خمسون سنة منذ قيام الثورة وحتى الآن لا يوجد لدينا مسرح بمعنى «المسرح الحديث» مسرح معاصر تناقش على خشبته كل القضايا الهامة والمصيرية بهذه الكلمات استهل أبو القصب الشلال مستشار وزارة الثقافة ورئيس لجنة إجازة النصوص المسرحية في الوزارة حديثه.
«الوحدة» التقت به على هامش فعاليات المسرح اليمني المقامة بمناسبة اليوم العالمي للمسرح ولتسليط الضوء في سياق اللقاء على «لجنة النصوص» ودورها.
حاوره/ محمد الصباحي
>> ما هو تقييمكم لدور المسرح اليمني اليوم¿ ونحن نحتفل باليوم العالمي للمسرح¿
> المسرح اليمني – للأسف الشديد – لايزال حتى الآن بعيداٍ عن دوره المنشود والمأمول منه كصرح هام جداٍ في إثراء الحركة الفنية في اليمن فهو يحتاج للكثير والكثير من العوامل التي ستساهم في إعادة الروح إليه من دعم مالي وفكري وتشجيع من كافة الجهات.
>> المسرح يعْد من أولويات وزارة الثقافة من حيث الاهتمام أين هي جهودها المبذولة تجاهه¿
> الوزارة في الحقيقة مهتمة بشكل واضح وخاصة خلال السنوات الأخيرة بالمسرح لإيمانها بأنه المتنفس الوحيد الباقي والمؤثر على المجتمع لكن المشكلة الأساسية التي تواجهه أن الموازنة المالية في مجال المسرح خاصة والمجالات الثقافية لا تفي بكافة احتياجاتها من النشاط فهي تعاني من أزمة مالية.
فقد قامت الوزارة – الآن – بالعديد من الخطوات الجادة في محاولة منها لإعادة الحركة المسرحية إلى وضعها الطبيعي فتم تشكيل عدة لجان من أهمها لجنة إجازة النصوص ولجنة فنية تقوم باستقبال كافة النصوص المسرحية وإعطاء المشورة وتحديد الصالح منها للعرض في خطوة من الوزارة لتشجيع النصوص المسرحية وبالتالي احتضانها والاستفادة منها في عرضها أمام الجمهور اليمني.
>> حدثنا عن لجنة النصوص.. وكم نصاٍ استقبلتم¿
> لجنة إجازة النص التي أرأسها تضم ثمانية أعضاء تلقت خلال شهر ونصف حوالي 128 نصاٍ مسرحياٍ وهذا عدد رائع ومفرح ودليل على وجود مؤلفين ومبدعين في مجال التأليف المسرحي وقد قمنا بإجازة حوالي 28 إلى 30 نصاٍ مسرحياٍ وتحويلها إلى اللجنة الفنية التي تعطي توصياتها في ما يخص تكلفتها وعرضها.
>> ما هي المعايير التي اعتمدتها «لجنة النصوص» لإجازة النصوص المقدمة¿
لجنة إجازة النص المسرحي لا تتدخل اطلاقاٍ في الجانب المادي بل تقوم بمراجعة النص والبحث في مضمونه إن كانت هناك بعض الإسفافات والتناول كما تتولى مراجعته لغوياٍ إن كان شعبياٍ أو لغة عربية ونقوم بإعطاء المؤلف نصيحة وتوجيهه ولا نمنع أي نص فأهمية وجود هذه اللجنة أنها تضع عدة ضوابط على اللغة والمضمون فلابد أن تكون لغة النص مناسبة وسليمة حتى يفهمها المتلقي.
>> الشباب ودورهم في الحركة المسرحية.. كيف تقيمون نصوصهم المقدمة للجنة¿
> أكثر النصوص التي سْلمت للجنة كانت لكتاب شباب وكانت تحمل الكثير من الهموم والقضايا البارزة والهامة وبشكل يتحمس له الإنسان لكن هذه الطاقات الشبابية تحتاج إلى التأهيل والصقل والدراسة وهذا دور الوزارة في توفير دورات داخلية وخارجية وأن تبعث بهم إلى الخارج فأكثر شبابنا يمارس العمل المسرحي على الطبيعة بقدرات محدودة وهذا عمل جبار.
>> كلمة أخيرة توجهونها¿
> لابد من تكاتف كل الفئات والمؤسسات الحكومية والمدنية لإعادة المسرح إلى وضعه الطبيعي وتوفير ميزانية مناسبة له ولكل المبدعين من فنانين ومؤلفين وفنيين وخلق تنافس استثماري في المسرح ولا نستبعد المجال الثقافي والأدبي من حياتنا أبداٍ..
