كثيرة هي التحديات والصعوبات التي تنتصب أمام حكومة الوفاق الوطني.. أكانت سياسية أو اقتصادية أو أمنية حيث تعد الاختلالات الأمنية والاعمال الارهابية أبرز واخطر تلك التحديات والتي ينبغي أن تحتل صدارة وأولويات الحكومة بالنظر لما تشكله تلك الأعمال من اخلال بالأمن والاستقرار وتهديد لكيان الوطن ووحدته.. وحسناٍ فعلت الحكومة مؤخراٍ حين اجترحت حلاٍ جديداٍ ومقاربة جديدة في التصدي للعصابات الارهابية وعناصر تنظيم القاعدة أو مايسمى بأنصار الشريعة في أبين من خلال تبني الهبة الشعبية وحشد أبناء القبائل والمواطنين لمساندة الجيش والقوات المسلحة المرابطة في تلك المناطق.. وفعلاٍ بدأت تلك العملية تؤتي ثمارها على الأرض مسنودة بقوة الارادة والجدية رغم ما يكتنف هذا الملف من غموض وتدخلات مفاعيلها السياسية واحابيلها الغويطة التي تحيكها بعض القوى التي لها مصلحة في نشر الفوضى وعدم الاستقرار في اليمن.
والحق أن الارهاب قد لا يتخذ شكلاٍ واحداٍ وانما قد يظهر بأشكال متعددة واساليب مباشرة وغير مباشرة ظاهرة ومستترة.. أوليست الاعمال التخريبية التي تتعرض لها خطوط وابراج الكهرباء «مارب – صنعاء» وتفجير انبوب النفط «مارب – رأس عيسى» أعمالا ارهابية بكل ماتعني الكلمة من معنى كونها تستهدف قتل الشعب اليمني وتدمير اقتصاده وقطع الشرايين التي تمده بالحياة والبقاء وقد قدرت الخسائر التي تتكبدها خزينة الدولة جراء الاعتداءات على ابراج الكهرباء منذ مطلع العام الجاري بأكثر من 33 مليار ريال بواقع 141 اعتداء في حين يقدر ما تتكبده خزينة الدولة جراء تفجير أنبوب النفط بنحو 15 مليون دولار يومياٍ بواقع 450 مليون دولار شهرياٍ..
ألا ترتقى مثل هذه الأفعال إلى مستوى الأعمال الارهابية التي تستحق أن تجيش لها الجيوش وتحشد لها الحشود وتعلن من اجلها الهبة الشعبية وأن يتداعي الجميع من أجل حماية خطوط الكهرباء وانابيب النفط والغاز كما هو عليه الحال مع العناصر الارهابية والتنظيمات المتطرفة في أبين وغيرها¿!
من هنا لابد أن تسعى الحكومة لوضع النقاط على الحروف وتعلن للملأ من يقف وراء هذه الأعمال الاجرامية التي تستهدف خطوط الكهرباء وأنابيب النفط والغاز.. فإن كان وراء تلك الاعمال عوامل سياسية.. عولجت بالسياسة وعْريِتú القوى التي تلجأ إلى مثل هذه الأعمال الدنيئة ليقول الشعب اليمني كلمته ويعرف من غريمه وإن كان وراء تلك الأعمال مطالب مجتمعية وتنموية أخذت بعين الاعتبار وأدرجت ضمن خطط وبرامج الحكومة وإن كان وراءها عناصر اجرامية وابتزازية لتحقيق مآرب شخصية أو مطالب غير شرعية وغير ثانوية.. طبق فيها شرع الله وأقيم عليها حد الحرابة وصلبت على أبراج الكهرباء لتكون عبرة لمن يعتبر ورادعاٍ قوياٍ لمن تسول له نفسه الإخلال بالامن والاستقرار والإضرار بالاقتصاد الوطني..