جلست أمام التلفاز أمسكت جهاز التحكم عن بعد قلبت إحدى القنوات الإخبارية تدعى «الجزيرة» كانت تنقل حدثا مباشراٍ مشاهد تقشعر لها الأبدان قرأت أعلى الشاشة ما هز جسمي وزلزل وجداني «اليمن ـ صنعاء» معقول هذه الأحداث هنا في بلادي اليمن!! كيف ومتى حدث هذا¿¿
قرأت الخبر العاجل أسفل الشاشة.. إلتهمت السطور التهاماٍ «رجال بزي مدني يحملون قناصات ويطلقون الرصاص الحي على المعتصمين سلمياٍ في ساحة التغيير بصنعاء».
صحت لهول الكارثة وقلت «لا» بأعلى صوتي مما جمع أفراد أسرتي كلَ خرج من غرفته يستفسر عن سبب صيحتي!! رأوني كالمجنونة وعيناي عالقتان بالشاشة جلس البعض بجانبي والبعض ظل واقفاٍ جميعهم لم يصدقوا ماتراه أعينهم على تلك الشاشة التي طليت باللون الأحمر.
انحصرت الإصابات في الرأس والصدر.. شباب بعمر الزهور يحملون على الأكتاف والبعض يكسو ملامحهم الوقار لا يحركون ساكناٍ والبعض الآخر مازال يصارع الموت..
إخوة وأبناء كلَ يبكي بجانب عزيز عليه.. طفل أصيب بطلقتين في عينيه.. آخر عاري الصدر وفتحة يتدفق منها دم حار من الجهة اليسرى. وآخر.. وآخر…
مشاهد لم أر أفظع ولا أبشع منها..
معقول إلى هذا الحد وصل حقد المستبدين بالسلطة..¿!
أبدافعون عن الكرسي الذي منحه لهم هؤلاء بهذه الطريقة..¿¿
هم الذين قالوا لهم نعم وعندما لم يكونوا عند حسن الظن ولم يحققوا لهم ما كانوا يأملونه ويحلمون به وقالوا لا تكن هذه رده فعلهم..!¿
أهذه هي الديمقراطية في دستورهم..¿!
أهذه هي الحرية واحترام رأي شعوبهم في قانونهم..¿!
هم من منح لهم السلطة ولهم الحق في أخذها وإعطائها من يستحقها.. من يكون الأجدر بها…
لم أحتمل هذه المشاهد الدموية والمآسي التي تهتز لها الضمائر الإنسانية. ألقيت الجهاز من يدي وأسرعت نحو غرفتي وأنا غارقة بدموعي.
فاطمة الطميرة