قديماٍ كان اليمنيون ومازالوا يعشقون السفر والترحال والإقامة في الأماكن التي تروق لهم وقد كانت مدن فلسطين تضم الآلاف منهم بعد أن وجدوا من أهلها المحبة والترحيب للعمل بالتجارة والزراعة الخصبة فاستقروا إلى أن اصبحوا اليوم جزءاٍ من النسيج العام للشعب الفلسطيني وعائلاتهم محافظة مشهورة لها مكانتها وتأثيرها وأصلها جزء من بطون اليمن القدامى.
وأنا شخصياٍ في زيارتي الأخيرة لقطاع غزة تعرفت على عائلة «التتر» من اليمن غير أنها اليوم أصبحت فلسطينية وهم على اتصال بأهلهم بصنعاء هذا ماقالوه لي وإن فلسطين اليوم هي وطنهم ووطن أجدادهم والعلاقات الطيبة التي تربط اليمن بفلسطين بالماضي والحاضر حتى أن رجلاٍ صالحا من اليمن وكما كان يفعل النساك والصالحون في ذاك الوقت «شد رحاله إلى مدينة القدس» ليعيش ما بقي له من عمر وليدفن فيها مجاوراٍ لعباد احبوا الله واعطوه حياتهم بفرح وصبر وإخلاص الناسكة الصالحة «رابعة العدوية» المدفونة في مقبرة الشيخ وقد عاش في حارة سميت باسمه «حارة مسيك» ولصلاحه وعلمه وتقواه أحبه الفلسطينيون وأنا عندما جئت صنعاء اندهشت لوجود حارة اسمها «حارة مسيك» حارة الشيخ العالم الصالح «مسيك» بمنطقة شعوب.. إن محبة أهل فلسطين لأهل اليمن حب عربي إسلامي قديم جديد متبادل.. اللهم احفظ لنا يمننا الحبيب من شر الفتن واجعله وطنا موحداٍ وعزيزاٍ..