أســـــــــاسها القـــــــــــرآن الــــــــــريم:
المراكز الصيفية.. تنمي المواهب.. وتصنع الإبداع
استطلاع/ بشير راوح
< مع نهاية كل عام دراسي تفتح المراكز الصيفية أبوابها لاستقبال طلاب طالبات المدارس بمختلف الفئات العمرية هذه التجربة الرائعة والتي بدأت منذ أعوام لا بد أن تكون لها ثمار طيبة وأثر كبير على المجتمع عامة.. حول تلك المراكز ومستوى أدائها وثمارها الطيبة نبقى سوياٍ مع هذا الاستطلاع:
بداية التقينا الأستاذ محمد الخميسي مدرس في مركز الأسطى الصيفي بمديرية شعوب حيث حدثنا عن أهمية إقامة مثل هذه المراكز الصيفية فقال: إن من السلبيات التي يعيشها مجتمعنا ضعف العلاقة بين البيت والمدرسة فالطالب في البيت مشغول باللعب وفي قضاء حوائج البيت وفي المدرسة إما بأمور الدراسة أو باللعب أيضاٍ كل ذلك في ظل غياب دور الأب كمتابع لنشاط ابنه في البيت أو المدرسة.
ومن جهة أخرى فإن المدرسة تركز أساساٍ على تعليم الطلاب المنهج المقرر من الوزارة دون الالتفات إلى الجوانب النفسية للطلاب ومدى حاجتهم لتلطيف الجو الدراسي بما يناسب مع الأنشطة أو المواد المسلية.. وبذلك أصبحت الدراسة روتيناٍ يعيشه الطالب على مدار العام الدراسي وفي العطلة يبحث عما يناسبه من لعب أو عمل أو غير ذلك.. وبصراحة فإن المراكز الصيفية جاءت كحاجة ملحة لتغيير هذا الروتين الممل.. فالطالب في المراكز الصيفية يعيش في بيئة أصغر من بيئة المدرسة وبذلك يسهل التعامل معه والتركيز عليه.. إضافة إلى ذلك فإن الطالب يجد متسعاٍ من الوقت في المراكز الصيفية ليتعلم القرآن الكريم ويتوسع في مقدار الحفظ ولعل الأنشطة التي تقيمها المراكز تكون سبباٍ هاماٍ في إبعاد الملل عن نفوس الطلاب بل هي عامل رئيسي لتجديد النشاط وتقوية المثابرة لديهم.. ولهذا كله نجد أن المراكز الصيفية تعتبر عاملاٍ مساعداٍ لتجنيب الطلاب الدراسة في المدارس وتشجيعهم على السعي للحصول على أفضل المستويات.. حيث يحرص العاملون على المراكز – عموماٍ – على حل المشاكل التي يعانيها الطلاب في مدارسهم الحكومية ليعود الطالب بعد الإجازة أفضل حالاٍ من ذي قبل.. أيضاٍ فالمراكز الصيفية تعمل على تقوية الصلة بين ولي الأمر وبين المركز لمتابعة مستوى نشاط الطلاب كذلك حضور أولياء الأمور الحفل الختامي يشجع الطلاب للمزيد من الجد والمثابرة.
تطور مستمر
أعوام كثيرة مضت على تجربة المراكز الصيفية ولكن توالي الأعوام هل صقل تلك التجارب أم أن مضي الأعوام حول أنشطة المراكز إلى روتين يكرر كل عام.. «الخميسي» يحدثنا عن تجربة المركز الذي يعمل فيه فيقول: مركزنا بدأ نشاطه منذ ستة أعوام بفضل الله تعالى فإننا نستفيد من تجارب الأعوام الماضية فنعمل على تلافي الخلل وتصحيح الخطأ.. وبفضل الله تعالى فإن مركزنا لهذا العام أقوى من الأعوام الماضية وقد أضفنا إليه أنشطة متعددة لسد كل الحوائج النفسية للطلاب.. ومن تلك الإضافات تدريس اللغة الإنجليزية والكمبيوتر والتنمية البشرية لتطوير القدرات الذاتية لدى هؤلاء الطلاب إضافة إلى تخصيص حصص ودروس لتعليم الأخلاق والآداب الإسلامية وتربية الطلاب على الآداب مع الوالدين كذلك أضيفت مادة للاسعافات الأولية لتعليم الطلاب أسس وأوليات الإسعافات الأولية عند الحاجة لذلك.. إضافة إلى ذلك هناك أنشطة ترفيهية وأنشطة ثقافية يومية وأسبوعية.. ومن المميزات المهمة أننا عملنا على تقوية مستوى الطلاب الدارسين في مدارسهم وذلك بتدريس جزء من المنهج الذي سيدرسه الطلاب في المدرسة بعد الإجازة الصيفية وبذلك يدخل الطالب المدرسة وهو أكثر ثقة وأفضل مستوى.
تجربة ناجحة
عن تجربته في المراكز الصيفية يحدثنا الطالب عبدالملك عقلان عايض فيقول: بدأت الدراسة في المركز الصيفي منذ ست سنوات والحمدلله استفدت كثيراٍ خاصة في الجانب التربوي وذلك لوجود حصص إيمان وتربية وأخلاق في المركز وليست موجودة في المدرسة.. وحين سألناه عن مستوى حفظه قال: أحفظ ستة أجزاء حتى الآن.. معظمها كان في المركز الصيفي.. إلا أننا في هذا العام انتقلنا إلى الأسلوب العملي في تطبيق القرآن وقل الحفظ حيث ندرس السورة ونتعلم أن نطبق أحكامها عملياٍ.. سألنا عبدالملك عن أفضل ما درسه في المركز فقال: القرآن الكريم وتلاوته.. ولما سألناه هل الدراسة في المركز أفقدتكم اللعب¿ أجاب أن الأنشطة عوضت ذلك بل كانت أفضل لأن لدينا كل يوم أنشطة ثقافية ورياضية.
أنشطة نسائية
الأنشطة في المراكز الصيفية للبنات لا تقل مستوى وأداء عن الأنشطة في مراكز البنين بل أنها تتفوق أحياناٍ كثيرة.. وذلك ما تؤكده الطالبة عائشة ياسين حيث تقول: خلال دارستي في العامين الماضيين في المراكز الصيفية استفدت كثيراٍ فبالإضافة إلى دراسة القرآن الكريم وعلومه تعلمت أصول الأدب الاجتماعي وذلك باحتكاكي بمدراسات يحفظن الكثير من القرآن الذي جعل في أخلاقهن أثراٍ كبيراٍ.. وهذا شيء هام لمن يريد أن يطبق تعاليم الإسلام.. وهو أسلوب التربية العملية بالمخالطة والمجالسة.. كما أني تعلمت أصول الخياطة وفنونها وصناعة الحرف اليدوية.. وبصراحة تكونت لي بيئة كما كنت اتمناها منذ صغري وكم أتألم عند وداع ذلك المركز الصيفي.
عوائق مادية
تدير وزارة الأوقاف عدداٍ كبيراٍ من المراكز الصيفية وتشرف على عدد كبير أيضاٍ ورغم أن تلك المراكز تابعة للوزارة إدارة أو إشرافاِ إلا أن القائمين عليها يشكون كثيراٍ من ضعف الإمكانات المادية لتلك المراكز مما يسبب ضعفاٍ في أعمالها وذلك حين تلغي كثيراٍ من الأنشطة التي تتطلب إمكانيات مادية لتنفيذها.. عن ذلك يحدثنا الأستاذ خالد عبدالله مرعي وهو مرشد يعمل في وزارة الأوقاف فيقول: للمراكز الصيفية ميزانية سنوية غير متفاوتة من عام لآخر توزع كرواتب للقائمين والمشرفين عليها ولكنها في نهاية الأمر ميزانية ضعيفة لا تفي بالغرض المطلوب ولا تحقق الهدف المنشود فالمراكز تحتاج لإقامة أنشطة وتوزيع جوائز والقائمون عليها يحتاجون للتفرغ لأداء رسالتهم على أكمل وجه ولذلك فإن توفير الإمكانات المادية بشكل أفضل من الآن لا شك سيؤدي إلى نتائج ومخرجات أفضل لهذه المراكز.
همسة
هذه التجارب «الصيفية» هنا وهناك لا شك أن أساسها بناء الطالب الناجح والذي سيعود نجاحه يوماٍ ما بأثر كبير على المجتمع الذي يعيش فيه ونحن جميعاٍ كأفراد في هذا المجتمع نتأثر إيجابياٍ عند نجاح هذه المراكز وتلك الأنشطة ونتأثر سلبياٍ عند فشلها.. ولا شك أن الإنسان خلق من ضعف.. وأن معظم التجارب يسبقها الفشل والإخفاق قبل النجاح. ونحن بحاجة ماسة إلى أن نأخذ بأيدي بعضنا فنتعاون على كل ما من شأنه أن يعز الإسلام والمسلمين وأن يعلي مكانتهم وأن نتناصح إذا أخطأنا.. ولذلك أن نتعاون في انجاز مهام المراكز الصيفية فهذا واجب حتمي علينا وأن نتناصح إذا ما وجدنا الأخطاء.. ولكن بالحكمة والموعظة الحسنة.. وهذه المراكز أبوابها فتحت.. فلنبدأ سوياٍ من أجل الله.. ومن أجل الدين..>
أســـــــــاسها القـــــــــــرآن الــــــــــريم:
التصنيفات: نور على نور
