عادل خاتم
لايمر يوم أو تستجد لحظة إلا يقابلها حدث هنا ومستجد حادث هناك الآمال تتجه نحو انفراج الوضع والأماني لدى الغالبية ترنو نحو الاستقرار وأن تضطلع الحكومة بمسؤولياتها الوطنية لتحقيق ما يجبر الخاطر على الواقع فيما ماكنة الفوضى والمؤمنون بمنتوجها مايزالون يروجون لبضاعتهم الفاسدة دون أن يجدوا هناك من يردعهم أو يوقفهم عند حدهم – وإن كنا نستشعر مخاطرهم – فذلك لايكفي أو يمنحنا السكوت والقبول بتجرع كأس حنظلة المْر.
إجمالاٍ الوطن يمر بمرحلة لا تحتمل المزيد من المساومة أو الإصغاء إلى تلك الحالات النادرة التي ما فتئت تراوح في تبني الاوهام والوساوس التي ربما فاتت على الشيطان نفسه أو خطابات بيع الوهم التي اصمت آذاننا في مراحل سابقة ولم نجن منها سوى توسيع مساحات التمزق وسراب الشتات.
على الجميع أن يدرك أننا أمام مرحلة تقتضي الوقوف بجدية في جبهة واحدة لإنجاز أسس وملامح الدولة المدنية وإسدال الستار على التغني بالشعارات والإصغاء لتعليمات وتوجيهات من يحاول اليوم فرض أجندته وشروط نزواته علينا من الخارج.. نعم حصحص الحق وحان الوقت لإرساء قواعد اجتماعية جديدة تتناغم مع الثقافة المدنية وتضمن حق المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية وتعيد إلى الوحدة مكانتها وفق منظور دستوري جديد يستوعب في مضمونه كل ما ينظم الحياة ويرسي قواعد الاستقرار ويعزز من سياج مبدأ التعايش السلمي والتعاطي الجاد مع حقائق ما يجري على الواقع لا مع الشعارات المجردة والمقولات الجاهزة احادية الفكر المعبرة عن تلك العقليات الاقصائية التي لاترى إلا ذاتها.
الوقت يمر والأيام تمضي والوطن يعاني مخاضاٍ عسيراٍ وخطيراٍ والمؤلم أن مؤشرات تطبيع الأوضاع ما تزال تصطدم بمطبات غياب التزام فرقاء العمل السياسي بالمصداقية وتغليب المصلحة الوطنية لانجاح المرحلة التوافقية كأساس لبناء الدولة اليمنية الحديثة.. وقبل هذا وذاك الخلاص أولاٍ من كابوس القلق المعيشي وقرف العابثين بأنابيب النفط والغاز وأبراج الكهرباء وإيقاف لهو تعطيل المؤسسات الوطنية وكل ما يتصل بشرايين الحياة في هذا الوطن وذلك أضعف الإيمان.. أيها الحكماء أيها العقلاء أيتها النخب اللاهية خلف أكوام التكتيك الفضفاض في وطن خالي الوفاض.. ما الذي يمنعكم بعد من الاقتراب من الرغبة الحقيقية في تصحيح مسار نواياكم فشوكة مقياسها ما تزال بعد سلبية ومؤشر اهتزاز وانعدام الثقة يأخذ ذات الاتجاه في منظومة التوافق فما جدوى التلكؤ والتباطؤ في إنجاز متطلبات البرنامج للمرحلة الراهنة وتدارك ما يصعب معالجته وأين جدية الاضطلاع بمسؤولياتكم الوطنية وإدراك حساسية المرحلة والسعي الجاد لبناء مستقبل الدولة المدنية والتعددية والمؤسسات وكفالة الحقوق والمواطنة المتساوية والحريات وتكافؤ الفرص¿!..