الإعلام الممنهج وخطورته في تغيير الأفكار والسلوك والجنوح نحو التعصب
استطلاع/ رجاء عاطف
> الإعلام سلاح ذو حدين.. إما أن يحمي أو أن يدمر وتكمن الخطورة في استخدام الإعلام بطريقة ممنهجة ينتج عنه تغيير الأفكار والسلوك والجنوح نحو التعصب للولاءات الضيقة .. (الحزبية – المناطقية – المذهبية ) .. على حساب وحدة الأمة والوطن.. وفي استهداف للقيم الإنسانية والوطنية ..
«الوحدة» تسعى في هذا الاستطلاع إلى عرض وجهات النظر حول المخاطر التي يتسبب فيها الإعلام الممنهج على الوطن والقيم والإنسانية ككل..
الإعلام هو أخطر وسيلة في توجيه الوعي والربيع العربي اثبت أن الإعلام له دور كبير في توجيه الآراء مع أو ضد .. هكذا بدأ الأستاذ الدكتور صالح علي باصرة – رئيس تحرير الموسوعة اليمنية الكبرى حديثه وقال: للأسف الشديد إعلامنا العربي لم يعد إعلاما محترفا وإن كان يدعي الاحتراف بغض النظر عن كون هذا الإعلام العربي أو اليمني خاصا أو عام أو حزبيا وكما أنه تخلى عن الاحتراف والحيادية وان كان لا يوجد شيء اسمه إعلام محايد والإعلام دائما يعبر عمن يموله ومما يؤسف أنه تحول إلى إعلام محرض ومؤجج في هذا الاتجاه أو ذاك ولهذا الإعلام اليمني كان ومايزال احد عوامل الأزمة في اليمن وسيظل كذلك إذا لم يعالج وتخف حدته ويساهم على اختلاف وسائله في عملية تقريب الناس لبعضهم البعض وجعل الوطن أهم من الحصول على سبق صحفي أو سبق إعلامي أو تحريض إعلامي وأتمنى من الإعلام اليمني أن يكون احد العوامل المساعدة على أن تبحر سفينة النجاة( نجاة اليمن) إلى شاطئ الأمان وان لا يكون عاملا مساعدا على إغراق هذه السفينة
تعصب
وأشار باصرة: إلى الخطورة وهي أن الإعلام أحيانا يوجه نحو تعصب باتجاه شوفيني مناطقي وأحيانا يوجه التعصب باتجاه ديني ونحو التعصب باتجاه إقليمي وأحيانا يوجه نحو التعصب باتجاه تطرف معين وهنا تكمن خطورة الإعلام ولهذا أميركا عرفت الإعلام جيدا واستفادت منه في حرب أفغانستان وفي حرب العراق الأولى والثانية ومازالت تستفيد منه حتى اليوم في خلق إشكاليات في العالم العربي ومن الملاحظ انه بعد كل تغيير في أي منطقه عربيه تزداد القنوات الإعلامية واليوم اليمن فيها أكثر من 14- 15 قناة ونفس العملية في ليبيا ومصر يعني وكأن حركة التغيير لدينا هي زيادة القنوات الإعلامية و يا ليت أنها قنوات إعلامية تساهم في حركة التغيير و في رفع الوعي عند الناس بحقوقهم وواجباتهم وفي حرمة وطنهم وقدسيته لكن لا نقول كلها بل الكثير منها تسير في اتجاهات أخرى تؤدي إلى تخريب الوطن.
تنسيق مشترك
المهندس عبد الرحمن العلفي – المدير التنفيذي للمركزاليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل من جهته يرى أن كل ما يتعلق بالخطاب الإعلامي ووظائفه وآلياته ومخرجاته وأيضا مدخلاته موضوع بالغ الأهمية والدلالة في هذه المرحلة ذلك لأن البعض يعتبر الإعلام السلطة الرابعة والسلطة الرابعة معناها إنها أصبحت وسيلة من وسائل التغيير والتحديث ومن وسائل الهيمنة و وسيله من وسائل الإقصاء كما انه وسيلة من وسائل بناء الو شائج والصلات والمنافع والمصالح المشتركة.
الإعلام في هذه المرحلة يضطلع بمهمة بالغة الأثر على اعتمالات الساحة اليمنية السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية ولقد وصلنا إلى مرحلة برزت فيها ثلاث تكتلات إعلامية والتكتل الأول نعتبره تكتل الحكومة وأجهزة الحكومة الإعلامية في هذه المرحلة وإن كانت قد نالت قدرا من الاستقرار إلا أنها لم تلتحم مع الإرادة الجمعية للمجتمع اليمني ولم تعانق الذرى لتسمو على الصغائر وترتفع عن المناكفات لترتقي بالخطاب الإعلامي إلى المستوى الذي يجعل من الإعلام وسيلة من وسائل خلق اللحمة الوطنية
وأردف العلفي: نحن في أمس الحاجة إلى اللحمة الوطنية لنقرب الناس إلى التلاقي والتكامل وإلى التنسيق المشترك والى ما يؤلف بين القلوب ويعزز المنافع والمصالح.
ويضيف العلفي: أما عن الكتلة الثانية وهي (كتلة الأحزاب والتنظيمات السياسية) والتي تميل هذه الأيام إلى المهادنة وهي تمارس أسلوب المد والجزر وهو أسلوب بالنسبة للأحزاب والتنظيمات السياسية يفقدها قدرا كبيرا من مصداقيتها وقدرا كبيرا من احترام السواد الأعظم لها خاصة و أنها في هذه المرحلة هي المشْكلة لحكومة التوافق وبالتالي لابد أن تكون قائدة ورائدة للعملية التنموية ولعملية التغيير الوطني الديمقراطي السلمي الشامل وهي المعول عليها جمع القلوب وإزالة الشوائب في مسيرة البناء الوطني ومسيرة التغيير الوطني الديمقراطي هي التي تساهم في فكفكة المتاريس التي تتمترس وراءها القوى التي لا تريد التغيير وإنما تريد تقويض السلم والاستقرار والسلام في وطن الثاني والعشرين من مايو
وأردف العلفي: أما الكتلة الثالثة فهي كتلة (الصحافة الأهلية ووسائل الإعلام الأهلية وبجانبها الإعلام الخارجي) والذي يحمل في هذه المرحلة وفي هذه الأسابيع بالذات رسائل هي بمثابة الانتظار والترقب لما يعتمل بالساحة الوطنية وبالتالي فإن الرسالة الإعلامية في هذه المرحلة بالغة الخطورة أما في تعزيز الوفاق الوطني وتوحيد الرؤى نحو المستقبل أي لابد أن يكون هناك إن شاء الله مستقبل يزدهر فيه الوطن وتعلو فيه الرايات وتشرئب فيه الأعناق أو نعود إلى مرحلة من الألم والغثاء والقلق والخوف على الحاضر والمستقبل.
ويضيف: إذا انتكست إرادة الشعب اليمني في هذه المرحلة فستكون الأوضاع بالغة الخطورة نحن مجتمع إما أن تأتلف قلوبنا وتتوحد راياتنا وإلا نتشظى ونتشتت ونتمزق ونذهب مذاهب شتى من العنف.
ادمغة التابعين
الأستاذ مقبل نصر غالب – مستشار وزارة التربية والتعليم يقول: الإعلام الممنهج وهوالموجه لفئة محددة وهذه الفئات تؤطر أدمغة التابعين لها بحيث لا يفهم ما يقوله الآخرون ولا يناقش ما يقوله الآخرون ويقدس ما يقال له من إعلامه الموجه له وهذه هي الخطورة بحيث يرى كل معلومة من غير جهته الرسمية غير صحيح وهذا ما تمارسه الصحف الحزبية التي تسمي نفسها لسان حال حزب كذا وغيره وهذه الصحف لا تقبل حتى آراء الآخرين و لا تقبل حتى انتقاداتهم والأولوية فقط عندها للخطاب الحزبي وإذا ما أتيت بشيء أنا مثلا إذا تبرعت معهم لأقول شيئاٍ لا يؤخذ به الأحزاب كلها على سواء منها الدينية وغير الدينية والقومية وغير القومية يعني ممنهجة فقط حول أعضائها وبس لأنها لسان حال
و أيضا حتى الإعلام المرئي كل قناة معها زبائن واحدة يتكرر محاولاتهم دائما ويتكرر الاتصال بهم وتختار من سيتحدث عن الموضوع الذي تريد هي بعض القنوات تأتي بمن يعطيها ما تريد وهذه هي خطورة الإعلام الموجه وان كل واحد يوجه رسالته للناس الذين يريدهم.
سلاح ذو حدين
الإعلام سلاح ذو حدين إما أن يؤدى دورا ايجابيا بناء وإما أن يؤدي دورا سلبيا هداما هكذا وصف الإعلام العقيد الركن ثابت صالح – رئيس مركز المعلومات(دائرة التوجيه المعنوي) وأكد:
أنه لابد أن يكون إعلامنا الوطني بشكل عام وخاصة الإعلام الرسمي الممول من خزينة الدولة وبالتالي من ضرائب الموظفين والعمال والعسكريين أن يتبنى الدور الايجابي البناء وخصوصا في المرحلة الجديدة من تاريخ شعبنا المرحلة الانتقالية التي بدأت بالتوقيع على المبادرة الخليجية وأثرها الانتخابات الرئاسية المبكرة وتشكيل حكومة الوفاق الوطني وما ستليه من خطوات تتعلق بإعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن وإجراء الحوار الوطني الشامل والإصلاحات الدستورية والانتخابية وغيرها من القضايا في بلادنا
ونوه صالح : بأن يكون إعلامنا موجهاٍ وهادفاٍ يستهدف التأثير على عقول الناس وعلى قلوبهم و مشاعرهم تأثيرا ايجابيا بحيث يضع أمامهم الحقائق بدون تزييف وبدون تشويه ويكون إعلاما هدفه حشد الناس وجمعهم وتنظيمهم باتجاه تنفيذ المهمة العظيمة الملقاة على عاتق وطننا وعلى عاتق الدولة والحكومة في المرحلة القادمة من أهم هذه القضايا ستواجه بلادنا تحديات كبيرة منها مواجهة المشكلات الناتجة عن القضية الجنوبية وعن قضية صعده والقضايا الاقتصادية وغيرها من القضايا بما فيها بناء الدولة أي دولة سنبني
ولهذا سيكون دور الإعلام محوريا وأساسيا في هذه المرحلة وكما قلت سيكون خطيرا فإما أن يكون ايجابيا وإما أن يكون سلبيا..<
الإعلام الممنهج وخطورته في تغيير الأفكار والسلوك والجنوح نحو التعصب
التصنيفات: منوعــات