مثل شروق شمس الوحدة اليمنية في الـ«22» من مايو 0991م بداية عهد استعاد فيه الشعب اليمني شموخه وكبرياءه.
ومع الوحدة جاءت الحرية وفي مقدمتها حرية الصحافة التي مثلت المعيار الحقيقي لاختبار صدق النوايا من قبل الأطراف التي حققت الوحدة بتقبل الديمقراطية وإذا ما كانت كل الصحف في الشطرين جاءت بعد تحقيق الوحدة في 22 من مايو 09م فما يحسب لصحيفة الوحدة الصادرة عن مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر أنها جاءت مع الوحدة وصدرت كصحيفة أسبوعية سياسية صدر العدد صفر منها يوم الثلاثاء 22 مايو 0991م في 61 صفحة من القطع المتوسط ومن العدد الأول تحولت إلى الصدور كل يوم إربعاء في 61 صفحة تحت شعار «التجسيد الصادق لحرية الرأي والرأي الآخر» ورأس تحريرها منذ صدورها الأستاذ محمد ردمان الزرقة وتولى الأستاذ عبدالوهاب الروحاني مهام سكرتير التحرير ثم مديراٍ للتحرير.
ومن أبرز عناوين الصفحة الأولى لصحيفة الوحدة في يوم الثلاثاء 22 مايو 09م مانشيتاٍ في الأعلى يقول: «اليوم ميلاد الجمهورية اليمنية».. وكلمة صحيفة الوحدة كتبها الأستاذ محمد ردمان الزرقة بعنوان «الوحدة والميلاد الوحدوي».
وعنوان آخر مع صور صناع الوحدة: «القيادة اليمنية تستكمل الترتيبات الأخيرة لإعلان الجمهورية اليمنية».
وفي الأسفل «الوحدة» تنشر اتفاق إعلان الجمهورية اليمنية وفي الأخبار العربية حينها الصفحة الأولى: حواتمه: نجدد الرفض الفلسطيني المطلق لمقترحات بيكر.
والوحدة قبل أن ترى صحيفة الوحدة النور في 22 مايو 09م كانت اسماٍ لمجلة شهرية سياسية اجتماعية ثقافية صدر العدد الأول منها في تعز في 51 مايو 9691م تحت شعار من أجل يمن حر ديمقراطي موحد لصاحبها رئيس تحريرها عز الدين ياسين محمد كما تحولت هذه المجلة التي كانت تصدر من تعز إلى صحيفة نصف شهرية ثم أسبوعية في 8 صفحات 4791م لكنه بعدها بعام تعرضت للاغلاق والمصادرة بعد أن كتب رئيس تحريرها مقالة بعنوان «عن الاعتقالات الأخيرة في صنعاء» حيث شمل الاعتقال حتى أعضاء في مجلس الشورى وفي مقدمتهم الأستاذ يوسف الشحاري.
وكما يقول الأستاذ ابراهيم عبدالحبيب أن صاحبها تنازل عن حق الامتياز لوزارة الإعلام.
وقدمت الوحدة الصحيفة رسالة ساهمت في إرساء النهج الديمقراطي وتقبل الرأي الآخر ونشر الوعي بمفاهيم الوحدة والانتصار لها كهدف عظيم ضحى من أجله الشعب اليمني.
ورغم صدور الصحيفة عن مؤسسة حكومية لكن رسالتها امتازت بالتحرر من الخطاب الرسمي لأنها تعيش طفرة صحفية يجب استيعابها والعمل من خلالها.
ومنذ 09م إلى واحد وتسعين كانت الوحدة قد انتقلت ليقودها بعد الأستاذ محمد الزرقة أحمد محمد الحبيشي وهو أحد القيادات الصحفية التي جاءت من عدن ولا يمكن أن نقول أن الصحيفة لم تتأثر ببوادر الاحتقان الذي حدث في أعوام الوحدة الأولى فهكذا الخلافات السياسية التي تنشأ من الأعلى تنعكس على أداء وسائل الإعلام التي لم تكن متحررة بالكامل من تأثير الجهات التي تتبعها لكن كانت الجهود مع ذلك تعمل على تهدئة الشارع ونشر خطاب عقلاني هادىء.
وفي هذه المرحلة تعاقب على رئاسة تحرير الصحيفة كل من: «الحبيشي- نصر طه مصطفى – محمد عبدالإله العصار»..
ليزداد الوضع تعقيداٍ بعد انتخابات 93م وما عكسته النتائج والأحداث المرافقة لها وتفجر حرب صيف 94م لتكون الوحدة واحدة من الصحف التي تأثرت بضعف الهامش الديمقراطي لكنها استمرت تؤدي دورها المجتمعي بحسب المساحة المتاحة من الحرية وبرز فيها كتاب ومحررون أثبتوا قدراتهم..
وفي مرحلة بعد 93م تعاقب على رئاسة تحريرها كل من الأستاذ المرحوم محمد عبدالإله العصار وعبدالله سعد محمد وبدر جعفر بن عقيل وأخيرا الأستاذ حسن عبدالوارث..
وهاهي الوحدة الصحيفة تشعل الشمعة 22 من عمر اشتعالها لتنير للناس دروب الحقيقة..
تعمل بكل إخلاص وتفان من أجل توصيل رسالتها السامية التي تعمل على التجسيد الصادق لحرية الرأي والرأي الآخر وستظل تعمل من أجل القارئ همها نشر الحقيقة..
معاذ القرشي