لا يخلو قلب من المشاعر الفياضة ولا يخلو قلب من النسيان لكل شخص قصة تكتبها الأقلام وتحفظها سطور الدفاتر وتبني خلاياه بكل قصة تدونها الأيام فإن قست عليه الأيام قسا قلبه وإن كان ليناٍ ومضى على صحراء فيها بقايا نباتات ترويها قطرات الدموع التي شنها الندم من قسوة الأيام المريرة.
حكاية شخص يعاني من فقد الحب ونمو حياته بلا صعاب فبقى أسيراٍ بين الأحزان حول جمرات النار الملتهبة فأحبِ أناساٍ طيبين فلم يستقر قلبه معهم لخوفه من نشر عداوة القساوة فهرب بنفسه بعيداٍ أو لم يفكر بأن الطيب يلين القاسي.
فما أن مرت الأيام وعرف أناساٍ يعيشون في براثن الغدر والخيانة والكذب وكل من حوله يوهمون له بالشك وينزعون منه قدوة الإيمان والصلاح فعاش فازدادت حياته أكثر ظلاماٍ وعتمة.
فما أن بقي مع نفسه لأيام لا يتكلم مع أحد ممن حوله حتى عرف أين نهايته وأين طريقه المستقيم فأصبح يوماٍ في بداية طلوع الفجر والسماء قد غسلت الأرض بالماء وأروتها بعد خصوبتها فحمد ربه وكأن قلبه امتلأ من ماء السماء وقد اغتسل بالسعادة والأمل والطاعة والخشوع بعد الندم وفهم فطرة كل شخص في هذا الزمان وأن اليأس له نهاية ستظل وتمحي الجهل وتعيد معنى الثقة والأمل والانتصار فكم من أناس يعيشون في عتمة الأيام ويسبحون في نهر الغدر قلبهم لا يعرف معنى قيمة الآخرين وقيمة الطيبين وكم من عيون ترى الحياة وكأنها باقية لتفكر في التوبة مدة وبعد أن تشبع من شهيتها.
وردة محمد الصبري