رمضان مبارك «مقدماٍ»
عادل خاتم
> مسافة أيام قليلة تفصلنا على الضيف الكريم شهر رمضان المبارك.. هذا الشهر الذي أضحى مصدر قلق وهم بالنسبة للموظف الغلبان والمواطن المتعوس الذي لا يستطيع التوفيق بين متطلبات الشهر وروتين مكابدة الهم المعيشي لأسرته ومن يعول على مدار العام.
وبالمقابل فمصدر القلق لا تفرضه المتطلبات فحسب بل ما يرافق من مصادر تأزيم النكد وتجذيره وحياة التأزيم المتواصل التي اعتدنا خصوصيتها في هذا الشهر والتي على رأسها انقطاع الكهرباء وكفى بها مصيبة تكسر ظهر البعير وتجعل سكان المناطق الحارة في أجواء السعير والمعتدلة أيضاٍ لا يبارحهم اليأس والنفور في كل تفاصيل حياتهم ولنا أن نتصور رمضان بلا كهرباء أو انقطاعات في أشد اللحظات احتياجاٍ لمصدر ضوء يزيل العتمة ويطفئ الظلمة في نفوس الصائمين أثناء الافطار أو السحور أو غيرهما من الأوقات التي تزيد مساحات اللعن للحكومة وللقائمين على الكهرباء والمتسببين في رمي الخبطات وتنفيذ مهمات التأزيم.
على كل حال يبدو أن حال رمضان القادم وفق المؤشرات سيكون أسوأ من ذي قبل – بكل حسابات الواقع والوضع – شخصياٍ ما زالت تطن في أذني لعنات شخص طاعن في السن لم يتمالك نفسه من كبت التلفظ إثر حالة انطفاء مفاجأة أثناء صلاة المغرب في رمضان العام الماضي حولت المسجد بين سافر وضاحك والدعاء على المتسببين بعد كل صلاة مصادفة لحالة انطفاء والمستغلين لهذه الأزمة المتربحين من تجارة مواطير الكهرباء الصينية التقليدية التي لا تقل حالاٍ عن تلك الشموع سريعة الذوبان واتساع السوق الرائجة لتقنيات العبث والضحك على المواطن في هذا الشهر تحديداٍ بين تاجر غشاش في بضاعته وأغذية فاسدة مستوردة أو مخزنة من أعوام تفترشها الأرصفة يتحكم في أسعارها كيفما شاء دون حسيب أو رقيب وحكومة لا وجود في قاموسها لقائمة الهم الاجتماعي الذي يعاني منه المواطن وأحزاب مهووسة بقوائم التقاسم وملهاة السياسة العائمة في وحل الأزمات وأياد عبثية مارقة تتطاول وتتحكم في مصير مصادر سيادية مرتبطة بأقوات الناس وأرزاقهم وئدت معها أحلام البسطاء في العيش الكريم ورفعت ترمومتر معاناتهم حتى أقصى مؤشرات الخطر والفقر المدقع وما زالت الأيام تنذرنا بما هو أسوأ والأعوام بما هو أفدح.. حفظ الله البلاد بعين عنايته وحف المواطن برحمته ورمضان مبارك مقدماٍ..<
رمضان مبارك «مقدماٍ»
التصنيفات: منوعــات