الديمقراطية هي الثمرة الكبرى التي أعطتها وقدمتها الوحدة اليمنية المباركة التي تحققت في الـ 22 مايو 1990م وها نحن اليوم نرى جيل شباب الوحدة ينادي بالتغيير وصنع الاحتجاجات والاعتصامات ليمضي اليمن نحو الانتقال السلمي للسلطة ولولا الشباب لما نجح اليمنيون بمختلف مشاربهم السياسية في تحقيق هذا الإنجاز غير أن الأمر لن يتحقق بين يوم وليلة.
لذا فالفترة المقبلة من عمر اليمن ستكون بمثابة العبور الآمن إلى الديمقراطية بعد أن رأى الناس بأم أعينهم أن اليمن لن يحكمها رئيس إلى الأبد ولا يمكن أن نرى الديمقراطية الحقيقية إلا إذا نشأت أحزاب قوية لديها قواعد وكوادر بين الجماهير تدعوهم إلى الوحدة والاصطفاف الوطني لمواجهة التحديات وتعبر عن همومهم وتسعى لتحسين الظروف المعيشية للمواطنين وياليت يجمع شعبنا وفي الطليعة الأحزاب السياسية على أهمية المرحلة الانتقالية الثانية من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ويدركوا أن اليمن اليوم يجب أن تمضي للإصلاحات السياسية والدستورية لتغلق ملف الماضي المليء بالمنغصات والعوائق التي حالت دون تقدم البلد وهذا هو السبيل الوحيد للقضاء تماماٍ على سلبيات الحكم التي سادت منذ أربعينيات القرن الماضي وحتى اليوم ولتبقى اليمن أرضاٍ وشعباٍ وعلماٍ ونشيداٍ..
مصطفى عارف