كتب / علي الريمي:
من عام إلى آخر تؤكد الأيام والشواهد على أن مستقبل كرة القدم في بلادنا الحبيبة يكمن في التعويل على الصغار والاشبال والبراعم وصولاٍ إلى الناشئين فقد أثبت هؤلاء أنهم فرسان الرهان وأن الرهان عليهم في ادخال البسمة وارسال الفرح إلى قلوب اليمنين في كل بقاع هذه الأرض الطيبة هو رهان رابح – دائماٍ – ولعل ماحققه نجوم منتخب الناشئين لكرة القدم العام الماضي بصعودهم المستحق إلى نهائيات كأس أمم آسيا تحت «16» سنة بعد تفوقهم على كل منافسيهم من منتخبات «الكويت الامارات أفغانستان باكستان المالديف» في التصفيات التي جرت بدولة الكويت في أكتوبر2011م اكبر دليل على حقيقة أن الصغار يظلون شعاع الأمل الدائم في تحقيق الطموحات اليمنية على صعيد الاستحقاقات والبطولات الآسيوية الكروية.امل «واعد» لمنتخب «صاعد»
حملت عملية سحب قرعة نهائيات كأس آسيا للناشئين التي جرت الخميس الماضي في العاصمة الايرانية – طهران- تباشير الأمل لمنتخبنا الوطني للناشئين لكرة القدم تحت «16» سنة.
عندما أوقعت القرعة منتخبنا في المجموعة الأولى للنهائيات المقرر إقامتها قبيل نهاية العام الجاري 2012م في إيران إلى جانب منتخبات «إيران الكويت لاوس» في حين توزعت باقي المنتخبات الـ«12» على المجموعات الثلاث الأخرى في البطولة وقد تكون الأقدار هي السبب في ارتفاع بواعث التفاؤل لدى محبي الكرة اليمنية في إمكانية تحقيق منتخبنا الوطني للناشئين الحالي إنجازاٍ جديداٍ في النهائيات الآسيوية المذكورة يعيد إلى الأذهان ماسبق وحققه منتخب الناشئين عام 2002م في النهائيات القارية التي جرت – أنذاك- بدولة الامارات العربية المتحدة عندما نجح ناشئونا في ذلك العام في تحقيق الانجاز التاريخي الكبير للكرة اليمنية على المستوى القاري بحصوله على المركز الثاني – لأول مرة – في تاريخ كرة القدم اليمنية وحلول منتخبنا وصيفاٍ لبطل آسيا «كوريا الجنوبية» الذي أحرز البطولة – حينها – على حساب منتخبنا بفضل فوزه بضربات الترجيح «4/ 5» ووصل المنتخبان بعد ذلك إلى نهائيات كأس العالم للناشئين التي جرت منافساتها في فنلندا عام 2003م وكان تواجد ناشئينا في ذلك المونديال هو الحضور الأول للكرة اليمنية في كأس العالم وقد كان ذلك الانجاز «غير المسبوق» هو الأبرز لكرة القدم في بلادنا على مدى تاريخها وتحقق في ذلك الوقت على يد كتيبة نجوم منتخب الناشئين الذي اطلق عليه «منتخب الأمل» وقاده المدرب الوطني القدير الكابتن أمين السنيني الذي شاءت الصدفة أن يكون الأمين» صاحب ذلك الإنجار هو نفسه المدرب الذي سيقود المنتخب الوطني الحالي في نهائيات كأس آسيا للناشئين التي ينتظر إقامتها قبل نهاية العام الجاري 2012م في إيران علماٍ أن الكابتن أمين السنيني اسند اليه اتحاد الكرة قيادة المنتخب الحالي وإعداده لخوض البطولة القارية في إيران خلفاٍ للمدرب الوطني سامي نعاش الذي كان قد قاد المنتخب للتأهل للنهائيات وعبر به التصفيات التمهيدية بنجاح إثر تصدر منتخبنا لقمة صدارة المجموعة الآسيوية الرابعة التي جرت مبارياتها في دولة الكويت نهاية لعام الماضي وأقر الاتحاد العام لكرة القدم بعدها تكليف النعاش لقيادة المنتخب الوطني الأول وإعادة الأمين لتدريب منتخب الناشئين وهو الذي كان يقود المنتخب الأول.. وقد باشر المدرب أمين السنيني مهمته مع منتخب الناشئين مطلع ابريل الماضي فبدأها باستدعاء مجموعة كبيرة من اللاعبين بهدف اكتشاف أسماء جديدة لينضموا إلى القائمة الأساسية للمنتخب من الذين خاضوا التصفيات المشار اليها وبذلك فقد نجح الأمين في إيجاد توليفة مختلطة من اللاعبين « الجدد والقدامى» ودشن رحلة الإعداد لمنتخب الناشئين 2012م من خلال المعسكر الداخلي «الأول» بصنعاء المستمر حالياٍ وسيعقبه خوص أكثر من معسكر خارجي يتخللها اللعب مع منتخبات عربية وقارية من أجل الوصول إلى أفضل جاهزية ممكنة قبل الدخول والمشاركة في النهائيات الآسيوية المذكورة في إيران نهاية هذا العام ورغم اختلاف الظروف حالياٍ التي يواجهها الأمين وتلاميذه لاعبو المنتخب الحالي عن تلك الظروف التي مر بها المدرب مع لاعبيه عام 2002م 2003م من حيث أن منتخب 2002م تهيأت له أفضل الأجواء فخاض التصفيات المؤهلة للنهائيات على أرضه وبين جماهيره بالعاصمة صنعاء فصعد منتخبنا حينها على حساب كل من «الكويت البحرين فلسطين» وتوفر له بعدها فرصة لعب مباريات ودية دولية «تجريبية» قبل خوض نهائيات كأس آسيا 2002م بالامارات فكان أن حقق تلك النتائج الرائعة.
على عكس المنتخب الحالي الذي لعب التصفيات في الكويت وبدأ الاستعداد للنهائيات كأس آسيا 2012م بإيران في أجواء صعبة نظراٍ لعدم خوضه مباريات تجريبية ودية «قوية» بسبب عدم سماح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بإقامة مباريات دولية «ودية أو رسمية» في بلادنا نتيجة لما تمر به – حالياٍ – من اوضاع غير مستقرة.
ومع كل ذلك فإن التفاؤل كبير والطموح لاحدود له في أن يتمكن نجوم المنتخب الوطني للناشين 2012م من الظهور المتميز في كأس آسيا لكرة القدم المقبلة بايران خصوصاٍ تحت قيادة المدرب المتمكن أمين السنيني ومايملكه من خبرة واسعة في قيادة المنتخبات الوطنية للناشئين أو الشباب كما أن وقوع ناشئي اليمن في مجموعة «ايران الكويت لاوس» وهي مجموعة تبدو سهلة – نظرياٍ – وبامكان نجوم المنتخب الصاعد الظهور بشكل مشرف في البطولة من خلال تجاوز الدور الأول والصعود للدور الثاني للبطولة مع المنتخب الإيراني «المستضيف» .
والفائز بالنسخة الأخيرة عام 2010م لكأس آسيا للناشئين ولن يواجه منتخبنا صعوبة في تحقيق الصعود حيث سبق له الفوز على المنتخب الكويتي على أرضه بهدفين مقابل هدف أما في ما يتعلق بمنتخب لاوس فهو حديث التجربة والخبرة ويشارك في النهائيات القادمة لأول مرة.
لكل ذلك فالأمل كبير بأن يحقق نجوم منتخب الناشئين الحلم بالوصول إلى الدور الثاني من كأس آسيا المقبلة والوصول إلى ما هو أبعد من ذلك وبالتالي السعي لتكرار الانجاز الكبير لمنتخب الناشئين واسعاد الجماهير اليمنية والمهمة تبدو مواتية لمنتخبنا «الصاعد» في تحقيق الأمل «الواعد» ومع المدرب أمين السنيني مدرب منتخب الأمل 2002م/ 2003م والربان الحالي لمنتخبنا الناشئى«2012م.
المنتخبات المشاركة في كأس آسيا للناشئين
كما هو معروف فإن نهائيات بطولة كأس أمم آسيا لكرة القدم للناشئين تحت «16» سنة ستجرى بجمهورية إيران الاسلامية في الثلث الأخير من العام الحالي 2012م ويشارك بالبطولة «16» منتخباٍ يمثلون المناطق الأربع للقارة الآسيوية وقد تم توزيع تلك المنتخبات على أربع مجموعات جاءت على النحو الآتي.
المجموعة الأولى
«إيران اليمن الكويت لاوس»
المجموعة الثانية
«استراليا العراق عْمان تايلند»
المجموعة الثالثة
«كوريا الشمالية اليابان السعودية كوريا الجنوبية»
المجموعة الرابعة
«أوزبكستان سوريا الصين الهند»
وتلعب المنتخبات الدور الأول بنظام الدوري من دور واحد في كل مجموعة على أن يصعد الأول والثاني من كل مجموعة إلى دور الثمانية الذي ستقام مبارياته بنظام «المقص» ليصعد إلى دور الأربعة أربعة منتخبات وستضمن المنتخبات الأربعة المتأهلة إلى الدور قبل النهائي تأهلها مباشرة إلى نهائيات كأس العالم للناشئين المقرر إقامتها منتصف العام القادم 2013م.