عدن «1»
نـور باعباد
> كان حدثا تاريخيا هاما لنساء عدن وهن يعقدن مؤتمرهن بعنوان (نحو مشاركة فاعلة للمرأة من أجل الدولة المدنية الحديثة) في الفترة 20-21 يونيو2012م ولكن جاء المؤتمر وعدن تشهد انقطاعات مستمرة وطويلة للكهرباء والماء وعدن في عمق الحر فيها وما كان يلطفه هو وجود الكهرباء والماء البارد وكأس من عصير الليمون البارد الذي ما إن تمر بشارعي الطويل و الزعفران وأزقته فسوق البز في مدينة كريتر إلا وتجد قدميك تجرانك لمحل بيع هدا العصير الذي لم ينقطع برغم تغير الناس ونوعية الحكام ولعله إجماع عفوي على حاجة الناس.
كان حضور رئيس الوزراء أ. محمد سالم باسندوة أمراٍ داعماٍ للمؤتمر الذي أكد عليه واستعرض جزءاٍ من دورهن كما استرجعت ذاكرته القوية شعرا ونثرا أحداثا وشخصيات عدنية وعن عدن فهي مسقط رأسه وأبيه وجده فهي بيئته الأولى في صباه فشبابه وموطن نضاله السياسي بل واعتقاله فنقلنا معه في شوارعها وأزقتها ولعله الأهم عندما نبش في ذاكرة القرن الماضي وعن أول مدرسة لتعليم البنت في مدينة كريتر..
كان حاضرا معه ثلة من الوزراء للأسف كمن يستجير من الرمضاء بالنار لم يغيثوا عدن كما لم يغيثوا من استجار بهم قبل ذاك في المحافظات الأخرى لم يجربوا كمواطنين وضع الحر ولم يكتووا بانقطاع الكهرباء والماء فبيوتهم في صنعاء عامرة بكل الوسائل والبدائل كانوا هم أشبه بفاترينة تتفرج المشاركات عليها عل في جعبة احدهم حلا أما لو حضر احدهم النقاشات كنت أتمنى ان يكلف رئيس الوزراء احدهم يستمع ويقدم تقريرا بذلك له لأدرك انه شعب صبور ومدرك لمأساته وأنانياتهم فهم في فنادق مكيفة و ساونات معطرة وبعيدون عن ضعف بل وتردي الخدمات !!!
على هامش حضوري المؤتمر- مقالتي هذه – ولكن ما عانته وتعانيه غيِر عندي أولويتها عن المؤتمر إلى معاناة عدن المضاعفة ونكاد ان نكون على شفا من هاوية المنعطف والتمزق.. لوضع حكومي غير عابئ باحتياجات الناس لم يتمكن بعد من التجاور والتكيف أو التفاهم كمجموعة توافقية وغلبت الأنانية الحزبية على الوطنية لابد ان تتحاور وتتناقش في إطار نوعية ومستوى الخدمة وكذا ما يفترض من كل وزارة ووزير عمله بأن يعقد اجتماع – مجلس فرع الوزارة – التي يرأسها بمجيئه الى عدن وكونها فرصة لا تعوض عن تكلفة زيارته إن جاء مباشرة ليزور وما أحوج عدن وبقية المحافظات لهذا العمل في ظل قانون السلطة المحلية ومهام السلطة المركزية المحددة بالإشراف والمراقبة والتخطيط في إطار وضع اللامركزية أي المحلية
لذا كان عليهم الا يتجاهلوا ما تمر به المدينة من الفوضى وتدني الخدمات ومن حالة وضبابية التعبير وذلك الصمت الحزبي الرهيب وقبله صمت السلطة المحلية وما تشهده المدينة من العصيان المدني ومن قطع للطرقات لمعظم شوارع عدن في هذا الوضع بل وحالات من القنص المتعمد في أجزاء قاتلة من الجسم للمواطنين من قناصة على أسطح العمارات في مدينة المنصورة هذا يحدث دون حسيب ودون وجود للأمن وما يتم من قنص يذكرنا بما قنص من شهداء وشهيدات في ساحات عدن وتعز وصنعاء وبما شهدته البوسنة – أحد مكونات يوغسلافيا سابقا في تسعينيات القرن الماضي –
في الحقيقة عدن تتطلب من المحافظ تشكيل غرفة عمليات لمعالجة الوضع بدءا بشفافية لوضع الخدمات المعالجات اسم الجهة المتعاقد معها بإحضار الأجهزة مواقع العمل وتهيئتها مواعيد التركيب فالتشغيل فالجزاءات في حال التأخر.. حتى تكون هناك مصداقية في الخروج من الوضع وكون هذه الخدمات مدفوعة القيمة من المواطن.. وتكون هذه الغرفة لمعالجة المستجدات الأخرى وردود الافعال في مناقشة الناس وخاصة الشباب وقطعهم للطرق والتعامل الصادق معهم وتوضيح الأمر حتى لا يستشيطو غضبا وعنفا واتلافا للممتلكات العامة ونخلق جيلا عنيفا حاقدا..<
عدن «1»
التصنيفات: منوعــات