ويستشهد قادري بتأثير الثورة على المرأة من خلال المشاركة المميزة والتوعية الكبيرة لها في الثورة والتي كسرت فيها حاجزالقيم الثقافية الاجتماعية التقليدية للمرأة بنزولها إلى الشارع ومشاركتها الرجل جنباٍ إلى جنب في العمل السياسي الثوري في البلاد واسقطت النظرة الثقافية التقليدية للمرأة باعتبارها «عورة» وأنها ناقصة عقلاٍ ودينا وأنها خلقت من الضلع الأعوج التي حرصت الثقافة التقليدية- حد قوله- على تكريسها طيلة قرون ماضية مؤكدا أن هذه الثقافة لا علاقة لها بالدين أكثر من كونها تنتمي لثقافة اجتماعية تقليدية «ثقافة القبيلة وتقاليدها».
أسست لبنية ثقافية معرفية جديدة
وأضاف قادري في ما يخص المشهد الثقافي طيلة الأشهر الماضية منذ انطلاق ثورة التغيير دون شك أن من يتابع المشهد الثقافي في الساحة يجده مشحوناٍ بالفعاليات الثقافية الإبداعية المتنوعة في الفن التشكيلي إلى معارض الصور الفوتوغرافية إلى الندوات الفكرية والثقافية إلى الأغنية السياسية الجديدة التي تعكس روح الثقافة التنويرية الحديثة وهو المعنى الحقيقي لثورة الشباب السلمية التي لم تبدأ بكسرها حواجز الحقوق السياسية والحرية بل إنها بدأت تؤسس لبنية ثقافية معرفية جديدة.
مشهد ثقافي في بعده الثوري
جابر علي أحمد ناقد وموسيقي كانت له وجهة نظر في ما يخص تأثير ثورة التغيير على المشهد الثقافي ونسبة حضور هذا التغيير والتأثير الثقافي حيث قال: من الواضح أن الثورة الشبابية أثرت بشكل ما على المشهد الثقافي على أن هذا التأثير تختلف نسبته من مثقف إلى آخر ومن مسؤول إعلامي إلى آخر بمعنى أن هذه المجموعات تحددت علاقاتها بالثورة الشبابية من خلال خلفيات سياسية معينة ولهذا لاحظنا أن المتماهين مع التغيير الثوري تجذرت مواقفهم ودب في شراينهم الحماس الثوري الذي ترجم في نتاجهم الفكري والثقافي والفني والعكس بالعكس وهذا أمر طبيعي خاصة إذا نظرنا للموضوع من ناحية المستفيدين من التغيير والمتضررين منه.
ويؤكد جابر بقوله: بيد أن الأمر المؤسف أن يجد المرء بعض المحسوبين على العملية الثقافية وهم يدافعون عن مشروع الفساد الذي أسس له النظام السابق في كتابات أقل ما توصف به أنها كتابات صفراء.
ويضيف: ومع اهتزاز أركان منظومة الفساد السابقة استيقظت الروح الثقافية عند ذلك البعض وبدأوا يستعيدون توجههم الثقافي الذي نأمل أن يسهم في إغناء المشهد الثقافي في بعده الثوري ذلك أن ما حدث من تدهور ثقافي في ظل منظومة الفساد زعزع ثقة كثير من المثقفين بأنفسهم وبإمكانية التغيير المنشود وهي تبرز إحدى النتائج الباهرة لثورة الشباب السلمية التي لا يمكن أن تهدأ إلا بعد أن تحقق كامل أهدافها وخاصة تلك المتعلقة بترسيخ منظومة العمل السياسية الجديدة التي يمكن أن نحدد لها عنواناٍ عاماٍ هو الدولة المدنية «الحديثة».
لا تأثير يذكر
الأديبة والكاتبة فاطمة الشريف لها رأي مخالف لما قيل من آراء حول وجود تأثير ثقافي طيلة الأشهر الماضية حيث تقول وبكلمات مختصرة لا وجود لتأثير ثقافي أو مشهد ثقافي حقيقي أفرزته ثورة التغيير معللة سبب قولها بأن المفترض من القائمين على ثورة التغيير أن يكونوا هم صفوة من المثقفين والمفكرين والمتعلمين الذين هم من سيوقد الشرارة الأولى والصحيحة والمؤثرة التي ستنير المشهد اليمني برمته مما سينعكس ايجابا على مسيرة الثقافة ودورها الحيوي وتضيف فاطمة: إن هذه الثورة للأسف قد سرقت أهدافها التنويرية والتثقيفية التي يفترض وجودها كما تقول من قبل القبائل والعسكر ففاقد الشيء لا يعطيه لذلك تلاحظ انعدام وجود تأثير ثقافي على المشهد اليمني برمته طيلة الأشهر الماضية.
حضور قوي للفكر والفن والثقافة
عبدالباري طاهر أديب وكاتب أكد أن ساحات التغيير قدحملت الكثير والكثير من فنون الإبداع قائلا: لقد شهد المشهد الثقافي خلال الأشهر الماضية حضورا قويا في الإبداع والفكر والفن والثقافة رغم تعرض هذه الأنشطة للمحاولات للحد من إقامتها والسيطرة عليها وخاصة في ساحات صنعاء وتعز وهما الساحتان الأهم وبالتالي تعرضهما للكثير من الضغوطات والمضايقات وأفاد طاهر هناك العديد من النشاطات والصحف التي أصدرت والبروشورات الثقافية فقدمت الثورة صورة نموذجية عما هو سائد في الحياة الثقافية مما أوجد الحرية للكتابات التي أوضحت مطالب الدولة المدنية الديمقراطية.
وأكد وجود العديد من الأدباء والمثقفين في الساحات الذين أثروا الحياة الثقافية والتنويرية وأن هذا التأثير لهذه الثورات العظيمة حد تعبيره لا يظهر فجأة ولكنه يحتاج إلى وقت وصبر فحدث الثورة جعل للحياة الثقافية والمشهد الثقافي لليمن أثرٍا ابداعياٍ له ديمومة إبداعية.
عام ثقافي بامتياز
وليد دماج كاتب وقاص كانت له مداخلة في ما يخص دور المثقفين وتأثيرهم على الفعاليات الثقافية طيلة الأشهر الماضية حيث بين أن الشيء السلبي الذي القى بظلاله على تلك الفعاليات الثقافية هو عدم مشاركة الكثير من المثقفين في تلك الفعاليات على اعتبار أن الاختلاف السياسي ساهم في وجود فرقة حادة في صفوف المثقفين.
لكنه أكد وجود إثراء كبير للمشهد الثقافي وحضور بارز حيث قال اعتقد أن الثورة أثرت على المشهد الثقافي بشكل ايجابي سواء كان ذلك بقصد أو بدون قصد على اعتبار أن الحراك السياسي الذي أحدثته ثورة التغيير انعكس بشكل مباشر على الكثير من الفعاليات الثقافية خصوصا خلال الستة الأشهر الأولى من عمر الثورة.
ويضيف دماج: المترصد لتلكم الفعاليات التي اقيمت ونوعيتها سيذهل ويتأكد أن عام الثورة هو عام ثقافي بامتياز..