في ذكرى الإنجاز التاريخي العملاق الـ22 من مايو 1990م والخطوة الجبارة التي نحتفي بها اليوم في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها الوطن حري بنا أن نستشعر خطورة ما يحاك ضد هذا الحلم «الوحدة اليمنية» من مشاريع شتى تعيدنا إلى خانة الدائرة الخبيثة هذه المشاريع للأسف تحمل أغلبها ماركة محلية ساهمت محتويات تكوينها الفاسدة في تشويه هذا المولود الذي يستمد قوة مناعته من إرادة الله ولطفه وعزيمة الشجعان واتساع مساحة الوعي الاجتماعي والولاء الوطني بين أبناء الأمة الذي يقف حائلاٍ دون وقوع الهدف الخبيث.
ثمة ما يفرض علينا الاعتراف بالأخطاء ومعالجتها واستئصال الورم الخبيث إن وجد بما يضمن سلامة الجسد ومنحه ديمومة الحياة.. ولكن ليس على طريقة التي نقضت غزلها.. أو حماقات الطائشين الذين مافتئوا يروجون لبكائيات العودة إلى الوضع الاستثنائي.. من حقنا أن نسأل انفسنا ما الذي أوصلنا إلى هذا الحال وندقق في الأسباب ونتحاور ونختلف وصولاٍ إلى اتخاذ القرارات الحاسمة التي من شأنها صياغة عقد اجتماعي جديد ينظم حياتنا ويعيد بلورة منظومة التعايش والقبول بالآخر على أسس وطنية واضحة ترتكز على مبدأ المساوة والحب والعدالة الاجتماعية في ظل دولة مدنية حديثة قوامها المواطنة واساسها قيم وأواصر الوحدة الوطنية.
عادل خاتم