يقولون أن الأرشيف ذاكرة الشعوب وفعلاٍ من لا ماضي له لا حاضر له ولا مستقبل.. صعق صاحبي بعد أن داخ السبع دوخات وهو يفكر ويجري ويراجع من هذا الموظف إلى ذاك بوزارة التأمينات وكان البحث عن إجابة لسؤاله لماذا راتبه التقاعدي لا يزيد عن نصف رواتب زملائه في المؤهلات فالرجل قد درس وافنى عمره وهو مغترب في جامعات الأشقاء والأصدقاء وبفضل التكنولوجيا الحديثة أجابه الموظف.. أنت لا تحمل مؤهلات جامعية وما وصلنا من مقر عملك ليس سوى الثانوية العامة والأمر من ذلك أنه حتى استمارة الثانوية ليست موجودة بل رسالة إخلا طرف عادية من مكتب عمله داخ وارتمى على الأرض مغشياٍ عليه وبعد أن أفاق وسط تجمع الموظفين والمراجعين تفحص وجوه من حوله وقال بتعلثم أنا… أنا سلمت إدارة «اليمنية» حال توظيفي كمهندس اتصالات..
الثانوية + شهادة من جامعة صنعاء وشهادات دولية من دول عربية وأجنبية معتمدة وقفز من ذلك الكابوس إلى الشارع وهو يحدث نفسه أنا بغير مؤهلات ضحك ضحكة عالية بعد سنين التعب والشقاء تحولت إلى شخص لا يمتلك مؤهلاٍ سوى القراءة والكتابة..
كان يمضي في طريقه دون شعور فكم من الكلمات النايبة تعرض لها من السائقين..
نبش أوراق مكتبه في المنزل وصاح يا بنتي ليس كابوساٍ ما أعاني منه إنظري إلى رزمة الشهادات والدورات التدريبية من أكثر من دولة أنا مهندس وأبو المهندسين بالخبرة والشهادات التي امتلكها.
أومأت برأسها مندهشة ماذا حل بوالدها.. استعاد انفاسه وقال يا بنيتي طول عمري مظلوم بسبب الإهمال وغداٍ سامضي إلى التأمينات بوثائقي وسيعاد اعتبار راتبي اليتيم ويرتفع.. يا بنيتي الأرشيف ذاكرة الشعوب والحقوق وهو الذي يحفظ حق البلد وحق الموظف.. الله لا رحم من «ضيِع» أوراقي التي لولا احتفاظي بنسخ منها لكنت من المنكوبين..
علي الاشموري