كتب/ محمد أحمد الصباحي
في إطار التبادل الثقافي اليمني التونسي وجهت وزارة الثقافة بالجمهورية التونسية دعوة لفرقة مسرحية يمنية تشارك في الدورة الخامسة عشرة لمهرجان أيام قرطاج المسرحية التي تنظم كل عام.
فكانت مشاركة المسرح الوطني اليمني بمسرحية للأطفال تحمل عنوان »عكبور خارج القصر« تأليف منير طلال وإخراج مبخوت النويرة من بطولة عبده منصور – سواد الكينعي – مروة خالد – مروة الذماري – منال المليكي – يوسف الحيمي – هيثم عْبية – خليل الشامي – أريج السيد – ايمان مناوس – سمية الحمادي.
قصة المسرحية حول العزلة التي فرضها الحاكم بينه وشعبه موهماٍ نفسه بأن كل شعبه يحترمه ويحبه فعند ما أراد كسر عزلته خرج متنكراٍ إلى الشارع ليعرف أحوال شعبه ليكتشف أن شعبه يعيش بأحوال تعيسة وأنه يكره ويحقد على حاكمه فقرر مساعدة شعبه وحل مشاكلهم فأحبوه وقدروه بعد ما كشف لهم حقيقة شخصيته فاعتذروا منه وسامحوه فهي رسالة كما يقول مخرج العمل إلى الحكام بضرورة نزولهم إلى شعوبهم وملامسة أوجاعهم وتقبل شكاواهم حتى يلتفوا حوله!
قدمت الفرقة المسرحية عرضين حيث كان العرض الأول في ولاية سوسة في التاسع من الشهر الجاري وهي تبعدْ عن العاصمة التونسية مسافة 160 كم ثم انتقلت الفرقة إلى تونس العاصمة في الحادي عشر من نفس الشهر لتعرض المسرحية على »المسرح البلدي« وهو من أكبر مسارح تونس والعالم العربي.
ضيف شرف
المؤلف طلال منير أبدى سعادته الكبيرة بالمشاركة في أيام قرطاج المسرحية قائلاٍ: »المشاركة في مهرجان دولي وبهذا الحجم أمرَ يحلم به كل كاتب ومخرج وفنان لأن القائمين على هذا المهرجان يحرصون كل الحرص على اختيار الأعمال المبدعة وذات القيمة والجودة فلا توجد عشوائية في الانتقاء للأعمال«.
وأضاف: »كم كانت سعادتي عندما وافقت لجنة النصوص والمشاهدة بالمهرجان على مشاركة مسرحية »عكبور خارج القصر« ضمن فعاليات المهرجان وازدادت سعادتي أكثر عندما أعلمنا من الإخوة التوانسة في إدارة المهرجان بأن عرضنا سيكون ضيف شرف المهرجان وعرضغاٍ رئيسياٍ«
عرضَ ناجح
من جانبه أكد مبخوت النويرة مخرج العمل أن المشاركة ناجحة بكل المقاييس أداءٍ وجماهيرياٍ من قبل التوانسة والنقاد والإعلام المغطي لفعاليات ايام قرطاج المسرحية حيث قال: »لقد قدمنا عرضنا على أكبر مسارح تونس والوطن العربي »المسرح البلدي« مسرح يحلم بالوقوف على خشبته كل المبدعين فقد تأسس عام 1904م وأضاف: »لقد دهشنا بالحضور الكبير الذي غطى كل مقاعد المسرح من الجمهور الذي كان ينتظر بفارغ الصبر العرض اليمني ومعرفتهم أين وصلت الحركة المسرحية في اليمن«
مفاجأة !
الجدير بالذكر أن الجمهور التونسي والنقاد والإعلاميين كانوا ينتظرون عرضاٍ مسرحياٍ »للكبار« لذلك كان أكثر الحاضرين »كهولاٍ« ليفاجأوا بأن العرض اليمني خاص بالأطفال وقدم العرض أمامهم بكل روعة وإتقان من حيث الأداء والنص مما أجبر كل الحاضرين على الاصغاء والمتابعة وبعد انتهاء العرض صفق جْلْ الحاضرين مندهشين ومرحبين بالعرض اليمني الذي أسر قلوبهم وشدِ عقولهم وأجبرهم على المتابعة حتى آخر العرض.
الجمهور مدافعاٍ!
بعد الانتهاء من العرض عقدت جلسة مباشرةٍ مابين مجموعة من النقاد وأعضاء الفرقة اليمنية وكان السؤال الأهم لهؤلاء النقاد كيف تشاركون بعمل يخص الأطفال في هذا المهرجان¿ فرد عليهم الجمهور الحاضر للمسرحية بأن هذا العمل يحمل رسالة ومغزى عظيماٍ جداٍ للأطفال والكبار حتى أن بعضهم قال: إن هذا العرض قد أرجعهم إلى طفولتهم الضائغة فنال حبِ وتقدير ورضا كل الحاضرين.
شكر وعرفان
جميع أعضاء الفرقة المسرحية وجهوا شكرهم عرفانهم الجزيل لشخصية وزير الثقافة الذي وجه بسفر الفريق بالرغم من اعتذار مجلس الوزراء نظراٍ للوضع الاقتصادي ولكن لأهمية المشاركة في هذا المهرجان الدولي قرر سفر الفريق..