حسين البكري
في آخر مرة زرت فيها »أديس أبابا« دخلت صالة المطار والمغادرة سألتهم فأجابوا: طائرتك ستتأخر سبع ساعات¿ عليك الانتظار وبعد أن فكرت لحظة وضعت حقيبتي جنب ميزان التفتيش وقررت الخروج لأقوم برحلة إلى أي مكان أخضر جميل ولمدة ست ساعات فقط وقفت أمام بوابة المطار وناديته: تاكسي.
وكان رده سريعا: تفضل اركب : إلى أين¿ أعندك عنوان محدد¿ فجلست في الكرسي الخلفي سألني باستغراب: أين حقيبتك ياسيدي¿
– حقيبتي تركتها بالمطار¿
– تركتها بالمطار! ما هذا الكلام الغريب الأطوار!¿ أنا.. أنا غير مطمئن إليك ياسيدي فكل مسافر يحمل حقيبته بيده أما أنت !¿ المهم إلى ين آخذك¿
– خذني إلى أي مكان هادئ جميل.
فانتفض وجهه قائلاٍ: تقصد آخذك إلى فندق هادئ وجميل.
– لا. أنا لا أبحث عن فندق!
– بدأت اخاف من كلامك.. باستطاعتك أن تأخذ تاكسي آخر.
وأنا ياسيدي رجل مسكين وغلبان وعندي أولاد صغار ودولتنا لا ترحم.
– يا صاحب التاكسي اطمئن ثم فسرت له الأمر فانكب على نفسه ضاحكا ساخرا من نفسه: اذن انت تريد قضاء وقت انتظارك في مكان جميل وجلست في التاكسي جلسة ريلاكس وبعد وقت قليل. اوقف التاكسي وفتح لي الباب هيا تفضل انزل بصدق لقد اعجبتني أشجار الفاكهه وأبقار المزرعة.
– هل انتظرك¿ طبعاٍ يجب أن تنتظرني. لا تخف سأعطيك مايرضيك نزلت.. فاستقبلتني عائلة عربية الملامح والتفوا حولي يتهامسون ثم سألتني بالانجليزية الركيكة من أي البلاد أنت¿ أنا عربي قادم من اليمن.. قالت اليمن .. كم نحن مشتاقون إليها: نحن أبونا يمني من »حراز« اسمه…. ذهب لليمن منذ كنا صغاراٍ ولم يعد نحن لا نعرف شيئاٍ عن اخباره وتدافعوا يطرحون علي الأسئلة كلها عن اليمن وحراز وبعد أن وضعوا أمامي المانجو والموز.
– أتحبون اليمن إلى هذا الحد¿ طبعا نحبها.. لسنا وحدنا كل الناس يحبون اليمن
– هؤلاء هم اخوتي وهذه أمي. نحن كل يوم وليلة نحلم بالسفر لليمن
– أبونا يمني.. قالت الأم : أحلامنا لانهاية لها فاليمن كله خير ونعم.. وياريت تأخذنا معاك.
قال الابن الأكبر: مبروك للوحدة اليمنية. احنا فرحنا بالوحدة المباركة التي تزيد الخير خيراٍ..