تأمين صحي !!
< مطلع ثمانينات القرن المنصرم انتقلنا مع بعض الزملاء في منح دراسية إلى الاتحاد السوفيتي قبل «البيروسترويكا والغلاسنوست» وقبل أن توزع الدفعة القادمة من اليمن إلى الجمهوريات المختلفة..
خضع اليمنيون وكافة الجنسيات الأخرى التي حصلت على منح دراسية لفحوصات طبية من قمة الرأس وحتى أخمص القدمين داخل موسكو وفي كل جمهورية ومدينة كان ذلك الفحص يتكرر كل ستة أشهر ومن لا يخضع لهذا الفحص يحرم من السكن ويحرم من دخول الجامعة وربما يرحل إلى بلده فالتأمين الصحي المجاني كان الزامياٍ قبل الدراسة ومن لا يعجبه فتذكرة سفره جاهزة للعودة من حيث أتى.
أما نحن فإن الفرد يفني حياته ويتبرع بزهرة شبابه من أجل الوطن ليحصل في آخر المطاف على الفتات وتأمين صحي مفقود رغم أن الشعارات للحكومات المتعاقبة تشير وتؤكد على أن الإنسان هدف التنمية ووسيلتها وما ان يقترب موعد تقاعده يجد نفسه مثل «اليهودي الفقير».
تجار أزمات
رفع سعر الديزل غير قانوني ورفع أسعار المشتقات النفطية مخالف للقانون ولدخل الفرد الذي يعتبر متدنياٍ مقارنة مع الدول الأخرى..
فالأزمة التي استمرت أكثر من عام قد زادت الفقير فقراٍ وتلاشت الطبقة الوسطى وزادت الأسعار بصورة جنونية وما زالت تتزايد مع قدوم الشهر المبارك..
في دول الجوار تنخفض أسعار المواد الغذائية والملابس وغيرها من احتياجات الشهر الكريم ورغم ارتفاع دخل الفرد فإن الحكومة تمنح كافة الموظفين مرتباٍ كاملاٍ غير خاضع لخصم الضرائب والشوائب..
أما الموظف في بلادنا فإنه يعاني الأمرين.. الأسعار الخيالية واحتياجات الأطفال ومتطلبات الشهر الكريم.
قال صاحبي ما سبب احتفاظ اليمني بملابسه وأشيائه العمر كله رغم أن الأوروبيين يتخلصون منها نهاية كل عام أو بداية كل عام ميلادي جديد..
قال آخر لأن الدخل عندهم مرتفع والتأمين الصحي مجاني والسلعة لا تخضع لمزاجية «المراجلة».
أما نحن فتجار الأزمات «فجار» والرقابة مفقودة «لعن الله من غيبها» والسلعة تخضع للشطارة ومزاجية المراجلة ولو أن «الفساد» وتجار الأزمات تجد عيوناٍ مفتوحة لما سْرق المرتب مقابل العملات الأخرى ولما ارتفعت نسبة الفقر التي تطحن البشر إلى 07 % من السكان فلو نظرنا إلى دخل الفرد في الثمانينات «كمتوسط» لوجدناه أكثر من ألف دولار.. أما اليوم فإن المتوسط لا يزيد عن أربعمائة دولار فأين الحل¿!
الخلل في الكادر المفقود وفي قيمة العملة المحلية المتدنية نتيجة التضخم وانعدام القوة الشرائية للعملة المحلية ونتيجة لعدم وجود آلية سوية تضمن للفرد وأسرته حياة كريمة وعيشة محترمة وصحة ممتازة..>
علي الأشموري