يعتبر نائب رئيس كتلة الإصلاح في البرلمان زيد الشامي من أكثر البرلمانيين والسياسيين هدوءاٍ ورصانة وتصريحاته الصحافية التي عبر عنها وأدلى بها في السنوات الأخيرة وتحديداٍ منذ اندلاع الأزمة ومروراٍ بمفاوضات التسوية السياسية والتوقيع عليها من قبل أطراف العمل السياسي: المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأحزاب المشترك وشركائها وفقاٍ للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وفي ضوء قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014م لإنهاء الأزمة والتوجه نحو الحل السياسي.
وتؤكد مواقف زيد الشامي الحرص على التهدئة والحوار.. «الوحدة» التقته في هذا الحوار الذي أكد فيه أن على القوى السياسية كافة الترشيد في خطابها الاعلامي وبث روح التفاؤل لدى الناس ليتسنى ايجاد ملعب سوي يساعد على إجراء الحوار الوطني الشامل, المؤمل أن تطرح فيه كافة القضايا على الطاولة وقال إن من الأولى على القوى السياسية المختلفة أن تؤمن بالآخر ولا تفرض آراءها عليه وأن تحترم التنوع والخصوصية.. وهذا نص الحوار:
وتؤكد مواقف زيد الشامي الحرص على التهدئة والحوار.. «الوحدة» التقته في هذا الحوار الذي أكد فيه أن على القوى السياسية كافة الترشيد في خطابها الاعلامي وبث روح التفاؤل لدى الناس ليتسنى ايجاد ملعب سوي يساعد على إجراء الحوار الوطني الشامل, المؤمل أن تطرح فيه كافة القضايا على الطاولة وقال إن من الأولى على القوى السياسية المختلفة أن تؤمن بالآخر ولا تفرض آراءها عليه وأن تحترم التنوع والخصوصية.. وهذا نص الحوار:
حاوره/ نجيب علي العصار
Najib alassar@yohoo.com
Najib alassar@yohoo.com
> ما قيمة ما حدث يوم 11 فبراير الماضي¿ هل هو رفض نقي ومنزه عن العزف السياسي والديني والأيديولوجي¿
>> ما حدث في فبراير 2011م هو نتاج للتفاعل السياسي والشعبي في اليمن وما قام به الشباب وعبروا عنه جاء خطوة متقدمة على الأداء السياسي للأحزاب التي كانت تطالب بالإصلاحات السياسية, غير أنها ووجهت من السلطة بالصد والإعراض وإغلاق الأذن في الوقت الذي ظلت الآلة الإعلامية تتحدث عن الإصلاحات لكن من الناحية العملية ما كان يدور شيء آخر فالمطالبة بالاصلاحات قوبلت بالرفض وكان آخرها يوم 30 من أكتوبر 2010م عندما أعلن المؤتمر الشعبي العام إغلاق أبواب الحوار الوطني والمضي نحو إجراء انتخابات وتعديلات دستورية بصورة انفرادية ثم مضى نحو قلع العداد وتقدم بطلب تغيير «60» مادة من الدستور تعمق مبدأ التأبيد والتوريث !! وفيما كنا كقوى سياسية نطالب بالاصلاحات إذا بالشباب يتجاوزون هذا المطلب وينادون بالتغيير ومضوا في هذا الاتجاه بحماس منقطع النظير وقد كان العام الماضي عاماٍ مشهوداٍ واستثنائياٍ أثبت فيه الشعب اليمني توقه للتغيير وأنه في مستوى المسؤولية وقدم تضحيات على كل المستويات من قوته وأمنه ومن شبابه خرج الرجال والنساء وتفاعلوا جميعاٍ حول هذا الهدف.
فالشباب فعلاٍ تقدموا الصفوف وجروا الناس خلف عربة التغيير حتى اقتنع الجميع بأن المطالبة بالاصلاحات لاتكفي حتى أؤلئك الذين كانوا يعارضون فكرة التغيير ويرون أنها من سابع المستحيلات وأنها أبعد من عين الشمس لكنها صارت حقيقة اليوم وهاهي عجلة التغيير بدأت تدور إلى الأمام بإذن الله.
عندما دعا المشترك وشركاؤه إلى الهبة الشعبية قوبل باللامبالاة والسخرية من السلطة حينها وأيضا بالاستعداد للمواجهة مع هذه الهبة الشعبية بالعنف والقوة لكن المشترك وشركاءه نزلوا إلى الشارع فوجدوا أن مطالب الشعب وسقفهم أعلى لأنهم اعتبروا أن كل الجهود التي بذلت سابقا لم تجد الاستجابة لكي تخرج اليمن من النفق المظلم الذي وصل إليه(ومن هاب الرجال تهيبوه :: ومن حقر الرجال فلن يْهابا!) فكانت الثورة الشبابية الشعبية السلمية هي التعبير الذي كان ممثلا لرغبات وطموحات الشعب اليمني بعد أن سئم الناس أيضاٍ من الوعود المتتالية في الخروج من الوضع الذي هم فيهولهذا سيظل شعبنا اليمني مديناٍ لهؤلاء الشباب لأنهم هم الذين حركوا المياه الراكدة وكانوا في طليعة من قدموا التضحيات من أجل التغيير وبناء اليمن الجديد والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ضمنت لهؤلاء الشباب أن يستمروا في الساحات حتى يتم الحوار معهم ولكي تؤخذ آراؤهم ويتسنى لهم التعبير عما يريدون وعن شكل النظام الذي يتطلعون إليه وبناء اليمن الذي يحلمون به.
لذا من المهم اليوم سرعة فتح ملف الحوار مع هؤلاء الشباب للاستماع إليهم وبلا شك أن الثورة قد أظهرت أن عند هؤلاء الشباب – ومعهم الكثير من فئات المجتمع المختلفة – الكثير من الوعي والاستيعاب والنظرة البعيدة لكل مجريات الحياة هذه النظرة تستوعب المستقبل وتسير مع التحديات التي يتطلع إليها الناس بأن ينتقلوا إلى وضع تسود فيه العدالة والمواطنة المتساوية والفرص المتكافئة ويلمسون فيه تقديم الخدمات لكل الناس بدون تمايز وبدون استهتار.
> هل معنى هذا أن الثورة حققت أهدافها¿ وأن على الشباب أن يتركوا أمور البلاد للأقدر على تسييرها أم يستمرون في ساحات الاعتصام ¿
>> أستطيع القول أنها حققت أولى الأهداف وهي التسليم بضرورة التغيير والبداية في نقل السلطة لكن ليست هذه هي نهاية المطاف فلا زال أمام الثورة أن تستكمل تحقيق أهدافها وأعتقد أن كل الذي يتم اليوم هو فقط تمهيد لما سيتم بعد الفترة الانتقالية أقصد أننا الآن نتجه من خلال الحوارللاتفاق على شكل النظام السياسي ووضع الحلول للمشكلات المتراكمة.
> البلد دخل مرحلة التوافق السياسي بينما الاعتصامات في الساحات مستمرة.. برأيك متى ستنتهي معاناة قاطني تلك الأحياء¿
>> الشباب حتى الآن لم يثقوا تماما بما وعدوا به من الانتقال من مرحلة إلى مرحلة جديدة تحقق طموحاتهم في يمن جديد تسود فيه العدالة والمساواة ويقوم فيه النظام على دولة المؤسسات فعلى سبيل المثل عندما بدأ الرئيس عبدربه منصور هادي بإصدار قرارات تدوير وظيفي وتعتبر هامشية وبسيطة قوبل ذلك بالممانعة والاستهتار والتمرد فلازال هناك من يشعر بأن البلد ملكه وهو الذي يحق له أن يتصرف فيها كيفما شاء وكأنه يراد لهؤلاء الشباب أن يعودوا أدراجهم ليبدأ الناس من نقطة الصفر لكني اعتقد أن الخطوات القادمة التي سوف يلمسها الشباب ستؤثر في سلوكهم إزاءكل القضايا التي يطرحونها ولاشك أن المناطق والأحياء المجاورة لساحات الاعتصام قد تأثر سكانها وتعبوا والشباب في الساحات يقدرون مثل هذا الأمر وأنت تعلم أن أساس فكرة الاعتصام في البداية كانت في ميدان التحرير فمنعواوأجبروا على الانتقال إلى جوار جامعة صنعاء وهي حالة خاصة بساحة صنعاء ولاتوجد هذه المشكلة في ساحات المدن الأخرى .
وتلاحظ اليوم الخيام في ميدان التحرير لا يوجد بها جماهير ولم تعد هناك قضية بالنسبة لهؤلاء وقبل أسبوع دخلت ميدان التحرير فوجدته خالياٍ على عروشه بينما الطريق الذي يبدأ بشارع 26 سبتمبر ما يزال مغلقا وقد طرحت على بعض الإخوة في المؤتمر أن يفتحوه وقلت لهم بأن الطريق الذي يمر بالجامعة من جولة مذبح إلى الدائري أصبح مفتوحا وخففت اجراءات الدخول والخروج والتفتيش فلماذا لا يتم أيضا عمل فتحة بسيطة بجوار التحرير من أجل أن تمرالسيارات إلى الشارع المؤدي إلى مجلس النواب وحي الإذاعة ولاسيما أن الذين يترددون على التحرير لم تْعد لهم قضية لأنهم كانوا يطالبون ببقاء الرئيس علي عبدالله صالح وقد سلم السلطة وأجريت انتخابات رئاسية مبكرة بعد أن لبيت كل رغباته التي طلبها كالتسليم عبر صناديق الانتخابات وأعطي الحصانة بمعنى أنه أخذ ما أراد وأكثر فلماذا يبقى هؤلاء في التحرير ¿ ولم تعد لديهم أي قضية وأيضا هناك أماكن أخرى بها خيام موزعة في أكثر من جهة في صنعاء ولا يثار عنها أي انتقاد!!.
عموما أجزم بأن السير إلى الأمام سوف يعطي الأمان والاطمئنان للجميع وسيشعر الشباب في كل الساحات أن تضحياتهم وأن دماء إخوانهم لم تذهب هدراٍ وأن عجلة التغيير تمضي قدماٍ ومن ضمن المعالجات التي توجد الاطمئنان الاعتراف بشهداء الثورة السلمية واعتماد راتب جندي لكل منهم وليس المهم راتب الجندي وإنما الناحية المعنوية التي اعتبرت أولئك الشباب شهداء قدموا أرواحهم من أجل شعبهم ووطنهم.
> هل لديكم مخاوف من انسداد الأفق السياسي الآن لاسيما في ظل الاحتقان الحالي¿
>> دعني أقول لك بأني لست من المتشائمين وأسدي نصيحتي للذي في رأسه آمال بأن يعيد الوضع إلى الخلف أنه سيتعب نفسه وقد يتعب غيره لكنه لن يستطيع أن يوقف عجلة التغيير وهنا أدعو كافة القوى السياسية إلى ترشيد الخطاب الإعلامي وإلى بث روح الأمل في نفوس الناس عليها أن تقرب البعيد وأن تداوي الجريح وأن تطمئن القلق وتؤمن الخائف أن يشعر الناس جميعاٍ بأنهم سيخرجون من هذا النفق الذي هم فيه ومن هذا الوضع الاستثنائي إلى وضع يستوعب الجميع وتنتهي فيه الأثرة والإقصاء ويتم فيه التعايش والقبول بالآخر حينها سيحمد الناس لمن يفكر هذا التفكير في المستقبل أما ذلك الذي لا زال يسعى لتوتير الأجواء وإحداث إشكالات إضافية فهو سيضر نفسه بشكل أساسي قبل أن يصل الضرر إلى غيره.
لذلك في اعتقادي أن من يحاول أن يوجد الاحتقان أو يسد الأفق أو أن يضع عقبات لن يستطيع اليوم أن يوقف هذا السير الذي مضى فيه الناس.
اليوم خرج الناس مما كانوا فيه بدأت حركة الحياة تدب من جديد والخدمات في طريقها للعودة وإن كنت تلاحظ أن خطوط نقل الكهرباء تقطع باستمرار ويتم إصلاحها بسرعة وهذا يؤكد بشكل واضح أن هناك عملاٍ ممنهجاٍ وتخريبا مقصودا !!¿
> ممن¿!
>> من الناس الذين لا يريدون التغيير فليس من مصلحة حكومة الوفاق ولا شباب الثورة أو حتى الناس العاديين أن يخربوا المصالح العامة, فمثل هذا العمل يعطل الحياة ويعطل الحركة وإلى الآن أنبوب النفط متوقف وبسبب ذلك تخسر اليمن حوالي 15 مليون دولار يومياٍ وربما يظن من يقف وراء هذا التخريب أن هذا التوقف سيجعل الحكومة تفشل ويأتي يوم من الأيام تتوقف فيه عجلة الحياة لكن هذه الأعمال التخريبية كلها عبارة عن محاولات بائسة ويائسة وسوف تعود بالضرر البالغ على أصحابها في المستقبل القريب لأن الناس لن يغفروا لهؤلاء الذين يريدون أن ينكدوا عليهم حياتهم في المستقبل.
> إذن كيف تقرأ نجاح مستقبل حكومة الوفاق باعتبارك قيادياٍ في حزب مشارك فيها¿
>> حقيقة أن المطلوب من حكومة الوفاق الوطني ليس الشيء الكبير والكثير المطلوب منها أن تعيد الأمن والاستقرار إلى كل ربوع البلد وكذا أن تعيد الخدمات الضرورية والأساسية وفي تصوري أن الحكومة خطت خطوات كبيرة في هذا الشأن أما الأشياء التي يريدها الناس على المدى البعيد كحل مشكلة البطالة والمشكلة الاقتصادية والإدارية فهذه أعمال من الصعب إنجازها في الفترة الانتقالية.
وثمة حقيقة يجب أن يدركها الجميع هي أن حكومة الوفاق الوطني تمثل كل الأحزاب السياسية في البلد لذلك على الجميع أن يحرص على نجاحها لأنها لا تمثل حزباٍ بعينه ولا فئة بعينها ولكنها حكومة وفاق بمعنى أنها لا تهدف اليوم أن تضع لنفسها برنامجا يخرج اليمن وينقلها إلى مصاف الدول المتقدمة نحن اليوم لا نزال في بداية الطريق ونريد أن نمهد الطريق من أجل الحوار الوطني ومن ثم الاتفاق على شكل النظام السياسي وأيضاٍ السير نحو انتخابات حرة ونزيهة تعبر عن رأي الناس ورغبات الشعب اليمني وليس رغبات سلطة أو أفراد أو أحزاب فقط وإنما تمثل نبض هذا الشارع ومن خلال هذه الانتخابات التي ستكون إن شاء الله في العام 2014م بعدها ستبدأ العجلة بالدوران بتعاون الجميع.
> هناك من يطرح بأن الإصلاح لا يمكن أن يكون رائداٍ للحداثة والدولة المدنية.. كيف تنظر إلى مثل هذا الأمر¿
>> أولاٍ الإصلاح لم يزعم أنه المتصدر أو الذي يحمل على عاتقه مهمة التغيير الشاملة لكنه بتواضع جزء من مكونات العمل السياسي وهو أيضاٍ يعمل من خلال المجلس الوطني واللقاء المشترك من أجل بناء دولة يسود فيها العدل والمساواة ويطبق فيها القانون ويبتعد فيها الحكم عما نسميه حكم العائلة أو الحزب وطبعاٍ في هذا المقام ربما يثار الحديث حول موضوع الدولة المدنية وهل المقصود بالدولة المدنية أنها دولة ضد الإسلام أو المقصود أن نأتي بدولة دينية بمعنى أن الحاكم فيها يصبح إلهاٍ لا يحاسب ولا يسأل عما يفعل.
وأعتقد أن هذا هو الإشكال الذي وقعنا فيه فالدستور الحالي ينص: أن شخص رئيس الجمهورية لديه كل الصلاحيات ولكن ليس من حق أحد أن يحاسبه إلا في حالة واحدة هي ارتكابه لجريمة الخيانة العظمى وفي هذه الحالة يحتاج إلى إجراءات معقدة لمحاكمته وبعد موافقة مجلس النواب ويحق للرئيس أن يحل مجلس النواب!
فأن يعطى أي شخص كائناٍ من كان صلاحيات مطلقة ثم لا يكون مسؤولاٍ عن تصرفاته ذلك هو الذي أوصل البلاد إلى الاحتقان الذي وقعنا فيه وهذا مخالف حتى لمنهج الإسلام الذي يقول «كلكم راعُ وكلكم مسؤول عن رعيته».
فالسلطة مرتبطة دائماٍ بالمسؤولية وأي شخص تعطيه سلطة ولا تحمله أي مسؤولية يفسد فمهما كان صالحاٍ وورعاٍ أو تقياٍ مع مرور الأيام سوف يرتكب الأخطاء وهو مطمئن بأنه لن يحاسب.
وأن تحاسب شخصاٍ وتحمله مسؤولية ولا تعطيه صلاحية فأيضاٍ هذا فيه ظلم وهذا الذي كان يحدث تأتي مثلاٍ بوزير الكهرباء وتحاسبه لماذا تحدث الإنطفاءات المستمرة للتيار الكهربائي وهو غير قادر أن يعمل أي شيء وليس بيده الصلاحيات والامكانات فكيف يحاسب على مالايملك ¿
والدولة التي نريدها ستكون مرجعيتها الإسلام فهل ممكن أن يقبل أو يرضى أي يمني بأن يكون هناك أي تشريع يخالف الشريعة !¿
> من سياق حديثك أنك تريد دولة دينية لا مدنية¿
>> هذا المصطلح هو الذي أوجد الآن إشكالا وأعتقد أنه غير موجود لا عند السياسيين ولا حتى عند عموم الناس فالناس في اليمن كلهم يدينون بالإسلام والجميع يريد أيضاٍ دولة ليست دولة عسكرية دولة ليس فيها قهر أو تسلط أفراد أو أشخاص أو أحزاب وهذا غير وارد فنحن نعلم بأن الإنسان يخطئ ويصيب لذا نحن نريد نظاماٍ وقانوناٍ وقد يفهم البعض أنه إذا قلنا دولة مدنية أننا نريد أن نتخلى عن الإسلام أعتقد أن هذا بعيد كل البعد ولا يمكن أن يقبله أحد من أبناء الشعب اليمني ويجب أن يطمئن الجميع بأننا نسعى لإقامة دولة النظام والقانون والعدل والمساواة وأن هذه الدولة التي تقوم على هذا الأساس هي أيضاٍ لا يمكن أن تخالف الشريعة أو تتجه بالناس بعيداٍ عن الإسلام وبهذا سنجمع الخير فوق البركة لذا نطمئن كل الناس سواءٍ الذين يخشون من قيام حكومة أو دولة تصادر حريات الناس ونحن هنا نرفض مثل هذه المصادرة ونعتقد أن الناس لا يمكن أن يبدعوا أو ينتجوا إلا إذا كانوا أحراراٍ أما عندما نصادر حرياتهم حينما يقصرون على ما لا يريدون فإن التخلف هو الذي سيحدث وسيحل كما أننا لن نقبل بأي تشريع يتعارض مع ديننا الاسلامي الحنيف لذلك ليس هناك مشكلة في رأيي إلا من حيث المصطلح.
البقية صــ 4
> تصادم «الإصلاح» و«الحوثيون» وكذا «الحوثيون» مع «السلفيين» ألا يمثل هذا خطورة على البلد ويدخلها في دائرة التأزم¿
>> أنت تعلم أنه حدثت في صعدة ست حروب وهذه الحروب أسفرت عن دمار هائل في مدينة صعدة وفي المناطق التي دارت فيها المواجهات ولا تزال آثار الدمار ماثلة للعيان حتى اليوم وتم بعد ذلك إيقاف هذه الحرب وبدأ الحديث عن الحوار والتقارب بين الحوثيين وبقية القوى السياسية وكان المشترك قد طلب من الحوثيين أن يشتركوا في الحوار الوطني كما طلب أن يشتركوا في المجلس الوطني وثمة لغة مشتركة اليوم رغم ما حدث من خلافات ومواجهات لا يمكن أن ننكر أنها حدثت واليوم هذه المواجهات تتجه نحو الانحسار وكذا نحو إيجاد لغة مشتركة وثقة بين الطرفين باعتبار أن البلد سيتسع للجميع وأنه يجب أن نراعي خصوصيات كل جهة وكل شخص مثلاٍ كان الكلام على أن المذهب الزيدي هناك من لا يريد أن يدرس لا يتفضل يدرس المذهب الزيدي وهنا ليست المشكلة في أن يدرس المذهب الزيدي أو الشافعي فنحن في هذا البلد نستطيع أن نتعايش ليس بالضرورة إما أن نتوحد بشكل واحد أو أن نتقاتل لا هذا ليس صحيحاٍ نستطيع أن نعيش معاٍ وأن يكون لكل منا بعض الخصوصيات التي لا تخرجنا عن الثوابت العامة التي تجمع هذه الأمة والتي تجعلنا نتعايش وقد تعايشنا عبر القرون والفترة المقبلة إن شاء الله في اعتقادي سوف تشهد هذا التقارب.
الإخوة السلفيون نحن نعرف أنه كان لهم موقف سابق من الديمقراطية اليوم اعلنوا عن كيان حزبي ونحن أيضاٍ طرحنا على الحوثيين أكثر من مرة في أكثر من لقاء وتمنينا عليهم أن يتحولوا إلى حزب سياسي.
> لكن هناك من يتهمكم في الإصلاح باستبعاد الحوثيين وقوى سياسية أخرى من الانضمام إلى المجلس الوطني.. ما تعليقك¿
>> الإخوة الحوثيون دْعوا للانضمام إلى المجلس الوطني كما دْعوا إلى الحوار الوطني ولا تزال الأبواب مشرعة أمامهم في أي وقت يريدون أن يدخلوا المجلس الوطني لكن عليهم أن يحسموا أمرهم ونحن لا نستطيع أن نجبرهم على فعل ذلك وسبق أن طلب منهم أن يسموا ممثلين لهم في الحوار الوطني الشامل وليس صحيحاٍ أن هناك من استبعدهم حقيقة هم ربما لم يقرروا بعد أن يتحولوا إلى كيان سياسي حتى الآن لم يعلنوا عن هذا الكيان ونحن لا نفرض عليهم أن ينشئوا لهم حزباٍ سياسياٍ فهذا يعود إليهم وهم أصحاب الحق في تفاعلهم مع العملية السياسية وإذا ظلوا في هذا الوضع فهذا شأنهم.. يتحملون مسؤولية القرار الذي يتخذونه نحن من باب النصح نتمنى أن ينخرطوا في العملية السياسية كحزب وككيان مثل غيرهم من الأحزاب ويدخلوا في ما دخل فيه الناس ويفيضوا من حيث أفاض الناس وسيجدون تعاون كل الأحزاب معهم نريد أن ننتهي من موضوع حمل السلاح والبندقية ممن يريد أن يفرض رأيه وسلطته على الآخرين والإخوة في صعدة قد عانوا من مثل هذا لفترة طويلة وخاصة خلال الحروب الست الماضية التي دارت رحاها في هذه المحافظة.
> وصف السفير الامريكي بصنعاء علاقة بلاده بحزب الإصلاح بأنها جيدة جداٍ إلا أن الشيخ الزنداني ومؤيديه صاروا مشكلة لأميركا.. ما تعليقك..¿
>> أعتقد أنها ليست المرة الأولى التي تخون العبارة السفير الأمريكي ربما لأنه يعتمد على معلومات مغلوطة أو أحكام مسبقة لذا نجد الكثير من تصريحاته تثير القلق ولا تبعث على الطمأنينة فالمفترض أن ممثل دولة عظمى كالسفير الاميركي يجب أن لا يسعى لإثارة اشكالات غير موجودة ومن هذه التصريحات غير الموفقة الحديث عن الشيخ عبدالمجيد الزنداني الذي ربما البعد عن اللقاء به من قبل السفارة الامريكية تجعلهم يصنعون حوله هالة من التخوف المبالغ فيه وهي لا تمثل حقيقة الشيخ عبدالمجيد الزنداني فهو صاحب مشروع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة وهو يؤمن بالحوار وبالإقناع وهذا شغله الشاغل فهو لايرى أن يدخل الناس الإسلام بالسيف والقوة إنما يرى أنه من خلال حقائق الإسلام يمكن أن يؤمن الناس بالاسلام ويدخلوا فيه بكامل اختيارهم.
الشيخ عبد المجيد كتبه معروفة وكذلك تصريحاته وهو أيضاٍ ملتزم بقرارات مؤسسات الاصلاح لكن ليس بالضرورة أن يكون كل من كان في الاصلاح صامتاٍ يعطل رأيه وفكره ولايقول شيئاٍ فهناك مساحة لاختلاف الرأي .
وأميركا عليها أن لاتنسى أنه صار لها خصوم في كل بقاع العالم وهي التي أوجدت مثل هذه الخصومات خاصة أيام الرئيس السابق بوش وكان الأحرى بها أن تضع مشكلتها مع من يعاديها مباشرة ولا تفتح جبهات مع كل الناس.
والشيخ عبدالمجيد الزنداني شخصية يمنية اعتبارية وكان عضواٍ في مجلس الرئاسة وهو شخصية عالمية معروفة من خلال أدائه السياسي والعلمي ولا يمكن أن تنطبق عليه هذه المخاوف التي للأسف الشديد كان أساسها التأجيج الإعلامي لأن كل ماقدم عنه هو من صحف يمنية حاولت أن تتهمه بتهم باطلة لاتنطبق عليه وأتمنى من السفير الاميركي أن يقابل الشيخ عبدالمجيد لكي يتعرف على أفكاره وآرائه حول الكثير من القضايا والعالم اليوم يجب أن يتجه إلى الحوار والتعايش والسلام وإلى أن يحترم كل طرف مصالح الطرف الآخر وألا يفرض رأيه على الآخر وتظل قضايا الخلاف عبر التاريخ مستمرة ندعها للحوار والنقاش فإن وصل الناس إلى اتفاق فبها وإن لم يصلوا إلى اتفاق فكل يحترم الآخر في خصوصياته .
> ماهي الأدوار التي ينبغي – من وجهة نظركم – أن تقوم بها الأحزاب السياسية لإنجاح أرضية مشتركة تكون أساساٍ للحوار الوطني¿
>> أولاٍ: يجب أن يتجه الجميع لتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية على مافيها من نقص كل طرف من الأطراف السياسية لديه ملحوظات عليها لكنهم قبلوا بهذه التسوية لكي يجنبوا البلاد المزيد من إراقة الدماء ولاسيما في الفترة الانتقالية المتبقية لأقل من سنتين.
الأمر الثاني: لابد من التوجه نحو ترشيد الخطاب الاعلامي لإعادة معاني الثقة التي فقدت خلال الفترة الماضية وهذا يحتاج إلى تقارب لنتمكن من الدخول في الحوار الوطني بنفسية متفائلة فيها من حيث المبدأ القبول بالآخر والتعايش معه وعدم الإصرار على فرض الرأي بالقوة والغلبة وثمة أمر يجب الاشارة إليه هو أن أكثر خلافاتنا هي في البرامج وليست في المبادئ.
ونحن في اليمن بحمد الله سبقنا كثيراٍ من الأقطار العربية فالقوى السياسية اليمنية سواءٍ ما كان يسمى باليسار أو بالاتجاه القومي أو الاسلامي استطاعت هذه القوى أن تتقارب وأن تضع برامج مشتركة وأن تدخل العمل الوطني ككتلة موحدة من خلال كيان اللقاء المشترك وهذه تجربة أصبحت مثار إعجاب الآخرين في الخارج نحن في اليمن ربما لا ندرك أهمية هذا الإنجاز خاصة أن هناك نظرة قاصرة لليمن من قبل الآخرين فهم يعتبرونها من الدول المتخلفة والأقل نمواٍ مع أن التجربة ثرية وأعتقد أننا تجاوزنا فيها الدول العربية.
> في تقديرك وتصورك.. ما شكل النظام السياسي والاجتماعي المناسب لليمن في المستقبل¿
>> اللقاء المشترك سبق وأن تبنى رؤية للإصلاح السياسي والوطني ويرى أن النظام البرلماني أنسب لليمنيين حيث الانتخابات تفرز قوى سياسية تخرج منها حكومة والحكومة هذه تكون مسؤولة أمام البرلمان وهو الذي يحاسبها ويمنحها الثقة أو يسقطها عنها ورئيس الجمهورية عنده صلاحيات عامة تختلف من دولة إلى أخرى بحيث ترد عليه المحاسبة وأيضاٍ لا يأخذ سلطات مطلقة وصلاحيات شاملة وبدون مسؤولية.
الآن هذا المطروح ومن خلال مؤتمر الحوار الوطني كل يدلي بآرائه ويسمع الناس ما لدى الآخرين ولابد أن يكون هناك استعداد عند الجميع لكي يلتزموا بمقرارات الحوار الذي نرجو أن يصل فيه اليمنيون إلى أفضل صيغة تتناسب معهم في إدارة البلاد وشأنها..
> كيف ننهض باليمن ويتحقق التطوير وتتحقق التنمية¿
>> اليمن بحاجة إلى تطبيق العدل والمساواة وإقامة دولة المؤسسات لا دولة أفراد أو أحزاب أو أسر وعائلات وإلى أن يتجه الجميع نحو البناء والإعمار وفي حال أن يشعر الجميع أنهم أمام القانون والدستور سواسية حينها سينطلق الناس نحو العمل.
كما أننا نحتاج اليوم إلى التضييق على دائرة الفساد ومحاربتهحتى تصب مواردنا المحدودة في البناء والإعمار وفي ايجاد فرص عمل للعاطلين والانسان ليس المشكلة بل هو أساس البناء وليس كما سمعنا من الحكومات السابقة التي ظلت تتحدث عن الانفجار السكاني 25 مليوناٍ ترى ماذا سيقول أهل الصين وهم قريبون من المليار والنصف يأكلون ويشربون يعملون وينتجون حياتهم ماضية على ما يرام إذن المشكلة الحقيقية ليست في العدد وإنما كيف تحولت هذه الطاقة البشرية إلى طاقة منتجة.
> ما هي رؤية حزبكم لملف «القاعدة» و«الإرهاب» في اليمن¿
>> ملف الإرهاب ملف شائك ومع الأسف أن تعامل النظام السابق مع هذا الملف وسع المشكلة ولم يحلها عدد الأجهزة المنشأة لمواجهة هذا الخطر كالأمن السياسي والقومي وقوات مكافحة الإرهاب وأجهزة الأمن المتعددة ولكن على الأرض لا زالت المشكلة قائمة لم يحدث انهاءٍ جذري أو حل لهذا الملف.
وفي تصوري أن هذه القضية تحتاج إلى وقفة متأنية وأيضاٍ أن لا ننطلق من مصلحة الدول الأخرى التي تنظر إلى الإرهاب بمنظارها فالإرهاب مرفوض ليس في الغرب فقط ولكن حتى في الإسلام لا يجوز الاعتداء على الناس ولا تفجير الأماكن العامة والخاصة ولا قتل الناس سواءٍ كانوا مسلمين أو غير مسلمين حتى الأجانب إذا قدموا إلى أرضنا فهم مستأمنون ويجب أن نحافظ على كرامتهم وحرماتهم وأموالهم وأعراضهم.
كما أن قضية الارهاب تحتاج إلى توعية وإلى حوار مع من يقومون بالعدوان على الغير وأعتقد أنه إذا كانت أهدافهم تطبيق الشريعة الاسلامية فمن في اليمن لا يريد تطبيقها¿ لكن ليس وفق ما يتصورون هم .
> هل ستتحاورون كقوى سياسية مع «القاعدة» وأنصار الشريعة¿
>>أرى أن الحوار الوطني يجب أن لا يْستثنى منه أحد وشخصياٍ لا أمانع أن يتم الحوار مع تلك الجماعات لكن في ظل السقف الذي اتفقنا عليه جميعاٍ سقف الوحدة سقف الثوابت اليمنية فمن يريد أن يدخل الحوار كائنا من كان فليأت ومن يريد أن يفرض رأيه بالقوة والعنف ففي اعتقادي أنه لن يحقق مايصبو إليه وآمل من خلال الحوار الوطني أن يتم استيعاب كل الشرائح والأفكار المطروحة وفي نهاية المطاف لن يصح إلاِ الصحيح.
>> ما حدث في فبراير 2011م هو نتاج للتفاعل السياسي والشعبي في اليمن وما قام به الشباب وعبروا عنه جاء خطوة متقدمة على الأداء السياسي للأحزاب التي كانت تطالب بالإصلاحات السياسية, غير أنها ووجهت من السلطة بالصد والإعراض وإغلاق الأذن في الوقت الذي ظلت الآلة الإعلامية تتحدث عن الإصلاحات لكن من الناحية العملية ما كان يدور شيء آخر فالمطالبة بالاصلاحات قوبلت بالرفض وكان آخرها يوم 30 من أكتوبر 2010م عندما أعلن المؤتمر الشعبي العام إغلاق أبواب الحوار الوطني والمضي نحو إجراء انتخابات وتعديلات دستورية بصورة انفرادية ثم مضى نحو قلع العداد وتقدم بطلب تغيير «60» مادة من الدستور تعمق مبدأ التأبيد والتوريث !! وفيما كنا كقوى سياسية نطالب بالاصلاحات إذا بالشباب يتجاوزون هذا المطلب وينادون بالتغيير ومضوا في هذا الاتجاه بحماس منقطع النظير وقد كان العام الماضي عاماٍ مشهوداٍ واستثنائياٍ أثبت فيه الشعب اليمني توقه للتغيير وأنه في مستوى المسؤولية وقدم تضحيات على كل المستويات من قوته وأمنه ومن شبابه خرج الرجال والنساء وتفاعلوا جميعاٍ حول هذا الهدف.
فالشباب فعلاٍ تقدموا الصفوف وجروا الناس خلف عربة التغيير حتى اقتنع الجميع بأن المطالبة بالاصلاحات لاتكفي حتى أؤلئك الذين كانوا يعارضون فكرة التغيير ويرون أنها من سابع المستحيلات وأنها أبعد من عين الشمس لكنها صارت حقيقة اليوم وهاهي عجلة التغيير بدأت تدور إلى الأمام بإذن الله.
عندما دعا المشترك وشركاؤه إلى الهبة الشعبية قوبل باللامبالاة والسخرية من السلطة حينها وأيضا بالاستعداد للمواجهة مع هذه الهبة الشعبية بالعنف والقوة لكن المشترك وشركاءه نزلوا إلى الشارع فوجدوا أن مطالب الشعب وسقفهم أعلى لأنهم اعتبروا أن كل الجهود التي بذلت سابقا لم تجد الاستجابة لكي تخرج اليمن من النفق المظلم الذي وصل إليه(ومن هاب الرجال تهيبوه :: ومن حقر الرجال فلن يْهابا!) فكانت الثورة الشبابية الشعبية السلمية هي التعبير الذي كان ممثلا لرغبات وطموحات الشعب اليمني بعد أن سئم الناس أيضاٍ من الوعود المتتالية في الخروج من الوضع الذي هم فيهولهذا سيظل شعبنا اليمني مديناٍ لهؤلاء الشباب لأنهم هم الذين حركوا المياه الراكدة وكانوا في طليعة من قدموا التضحيات من أجل التغيير وبناء اليمن الجديد والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ضمنت لهؤلاء الشباب أن يستمروا في الساحات حتى يتم الحوار معهم ولكي تؤخذ آراؤهم ويتسنى لهم التعبير عما يريدون وعن شكل النظام الذي يتطلعون إليه وبناء اليمن الذي يحلمون به.
لذا من المهم اليوم سرعة فتح ملف الحوار مع هؤلاء الشباب للاستماع إليهم وبلا شك أن الثورة قد أظهرت أن عند هؤلاء الشباب – ومعهم الكثير من فئات المجتمع المختلفة – الكثير من الوعي والاستيعاب والنظرة البعيدة لكل مجريات الحياة هذه النظرة تستوعب المستقبل وتسير مع التحديات التي يتطلع إليها الناس بأن ينتقلوا إلى وضع تسود فيه العدالة والمواطنة المتساوية والفرص المتكافئة ويلمسون فيه تقديم الخدمات لكل الناس بدون تمايز وبدون استهتار.
> هل معنى هذا أن الثورة حققت أهدافها¿ وأن على الشباب أن يتركوا أمور البلاد للأقدر على تسييرها أم يستمرون في ساحات الاعتصام ¿
>> أستطيع القول أنها حققت أولى الأهداف وهي التسليم بضرورة التغيير والبداية في نقل السلطة لكن ليست هذه هي نهاية المطاف فلا زال أمام الثورة أن تستكمل تحقيق أهدافها وأعتقد أن كل الذي يتم اليوم هو فقط تمهيد لما سيتم بعد الفترة الانتقالية أقصد أننا الآن نتجه من خلال الحوارللاتفاق على شكل النظام السياسي ووضع الحلول للمشكلات المتراكمة.
> البلد دخل مرحلة التوافق السياسي بينما الاعتصامات في الساحات مستمرة.. برأيك متى ستنتهي معاناة قاطني تلك الأحياء¿
>> الشباب حتى الآن لم يثقوا تماما بما وعدوا به من الانتقال من مرحلة إلى مرحلة جديدة تحقق طموحاتهم في يمن جديد تسود فيه العدالة والمساواة ويقوم فيه النظام على دولة المؤسسات فعلى سبيل المثل عندما بدأ الرئيس عبدربه منصور هادي بإصدار قرارات تدوير وظيفي وتعتبر هامشية وبسيطة قوبل ذلك بالممانعة والاستهتار والتمرد فلازال هناك من يشعر بأن البلد ملكه وهو الذي يحق له أن يتصرف فيها كيفما شاء وكأنه يراد لهؤلاء الشباب أن يعودوا أدراجهم ليبدأ الناس من نقطة الصفر لكني اعتقد أن الخطوات القادمة التي سوف يلمسها الشباب ستؤثر في سلوكهم إزاءكل القضايا التي يطرحونها ولاشك أن المناطق والأحياء المجاورة لساحات الاعتصام قد تأثر سكانها وتعبوا والشباب في الساحات يقدرون مثل هذا الأمر وأنت تعلم أن أساس فكرة الاعتصام في البداية كانت في ميدان التحرير فمنعواوأجبروا على الانتقال إلى جوار جامعة صنعاء وهي حالة خاصة بساحة صنعاء ولاتوجد هذه المشكلة في ساحات المدن الأخرى .
وتلاحظ اليوم الخيام في ميدان التحرير لا يوجد بها جماهير ولم تعد هناك قضية بالنسبة لهؤلاء وقبل أسبوع دخلت ميدان التحرير فوجدته خالياٍ على عروشه بينما الطريق الذي يبدأ بشارع 26 سبتمبر ما يزال مغلقا وقد طرحت على بعض الإخوة في المؤتمر أن يفتحوه وقلت لهم بأن الطريق الذي يمر بالجامعة من جولة مذبح إلى الدائري أصبح مفتوحا وخففت اجراءات الدخول والخروج والتفتيش فلماذا لا يتم أيضا عمل فتحة بسيطة بجوار التحرير من أجل أن تمرالسيارات إلى الشارع المؤدي إلى مجلس النواب وحي الإذاعة ولاسيما أن الذين يترددون على التحرير لم تْعد لهم قضية لأنهم كانوا يطالبون ببقاء الرئيس علي عبدالله صالح وقد سلم السلطة وأجريت انتخابات رئاسية مبكرة بعد أن لبيت كل رغباته التي طلبها كالتسليم عبر صناديق الانتخابات وأعطي الحصانة بمعنى أنه أخذ ما أراد وأكثر فلماذا يبقى هؤلاء في التحرير ¿ ولم تعد لديهم أي قضية وأيضا هناك أماكن أخرى بها خيام موزعة في أكثر من جهة في صنعاء ولا يثار عنها أي انتقاد!!.
عموما أجزم بأن السير إلى الأمام سوف يعطي الأمان والاطمئنان للجميع وسيشعر الشباب في كل الساحات أن تضحياتهم وأن دماء إخوانهم لم تذهب هدراٍ وأن عجلة التغيير تمضي قدماٍ ومن ضمن المعالجات التي توجد الاطمئنان الاعتراف بشهداء الثورة السلمية واعتماد راتب جندي لكل منهم وليس المهم راتب الجندي وإنما الناحية المعنوية التي اعتبرت أولئك الشباب شهداء قدموا أرواحهم من أجل شعبهم ووطنهم.
> هل لديكم مخاوف من انسداد الأفق السياسي الآن لاسيما في ظل الاحتقان الحالي¿
>> دعني أقول لك بأني لست من المتشائمين وأسدي نصيحتي للذي في رأسه آمال بأن يعيد الوضع إلى الخلف أنه سيتعب نفسه وقد يتعب غيره لكنه لن يستطيع أن يوقف عجلة التغيير وهنا أدعو كافة القوى السياسية إلى ترشيد الخطاب الإعلامي وإلى بث روح الأمل في نفوس الناس عليها أن تقرب البعيد وأن تداوي الجريح وأن تطمئن القلق وتؤمن الخائف أن يشعر الناس جميعاٍ بأنهم سيخرجون من هذا النفق الذي هم فيه ومن هذا الوضع الاستثنائي إلى وضع يستوعب الجميع وتنتهي فيه الأثرة والإقصاء ويتم فيه التعايش والقبول بالآخر حينها سيحمد الناس لمن يفكر هذا التفكير في المستقبل أما ذلك الذي لا زال يسعى لتوتير الأجواء وإحداث إشكالات إضافية فهو سيضر نفسه بشكل أساسي قبل أن يصل الضرر إلى غيره.
لذلك في اعتقادي أن من يحاول أن يوجد الاحتقان أو يسد الأفق أو أن يضع عقبات لن يستطيع اليوم أن يوقف هذا السير الذي مضى فيه الناس.
اليوم خرج الناس مما كانوا فيه بدأت حركة الحياة تدب من جديد والخدمات في طريقها للعودة وإن كنت تلاحظ أن خطوط نقل الكهرباء تقطع باستمرار ويتم إصلاحها بسرعة وهذا يؤكد بشكل واضح أن هناك عملاٍ ممنهجاٍ وتخريبا مقصودا !!¿
> ممن¿!
>> من الناس الذين لا يريدون التغيير فليس من مصلحة حكومة الوفاق ولا شباب الثورة أو حتى الناس العاديين أن يخربوا المصالح العامة, فمثل هذا العمل يعطل الحياة ويعطل الحركة وإلى الآن أنبوب النفط متوقف وبسبب ذلك تخسر اليمن حوالي 15 مليون دولار يومياٍ وربما يظن من يقف وراء هذا التخريب أن هذا التوقف سيجعل الحكومة تفشل ويأتي يوم من الأيام تتوقف فيه عجلة الحياة لكن هذه الأعمال التخريبية كلها عبارة عن محاولات بائسة ويائسة وسوف تعود بالضرر البالغ على أصحابها في المستقبل القريب لأن الناس لن يغفروا لهؤلاء الذين يريدون أن ينكدوا عليهم حياتهم في المستقبل.
> إذن كيف تقرأ نجاح مستقبل حكومة الوفاق باعتبارك قيادياٍ في حزب مشارك فيها¿
>> حقيقة أن المطلوب من حكومة الوفاق الوطني ليس الشيء الكبير والكثير المطلوب منها أن تعيد الأمن والاستقرار إلى كل ربوع البلد وكذا أن تعيد الخدمات الضرورية والأساسية وفي تصوري أن الحكومة خطت خطوات كبيرة في هذا الشأن أما الأشياء التي يريدها الناس على المدى البعيد كحل مشكلة البطالة والمشكلة الاقتصادية والإدارية فهذه أعمال من الصعب إنجازها في الفترة الانتقالية.
وثمة حقيقة يجب أن يدركها الجميع هي أن حكومة الوفاق الوطني تمثل كل الأحزاب السياسية في البلد لذلك على الجميع أن يحرص على نجاحها لأنها لا تمثل حزباٍ بعينه ولا فئة بعينها ولكنها حكومة وفاق بمعنى أنها لا تهدف اليوم أن تضع لنفسها برنامجا يخرج اليمن وينقلها إلى مصاف الدول المتقدمة نحن اليوم لا نزال في بداية الطريق ونريد أن نمهد الطريق من أجل الحوار الوطني ومن ثم الاتفاق على شكل النظام السياسي وأيضاٍ السير نحو انتخابات حرة ونزيهة تعبر عن رأي الناس ورغبات الشعب اليمني وليس رغبات سلطة أو أفراد أو أحزاب فقط وإنما تمثل نبض هذا الشارع ومن خلال هذه الانتخابات التي ستكون إن شاء الله في العام 2014م بعدها ستبدأ العجلة بالدوران بتعاون الجميع.
> هناك من يطرح بأن الإصلاح لا يمكن أن يكون رائداٍ للحداثة والدولة المدنية.. كيف تنظر إلى مثل هذا الأمر¿
>> أولاٍ الإصلاح لم يزعم أنه المتصدر أو الذي يحمل على عاتقه مهمة التغيير الشاملة لكنه بتواضع جزء من مكونات العمل السياسي وهو أيضاٍ يعمل من خلال المجلس الوطني واللقاء المشترك من أجل بناء دولة يسود فيها العدل والمساواة ويطبق فيها القانون ويبتعد فيها الحكم عما نسميه حكم العائلة أو الحزب وطبعاٍ في هذا المقام ربما يثار الحديث حول موضوع الدولة المدنية وهل المقصود بالدولة المدنية أنها دولة ضد الإسلام أو المقصود أن نأتي بدولة دينية بمعنى أن الحاكم فيها يصبح إلهاٍ لا يحاسب ولا يسأل عما يفعل.
وأعتقد أن هذا هو الإشكال الذي وقعنا فيه فالدستور الحالي ينص: أن شخص رئيس الجمهورية لديه كل الصلاحيات ولكن ليس من حق أحد أن يحاسبه إلا في حالة واحدة هي ارتكابه لجريمة الخيانة العظمى وفي هذه الحالة يحتاج إلى إجراءات معقدة لمحاكمته وبعد موافقة مجلس النواب ويحق للرئيس أن يحل مجلس النواب!
فأن يعطى أي شخص كائناٍ من كان صلاحيات مطلقة ثم لا يكون مسؤولاٍ عن تصرفاته ذلك هو الذي أوصل البلاد إلى الاحتقان الذي وقعنا فيه وهذا مخالف حتى لمنهج الإسلام الذي يقول «كلكم راعُ وكلكم مسؤول عن رعيته».
فالسلطة مرتبطة دائماٍ بالمسؤولية وأي شخص تعطيه سلطة ولا تحمله أي مسؤولية يفسد فمهما كان صالحاٍ وورعاٍ أو تقياٍ مع مرور الأيام سوف يرتكب الأخطاء وهو مطمئن بأنه لن يحاسب.
وأن تحاسب شخصاٍ وتحمله مسؤولية ولا تعطيه صلاحية فأيضاٍ هذا فيه ظلم وهذا الذي كان يحدث تأتي مثلاٍ بوزير الكهرباء وتحاسبه لماذا تحدث الإنطفاءات المستمرة للتيار الكهربائي وهو غير قادر أن يعمل أي شيء وليس بيده الصلاحيات والامكانات فكيف يحاسب على مالايملك ¿
والدولة التي نريدها ستكون مرجعيتها الإسلام فهل ممكن أن يقبل أو يرضى أي يمني بأن يكون هناك أي تشريع يخالف الشريعة !¿
> من سياق حديثك أنك تريد دولة دينية لا مدنية¿
>> هذا المصطلح هو الذي أوجد الآن إشكالا وأعتقد أنه غير موجود لا عند السياسيين ولا حتى عند عموم الناس فالناس في اليمن كلهم يدينون بالإسلام والجميع يريد أيضاٍ دولة ليست دولة عسكرية دولة ليس فيها قهر أو تسلط أفراد أو أشخاص أو أحزاب وهذا غير وارد فنحن نعلم بأن الإنسان يخطئ ويصيب لذا نحن نريد نظاماٍ وقانوناٍ وقد يفهم البعض أنه إذا قلنا دولة مدنية أننا نريد أن نتخلى عن الإسلام أعتقد أن هذا بعيد كل البعد ولا يمكن أن يقبله أحد من أبناء الشعب اليمني ويجب أن يطمئن الجميع بأننا نسعى لإقامة دولة النظام والقانون والعدل والمساواة وأن هذه الدولة التي تقوم على هذا الأساس هي أيضاٍ لا يمكن أن تخالف الشريعة أو تتجه بالناس بعيداٍ عن الإسلام وبهذا سنجمع الخير فوق البركة لذا نطمئن كل الناس سواءٍ الذين يخشون من قيام حكومة أو دولة تصادر حريات الناس ونحن هنا نرفض مثل هذه المصادرة ونعتقد أن الناس لا يمكن أن يبدعوا أو ينتجوا إلا إذا كانوا أحراراٍ أما عندما نصادر حرياتهم حينما يقصرون على ما لا يريدون فإن التخلف هو الذي سيحدث وسيحل كما أننا لن نقبل بأي تشريع يتعارض مع ديننا الاسلامي الحنيف لذلك ليس هناك مشكلة في رأيي إلا من حيث المصطلح.
البقية صــ 4
> تصادم «الإصلاح» و«الحوثيون» وكذا «الحوثيون» مع «السلفيين» ألا يمثل هذا خطورة على البلد ويدخلها في دائرة التأزم¿
>> أنت تعلم أنه حدثت في صعدة ست حروب وهذه الحروب أسفرت عن دمار هائل في مدينة صعدة وفي المناطق التي دارت فيها المواجهات ولا تزال آثار الدمار ماثلة للعيان حتى اليوم وتم بعد ذلك إيقاف هذه الحرب وبدأ الحديث عن الحوار والتقارب بين الحوثيين وبقية القوى السياسية وكان المشترك قد طلب من الحوثيين أن يشتركوا في الحوار الوطني كما طلب أن يشتركوا في المجلس الوطني وثمة لغة مشتركة اليوم رغم ما حدث من خلافات ومواجهات لا يمكن أن ننكر أنها حدثت واليوم هذه المواجهات تتجه نحو الانحسار وكذا نحو إيجاد لغة مشتركة وثقة بين الطرفين باعتبار أن البلد سيتسع للجميع وأنه يجب أن نراعي خصوصيات كل جهة وكل شخص مثلاٍ كان الكلام على أن المذهب الزيدي هناك من لا يريد أن يدرس لا يتفضل يدرس المذهب الزيدي وهنا ليست المشكلة في أن يدرس المذهب الزيدي أو الشافعي فنحن في هذا البلد نستطيع أن نتعايش ليس بالضرورة إما أن نتوحد بشكل واحد أو أن نتقاتل لا هذا ليس صحيحاٍ نستطيع أن نعيش معاٍ وأن يكون لكل منا بعض الخصوصيات التي لا تخرجنا عن الثوابت العامة التي تجمع هذه الأمة والتي تجعلنا نتعايش وقد تعايشنا عبر القرون والفترة المقبلة إن شاء الله في اعتقادي سوف تشهد هذا التقارب.
الإخوة السلفيون نحن نعرف أنه كان لهم موقف سابق من الديمقراطية اليوم اعلنوا عن كيان حزبي ونحن أيضاٍ طرحنا على الحوثيين أكثر من مرة في أكثر من لقاء وتمنينا عليهم أن يتحولوا إلى حزب سياسي.
> لكن هناك من يتهمكم في الإصلاح باستبعاد الحوثيين وقوى سياسية أخرى من الانضمام إلى المجلس الوطني.. ما تعليقك¿
>> الإخوة الحوثيون دْعوا للانضمام إلى المجلس الوطني كما دْعوا إلى الحوار الوطني ولا تزال الأبواب مشرعة أمامهم في أي وقت يريدون أن يدخلوا المجلس الوطني لكن عليهم أن يحسموا أمرهم ونحن لا نستطيع أن نجبرهم على فعل ذلك وسبق أن طلب منهم أن يسموا ممثلين لهم في الحوار الوطني الشامل وليس صحيحاٍ أن هناك من استبعدهم حقيقة هم ربما لم يقرروا بعد أن يتحولوا إلى كيان سياسي حتى الآن لم يعلنوا عن هذا الكيان ونحن لا نفرض عليهم أن ينشئوا لهم حزباٍ سياسياٍ فهذا يعود إليهم وهم أصحاب الحق في تفاعلهم مع العملية السياسية وإذا ظلوا في هذا الوضع فهذا شأنهم.. يتحملون مسؤولية القرار الذي يتخذونه نحن من باب النصح نتمنى أن ينخرطوا في العملية السياسية كحزب وككيان مثل غيرهم من الأحزاب ويدخلوا في ما دخل فيه الناس ويفيضوا من حيث أفاض الناس وسيجدون تعاون كل الأحزاب معهم نريد أن ننتهي من موضوع حمل السلاح والبندقية ممن يريد أن يفرض رأيه وسلطته على الآخرين والإخوة في صعدة قد عانوا من مثل هذا لفترة طويلة وخاصة خلال الحروب الست الماضية التي دارت رحاها في هذه المحافظة.
> وصف السفير الامريكي بصنعاء علاقة بلاده بحزب الإصلاح بأنها جيدة جداٍ إلا أن الشيخ الزنداني ومؤيديه صاروا مشكلة لأميركا.. ما تعليقك..¿
>> أعتقد أنها ليست المرة الأولى التي تخون العبارة السفير الأمريكي ربما لأنه يعتمد على معلومات مغلوطة أو أحكام مسبقة لذا نجد الكثير من تصريحاته تثير القلق ولا تبعث على الطمأنينة فالمفترض أن ممثل دولة عظمى كالسفير الاميركي يجب أن لا يسعى لإثارة اشكالات غير موجودة ومن هذه التصريحات غير الموفقة الحديث عن الشيخ عبدالمجيد الزنداني الذي ربما البعد عن اللقاء به من قبل السفارة الامريكية تجعلهم يصنعون حوله هالة من التخوف المبالغ فيه وهي لا تمثل حقيقة الشيخ عبدالمجيد الزنداني فهو صاحب مشروع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة وهو يؤمن بالحوار وبالإقناع وهذا شغله الشاغل فهو لايرى أن يدخل الناس الإسلام بالسيف والقوة إنما يرى أنه من خلال حقائق الإسلام يمكن أن يؤمن الناس بالاسلام ويدخلوا فيه بكامل اختيارهم.
الشيخ عبد المجيد كتبه معروفة وكذلك تصريحاته وهو أيضاٍ ملتزم بقرارات مؤسسات الاصلاح لكن ليس بالضرورة أن يكون كل من كان في الاصلاح صامتاٍ يعطل رأيه وفكره ولايقول شيئاٍ فهناك مساحة لاختلاف الرأي .
وأميركا عليها أن لاتنسى أنه صار لها خصوم في كل بقاع العالم وهي التي أوجدت مثل هذه الخصومات خاصة أيام الرئيس السابق بوش وكان الأحرى بها أن تضع مشكلتها مع من يعاديها مباشرة ولا تفتح جبهات مع كل الناس.
والشيخ عبدالمجيد الزنداني شخصية يمنية اعتبارية وكان عضواٍ في مجلس الرئاسة وهو شخصية عالمية معروفة من خلال أدائه السياسي والعلمي ولا يمكن أن تنطبق عليه هذه المخاوف التي للأسف الشديد كان أساسها التأجيج الإعلامي لأن كل ماقدم عنه هو من صحف يمنية حاولت أن تتهمه بتهم باطلة لاتنطبق عليه وأتمنى من السفير الاميركي أن يقابل الشيخ عبدالمجيد لكي يتعرف على أفكاره وآرائه حول الكثير من القضايا والعالم اليوم يجب أن يتجه إلى الحوار والتعايش والسلام وإلى أن يحترم كل طرف مصالح الطرف الآخر وألا يفرض رأيه على الآخر وتظل قضايا الخلاف عبر التاريخ مستمرة ندعها للحوار والنقاش فإن وصل الناس إلى اتفاق فبها وإن لم يصلوا إلى اتفاق فكل يحترم الآخر في خصوصياته .
> ماهي الأدوار التي ينبغي – من وجهة نظركم – أن تقوم بها الأحزاب السياسية لإنجاح أرضية مشتركة تكون أساساٍ للحوار الوطني¿
>> أولاٍ: يجب أن يتجه الجميع لتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية على مافيها من نقص كل طرف من الأطراف السياسية لديه ملحوظات عليها لكنهم قبلوا بهذه التسوية لكي يجنبوا البلاد المزيد من إراقة الدماء ولاسيما في الفترة الانتقالية المتبقية لأقل من سنتين.
الأمر الثاني: لابد من التوجه نحو ترشيد الخطاب الاعلامي لإعادة معاني الثقة التي فقدت خلال الفترة الماضية وهذا يحتاج إلى تقارب لنتمكن من الدخول في الحوار الوطني بنفسية متفائلة فيها من حيث المبدأ القبول بالآخر والتعايش معه وعدم الإصرار على فرض الرأي بالقوة والغلبة وثمة أمر يجب الاشارة إليه هو أن أكثر خلافاتنا هي في البرامج وليست في المبادئ.
ونحن في اليمن بحمد الله سبقنا كثيراٍ من الأقطار العربية فالقوى السياسية اليمنية سواءٍ ما كان يسمى باليسار أو بالاتجاه القومي أو الاسلامي استطاعت هذه القوى أن تتقارب وأن تضع برامج مشتركة وأن تدخل العمل الوطني ككتلة موحدة من خلال كيان اللقاء المشترك وهذه تجربة أصبحت مثار إعجاب الآخرين في الخارج نحن في اليمن ربما لا ندرك أهمية هذا الإنجاز خاصة أن هناك نظرة قاصرة لليمن من قبل الآخرين فهم يعتبرونها من الدول المتخلفة والأقل نمواٍ مع أن التجربة ثرية وأعتقد أننا تجاوزنا فيها الدول العربية.
> في تقديرك وتصورك.. ما شكل النظام السياسي والاجتماعي المناسب لليمن في المستقبل¿
>> اللقاء المشترك سبق وأن تبنى رؤية للإصلاح السياسي والوطني ويرى أن النظام البرلماني أنسب لليمنيين حيث الانتخابات تفرز قوى سياسية تخرج منها حكومة والحكومة هذه تكون مسؤولة أمام البرلمان وهو الذي يحاسبها ويمنحها الثقة أو يسقطها عنها ورئيس الجمهورية عنده صلاحيات عامة تختلف من دولة إلى أخرى بحيث ترد عليه المحاسبة وأيضاٍ لا يأخذ سلطات مطلقة وصلاحيات شاملة وبدون مسؤولية.
الآن هذا المطروح ومن خلال مؤتمر الحوار الوطني كل يدلي بآرائه ويسمع الناس ما لدى الآخرين ولابد أن يكون هناك استعداد عند الجميع لكي يلتزموا بمقرارات الحوار الذي نرجو أن يصل فيه اليمنيون إلى أفضل صيغة تتناسب معهم في إدارة البلاد وشأنها..
> كيف ننهض باليمن ويتحقق التطوير وتتحقق التنمية¿
>> اليمن بحاجة إلى تطبيق العدل والمساواة وإقامة دولة المؤسسات لا دولة أفراد أو أحزاب أو أسر وعائلات وإلى أن يتجه الجميع نحو البناء والإعمار وفي حال أن يشعر الجميع أنهم أمام القانون والدستور سواسية حينها سينطلق الناس نحو العمل.
كما أننا نحتاج اليوم إلى التضييق على دائرة الفساد ومحاربتهحتى تصب مواردنا المحدودة في البناء والإعمار وفي ايجاد فرص عمل للعاطلين والانسان ليس المشكلة بل هو أساس البناء وليس كما سمعنا من الحكومات السابقة التي ظلت تتحدث عن الانفجار السكاني 25 مليوناٍ ترى ماذا سيقول أهل الصين وهم قريبون من المليار والنصف يأكلون ويشربون يعملون وينتجون حياتهم ماضية على ما يرام إذن المشكلة الحقيقية ليست في العدد وإنما كيف تحولت هذه الطاقة البشرية إلى طاقة منتجة.
> ما هي رؤية حزبكم لملف «القاعدة» و«الإرهاب» في اليمن¿
>> ملف الإرهاب ملف شائك ومع الأسف أن تعامل النظام السابق مع هذا الملف وسع المشكلة ولم يحلها عدد الأجهزة المنشأة لمواجهة هذا الخطر كالأمن السياسي والقومي وقوات مكافحة الإرهاب وأجهزة الأمن المتعددة ولكن على الأرض لا زالت المشكلة قائمة لم يحدث انهاءٍ جذري أو حل لهذا الملف.
وفي تصوري أن هذه القضية تحتاج إلى وقفة متأنية وأيضاٍ أن لا ننطلق من مصلحة الدول الأخرى التي تنظر إلى الإرهاب بمنظارها فالإرهاب مرفوض ليس في الغرب فقط ولكن حتى في الإسلام لا يجوز الاعتداء على الناس ولا تفجير الأماكن العامة والخاصة ولا قتل الناس سواءٍ كانوا مسلمين أو غير مسلمين حتى الأجانب إذا قدموا إلى أرضنا فهم مستأمنون ويجب أن نحافظ على كرامتهم وحرماتهم وأموالهم وأعراضهم.
كما أن قضية الارهاب تحتاج إلى توعية وإلى حوار مع من يقومون بالعدوان على الغير وأعتقد أنه إذا كانت أهدافهم تطبيق الشريعة الاسلامية فمن في اليمن لا يريد تطبيقها¿ لكن ليس وفق ما يتصورون هم .
> هل ستتحاورون كقوى سياسية مع «القاعدة» وأنصار الشريعة¿
>>أرى أن الحوار الوطني يجب أن لا يْستثنى منه أحد وشخصياٍ لا أمانع أن يتم الحوار مع تلك الجماعات لكن في ظل السقف الذي اتفقنا عليه جميعاٍ سقف الوحدة سقف الثوابت اليمنية فمن يريد أن يدخل الحوار كائنا من كان فليأت ومن يريد أن يفرض رأيه بالقوة والعنف ففي اعتقادي أنه لن يحقق مايصبو إليه وآمل من خلال الحوار الوطني أن يتم استيعاب كل الشرائح والأفكار المطروحة وفي نهاية المطاف لن يصح إلاِ الصحيح.