علي هبه الحرازي
Aliheba2008@hotmail.com
هذا المقال يأتي بعد مرور عام على يوم الجمعة 3/6/2011م الذي حدث فيه الهجوم الإرهابي الغادر الذي استهدف جامع النهدين بدار الرئاسة أثناء أداء الزعيم وكبار قيادات الدولة صلاة الجمعة فيصاب الزعيم وكبار قيادات الدولة بإصابات مختلفة واستشهد فيه الشهيد الأستاذ عبدالعزيز عبد الغني وعدد من الحرس الخاص الذين قدموا أرواحهم.. فداء للوطن و إنقاذ الزعيم من الموت وذلك لحماية أحلام اليمنيين المستقبلية هذا اليوم الذي اعتبره الشعب اليمني اليوم الأسود يشبه كأحداث سبتمبر 2001م.
قبل هذا اليوم الأسود كانت هناك حملة افتراءات منظمة ضد الزعيم خلال العقد الأخير من حكمه في اليمن عبر وسائل إعلامية مختلفة تريد تحقيق أهدافها المرسومة وقد بدأتها في تجريح واساءة سمعته الطيبة عند الشعب اليمني وافتراءات كاذبة ومغرضة ضد شخصيته ومعاونيه في الحكم من بين هذه الافتراءات أنه طاغية ومستبد وظالم وغير ذلك من الصفات غيرالحميدة لا أحد يتوقع بهذه الاتهامات الباطلة تجاه هذا الزعيم الذي خدم الوطن بكل محبة و إخلاص وأفنى حياته من أجل الشعب اليمني الذي جسد معاني الحب والوفاء له وحقق حلمه في بناء دولة الديمقراطية الناشئة في الجزيرة العربية .
الناس كلما أشعرتهم بقيمتهم وأبديت لهم الاهتمام ملكت قلوبهم وأحبوك هكذا كانت محبة اليمنيين لقائدهم وصانع وحدتهم وحامي ديمقراطيتهم باهتمامه وحبه لهذا الشعب العظيم الذي استطاع قيادتهم بحنكته وعبقريته ورجاحة عقله بأن أمتلك قلوب اليمنيين ومحبتهم له كما عبر عنه أحد الكتاب الصحفيين الذي أصبح الآن من معارضيه ( وهكذا توالت المنجزات وتحول ذلك الشاب النحيل الذي لا يملك أية خبرة سياسية إلى قائد وطني من الطراز الأول وزعيم عربي تمتلئ جوانحه بحب أمته والإخلاص لها ).
إن هذه المحبة استطاع أن يوظفها إلى طاقة للعمل وبناء هذا الوطن بأمنه واستقراره حتى يستطيع الإنسان اليمني أن يكتسب حريته وكرامته والسعي إلى رزقه بأمان واكتساب مهارات وقدرات حتى يستطيع أن ينافس الآخرين في سوق العمل المحلي والخارجي وكانت سياسته الخارجية نموذجية حتى بتعامله مع الدول الشقيقة والصديقة بعدم تدخله في شؤونها الداخلية والاحترام المتبادل حتى استطاع جذب المساعدات الإنسانية في لبناء المستشفيات والمدارس والجامعات والمعاهد المهنية والطرقات وهي شريان الحياة الاقتصادي في اليمن .
إن الرئيس الصالح حمل كفنه بيديه عند انتخابه لرئاسة اليمن من قبل مجلس الشعب التأسيسي يوم 1978/7/17م والذي كانت له رؤية في إدارة الحكم في اليمن وانتهاج سياسة جديدة في بلد تكثر فيه الاضطرابات السياسية والحروب وهي سياسة متوازنة تتسم بإدارة الأفكار فيها على أساس الحوار والمشورة والتفاهم في كثير من القضايا الوطنية مع الفرقاء السياسيين المؤثرين في المجتمع اليمني حتى استطاع انتزاع محبتهم وخرج باتفاق للعمل الوطني سوياٍ تحت مظلة المؤتمر الشعبي العام عام 1982م .
وقد غرس قيم الديمقراطية في أوائل حكمه وكانت لديه قناعة تامة بأن الديمقراطية في اليمن هي المخرج الوحيد من أجل البناء والتقدم في هذا الوطن.
إن عجلة التنمية في اليمن توقفت وذلك بسبب ظهور مشاكل سياسية واقتصادية و مثل هذه المشاكل مشكلة الحدود مع بعض دول الجوار كالسعودية ودولة أرتيريا حتى أستطاع الزعيم بحنكته ودهاء عقله حل مشكلة الحدود مع السعودية عن طريق الحوار والتفاوض والثانية عن طريق المحاكم الدولية ويضاف هذا الإنجاز إلى رصيده الوطني وكذلك الأحداث الارهابية المختلفة التي حدثت في الأراضي اليمنية الذي راح ضحيتها المدنيون جراء الإرهاب وظهور القراصنة في السواحل اليمنية والاساءات لليمن في الإعلام المحلي والخارجي حتى توقفت السياحة في اليمن و حرب صعدة والحراك الجنوبي في المؤامرات الخارجية ضد اليمن والصراعات السياسية التي أشتدت أوزارها خلال هذه الفترة مع الأحزاب السياسية المتمثلة بأحزاب اللقاء المشترك التي تتنازع على السلطة كل واحد منها يريد أخذها بطريقته الخاصة محاولين اضعاف الدولة ‘ إلا أن الرئيس الصالح رفض تسليم السلطة إلا عن طريق الانتخابات حتى بعد الاحتجاجات الشعبية المفتعلة من قبل اللقاء المشترك والإعلام الخارجي في بداية عام 2011م وتم الاتفاق بين الأطراف السياسية وهي المبادرة الخليجية التي تم التوقيع عليها في يوم 23نوفمبر 2011م برعاية كريمة من قبل خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيزبحضور شهود مجلس التعاون الخليجي ومجلس الأمن في الأمم المتحدة حتى تعرقل هذه المبادرة ويتم تطبيقها بآلية تنفيذية لها وتم إجراء الانتخابات في يوم 21فبراير 2012م وتم تسليم السلطة إلى رفيق دربه فخامة الرئيس الهادي في حفل وداع في دار الرئاسة مركز السلطة في اليمن رئيس سابق واستقبال رئيس جديد هكذا حقق الرئيس الصالح أمنيته والمحافظة على الديمقراطية الناشئة في منطقة الشرق الأوسط .
إن الحقيقة الغائبة بأن الرئيس الصالح ليس متمسكاٍ بالسلطة بل يريد أن يثبت للعالم بأن اليمنيين هم من أخترعوا الديمقراطية ويعلمون الآخرين الديمقراطية لأنها هي الحل الأمثل للصراعات السياسية وأن يقدموا لشعوبهم برامجهم الانتخابية حتى يكسبوا أصوات الناخبين في الانتخابات ليكونوا شرعيين في الحكم لا عن طريق الحروب أو الاستيلاء على السلطة..