة:من حق أبناء الشعب اليمني التعبير عن غضبهم واستنكارهم للإساءات التي تستهدف نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم بالطرق السلمية والمشروعة من المظاهرات والمسيرات والاحتجاجات».
ويقول الدكتور عمرو خالد: هذا وإننا في نفس الوقت لا نوافق على قتل الأنفسº لأن حرمة النفس شديدة ولا نوافق كذلك على اقتحام سفارات الدول فهذا ما لا نوافق عليه ولا ندعو إليه.
وهذا مالنا
الإعتداء على السفارات يجب أن ننظر إليه بعين الإنصاف فالأمر متعلق أساسا برواسب وأحقاد متراكمة بين المسلمين والولايات المتحدة الأمريكية أفرزتها المواقف الأمريكية الموالية للظلم الإسرائيلي على المسلمين في فلسطين …والإعتداءات الأمريكية المتكررة على بلاد المسمين كأفغانستان والعراق وغيرها لمحاولة فرض الهيمنة والوصاية الأمريكية على العالم الإسلامي.. وهذا بحد ذاته مبرر كاف لما قام به المتظاهرون من تخريب…ولو صبروا لكان خيرا لهم.. أما إخواننا الذين قتلوا أثناء الهجوم على السفارة فيجب أن يحاسب من قتلهم…
فدماؤهم أغلى من الكعبة المشرفة(بيت الله الحرام).. فهل تسفك دماؤهم من أجل السفارة (بيت أمريكا)… فهل آن لنا الأوان أن نحترم الدماء المسلمة ولا نتهاون فيها¿
أسئلة للمحاسبة
هل نحن المسلمون عشنا الإسلام حقيقة ومنهجا وعرضناه على العالم كنموذج قدوة حتى يقبلوه دينا أو يعترفوا بعظمته أو على الأقل لا يقفوا ضده¿
ما هي الصورة المرسومة في عقول غير المسلمين عن الإسلام والمسلمين¿
هل رأى هؤلاء منا ما دعا إليه نبينا من العدل والرحمة والعفو والتسامح والقيم النبيلة لديننا العظيم ¿
هل بذلنا كل مستطاع من أجل تعريفهم بدين الله الذي هو أساس النجاة¿
النصرة
يقول الشيخ :الحميقاني إن نصرة النبي صلى الله عليه وسلم تكون بتجسيد أخلاقه وقد أمر الله نبيه بقوله: (خذ العفو وأúمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين))
هذا هو منهج القرآن في أمر النبي بالتعامل مع المسيئين إليه وأن أكبر محبة ونصرة للنبي عليه الصلاة والسلام هو التزام منهجه وتجسيد أخلاقه التي ليس منها العدوان والتخريب والبغي.
ويقول الدكتور المقطري: إن أكبر رد مؤثر على من أساء لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم أن نحول مشاعر غضبنا إلى سلوك وتأسي بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في عبادته ومعاملته وأخلاقه ومظهره ومخبره وبهذا تصير المحنة منحة .
المخرج من الأزمة
أكد الحميقاني على ضرورة أن تأخذ الولايات المتحدة الامريكية وأوربا على أيدي هؤلاء المتطاولين على مقام الرسول الكريم والإساءة للدين الإسلامي واستفزاز مشاعر المسلمين» وتابع بأن «سكوت الحكومات الغربية والأوربية على مثل هذه الإساءات المتكررة ضد الإسلام والمسلمين يكشف عن حالة من الازدواجية في المعايير في سلوك الغرب عندما يبررون هذه الإساءات ضد الإسلام والمسلمين بحرية التعبير بينما يقيمون الدنيا ولا يقعدونها إذا تعلق الأمر بالتشكيك في محرقة اليهود (الهولوكست) وهي مجرد واقعة تاريخية مفترضة يشكك فيها المؤرخون الغربيون أنفسهم».
من جهته قال الدكتورعمرو خــالد في بيانه : أنا أطالب بمحاكمة كل من أسأوا للرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك أطالب بإصدار وسن قانون دولي يْجرم ازدراء الأديان والأنبياء فمقدساتنا خط أحمر لا يجب الاقتراب منه.
وإننا سنتحرك بخطابات ورسائل ولقاءات مع قادة المجتمع المدني الغربي للضغط على الحكومات الغربية والولايات المتحدة لإيقاف هذا العمل الإجرامي المستمر.
ختاما:
لو اجتهد المسلمون حقا لرضا ربهم فرضوا باتباع شرع الله تعالى ونهجه لأعزهم الله.. ولكن للأسف الشديد أننا نحن المسلمون ما رضينا باتباع ديننا كما ينبغي..بل إن اللهث وراء حضارة الغرب والإعتزاز بها أفقدنا هويتنا وأذلنا بين الأمم التي صرنا نزاحمها على أفكارها وأقوالها وأفعالها حتى وإن كانت مخالفة لشريعة الإسلام….
ولذلك كان حق علينا أن نعمل جاهدين أن نعيش الإسلام حياة ومنهجا وسلوكا بكماله وشموليته (بعيدا عن الغلو والتفلت) ليتسنى للعالم أجمع أن يعرف ما هو الإسلام ومن هو محمد ومن هم المسلمون..>