أحمدالمالكي
الأسبوع الجاري مساء يوم الاثنين 23 إبريل 2012م دخلت على موقعي بالفيس بوك لأفاجأ بمنشور لأحد الزملاء بنبأ مقتضب و«محزن» مضمونه «الأستاذ محمد العصار في ذمة الله» تأكدت من الخبر وأنه لم يكن مزحة..
اليوم الأربعاء من هذا الأسبوع الموافق 25 إبريل 2012م يوارى جثمان أستاذنا وفقيدنا بمسقط رأسه في مديرية عنس محافظة ذمار.. آه لم يكن مزحة «إنه الموت» نعم إنه «الموت» في نفس هذا اليوم الأربعاء من الأسبوع الماضي الموافق 18 إبريل 2012م وبالتحديد الساعة الثامنة مساءٍ بعد صلاة العشاء كانت آخر لحظات رأيته والتقيت فيها مع الأستاذ محمد العصار.. نعم في الغرفة المقابلة تماماٍ لصحيفة الوحدة الإرشيف سابقاٍ الرياضة حالياٍ كان يجلس فوق أحد الكراسي مع مجموعة من الزملاء المقيلين من الرياضة ومعين والوحدة كنت أبحث عن أحد الزملاء بخصوص الأمور المالية..
اليوم وأنا أكتب هذا المقال.. عزمت أن أدخل مرة ثانية إلى تلك الغرفة لاستعيد تلك اللحظات علي أجد الأستاذ العصار في نفس المكان.. أنا متأكد أنها لن تتكرر فالأستاذ العصار رحل عنا تماماٍ واليوم تم وداعه الأخير.. نعم قبل أسبوع من وفاته وفي نفس هذه اللحظات قام الأستاذ محمد العصار من فوق ذلك الكرسي الذي كان جالساٍ عليه ليرحب بي ويسلم علي بتواضعه المعتاد قال لي مبتسماٍ ومصافحاٍ أهلاٍ أحمد صافحته وقلت له أهلاٍ أستاذي عانقني وعانقته كنت مشغولاٍ بخمسمائة ريال حق المواصلات.. لم أكن أعرف أنا ولا الأستاذ محمد العصار أنه «العناق الأخير» سلام الوداع.. الآن أحاول أن استعيد صور تلك اللحظات إنها حاضرة أمامي كأنها الآن.. يبدو على وجهه الإعياء ولكنه كان مبتسماٍ لم أكن أعرف من قبل أن الأستاذ العصار يقاتل المرض إلا بعد وفاته.. قيل لي أنه كان يعاني من مرض الكبد الذي قرر اغتياله هذا الأسبوع دون رجعة..
كان آخر تكريم لي من الأستاذ محمد العصار عنوان الغلاف للعدد الأخير 8/4 من مجلة معين «اليمن قبلة السياح وملهمة العشاق» الذي كتبته بقلمي.. وبالصدفة مع الأسف الشديد كان آخر عدد يصدر في حياة رئيس التحرير الأستاذ محمد عبدالإله العصار.. الذي عرفته دائماٍ مبتسماٍ متواضعاٍ قريباٍ من زملائه المحررين والصحفيين والفنيين لا فرق وقلماٍ وطنياٍ لايشق له غبار.. وداعاٍ أيها الراحل المبدع الجميل عزاؤنا تاريخ إبداعك الرائع وذكرياتك الجميلة..
نسأل الله لك الرحمة والمغفرة إنا لله وإنا إليه راجعون.
