عوض بامدهف
يمضي.. منتظم الخطى موحد الإيقاع بقصد بلوغ هدف لا وجود له إلا في مخيلته البائسة..
والأغرب حقاٍ أنه يظل يتابع السير الدؤوب حثيثاٍ دون كلل أو تبرم أو ملل أو ضجر.
يتابع السير الواثق وهو في وضع انتشاء غامر ونشوة عارمة وفي حالة من الزهو البالغ.. وهو منتفخ الأوداج ويغمره احساس دخيل بثقة لا موقع لها من الإعراب
لماذا يا ترى يصر صاحبي الإصرار كله على أن يظل هكذا في هذا الوضع العجيب حيث يمضي هكذا دون هدف ولا بوصلة ترشده السبيل وتدله على أفضل وأقصر الطرق الموصلة والمؤدية إلى خاتمة المشوار والمسعى في نيل ما يصبو إليه في تحقيق الالتقاء الحميم.
أم أن صاحبي قد سقط في فخ وهم التواصل دون أن يعي أو يدرك ذلك وما يزال غارقاٍ في وهم الاقتناع بصحة نهجه وصواب ما يقوم به ولو من باب إرضاء النفس وتعذيبها في الوقت نفسه فليس هنالك أمتع وأعذب من ممارسة العناق الحميم في لحظات الالتقاء الدافئة المنشودة..