عادل خاتم
انتابني وغيري الكثير من الشعور بالتعاطف واستشعار حجم القلق في آن واحد على هذا الوطن كمتابع لكل المجريات السياسية والاقتصادية والوضع المقلق بشكل عام واحترمت تلك الدموع التي انهمرت من مآقي الأستاذ باسندوة رئيس الحكومة لاعتبارات وطنية صرفة كونها جاءت معبرة عن ذات المقصد.. وللانصاف فإن من يسره ما وصل إليه الوطن ويرتاح لهذا الوضع المأساوي المقرف هم معروفون ومفضوحون بين خلائق وأجيال هذا الوطن الصابر والمكافح والمغلوب على أمره.
وعودة إلى دموع باسندوة التي شخصت بمصداقية ما انتجه واقع الاحتقان السياسي وما افرزته المواقف ذات الصبغة الانتهازية وكأني بهذا الرجل المشبع وطنية وهو في موقع التحدي الأول لجبهة المواجهة يؤكد لنا أن لغة الكلام قد بحت وكأني بدموعه القوية تختصر كل الأقاويل والتأويل العقيمة التي يجب أن يرمى قاموسها الأسود في مكان سحيق وتمسح مصطلحاته من تلك الأدمغة الصدئة التي ما تزال عالقة في ذهن من اعتادوا جعل الوطن مسرحا لألاعيبهم الشيطانية.
حري بنا أن نبكي وأن يكون الوطن ومصالحه والمخاطر التي تحدق به وخوفنا عليه هو منبع دموعنا النقية الخالية من كل الشوائب كتلك الدماء الزكية التي اريقت للشهداء من أجل صون الوطن أو في سبيل غدُ أفضل تحفظ فيه آدميتنا من العبث وإنسانيتنا من خبثاء الترف وسطوة همجيات من عاثوا بالبلاد وأكثروا فيها الفساد.
وللحقيقة فإن الوضع الذي يمر به الوطن لم يعد يحتمل المزيد من المراوغة والجدال العقيم الذي لا يسمن ولا يغني من جوع وشعب انهكته الظروف المعيشية وكادت أن تقضي عليه ليس بحاجة إلى المزيد من ثقافة الثرثرة أو هكذا عبرت دموع باسندوة هذا الرجل الوقور فلم يكن قانون الحصانة له أي ارتباط أو استحقاق بذلك المشهد سوى من زاوية أنه جزء مفصلي من منظومة المبادرة الخليجية طوق النجاة التي يجب تنفيذها على الواقع لوقف نزيف المعاناة اليومية للمواطن ولتبدأ الحكومة في مباشرة مهامها التي تخدم الأهداف الوطنية وتطبيع الحياة العامة والتفرغ للبناء وإعادة ما دمرته الحروب وما خلفته ازمات النعيق السياسي من تركة ثقيلة تنوء بحملها الجبال الشواهق في هذا الوطن.
وبالمناسبة ليس الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أو من شملهم قانون الحصانة من يحتاجون إلى مشروع حصانة يمنع عنهم شر الملاحقة القضائية لا سيما في الظرف الحالي والأيام المقبلة فالملايين في هذا الوطن بحاجة ماسة جدا إلى مشاريع حصانة طارئة تقيهم شر الفقر المدقع والجوع المفجع والحياة المعيشية البائسة وتمنحهم حق العيش بكرامة آدميتهم وليس مجرد قطعان أو أسرى جشع من يمارسون أبشع صور همجية التحكم في أقواتهم ولايتورعون عن ممارسة الاستفزاز والتدخل في أبسط الحقوق الإنسانية.. أليس كذلك¿!..