فضل ذكر الموت
قال رسول اللِه ــ صلى اللِه عليه وآله وصحبه وسلم: (أكثروا من ذكر هادم اللذات:أي ملك الموت)
وعن ابن عمر ــ رضي اللِه عنه ــ أن النبي صلى اللِه عليه وسلم سئل: أي المؤمنين أكيس¿ قال: (أكثرهم للموت ذكراٍ وأشدهم استعداداٍ له أولئك الأكياس ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة)
قال الحسن البصري : فضح الموت الدنيا فلم يترك لذي لب فيها فرحاٍ وما ألزم عبد قلبه ذكر الموت إلا صغرت الدنيا عليه وهان عليه جميع ما فيها.
قال عبد اللِه بن عمر: أخذ رسول اللِه صلى اللِه عليه وآله وأصحابه وسلم: بمنكبي فقال: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)
قال ابن مسعود ــ رضي اللِه عنه: السعيد من وعْظ بغيره! كان حامد القيصري يقول: كلنا قد أيقن بالموت ومانرى له مستعداٍ وكلنا قد أيقنا بالجنة ومانرى لها عاملاٍ وكلنا قد أيقنا بالنار وما نرى لها خائفاٍ فعلامِ تفرحون¿! وما عسيتم تنتظرن¿! الموت فهو أول وارد عليكم من أمر اللِه بخير أول بشر فيا إخوتاه! سيروا إلى ربكم سيراٍ جميلاٍ.
كلمات على فراش الموت
قال أبو مسلم: جئت أبا الدرداء وهو يجود بنفسه ويقول: ألا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا¿ ألا رجل يعمل لمثل يومي هذا¿ ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه¿ ثم قبض رحمه اللِه.
بكى سلمان الفارسي عند موته فقيل له: ما يبكيك¿ فقال: عهد إلينا رسول اللِه صلى اللِه عليه وسلم أن يكون زاد أحدنا كزاد الراكب وحولي هذه الأزواد وقيل : إنما كان حوله إجانه جفنه ومطهره…
حديث القبر
دخل النبي صلى الله عليه وسلم مصلاه فرأى ناساٍ كأنهم يكتشرون قال «أما إنكم لو أكثرتم من ذكر هادم اللذات لشغلكم عما أرى.. فأكثروا من ذكر هادم اللذات الموت فإنه لم يأت على القبر يوم إلا يتكلم فيقول أنا بيت الغربة أنا بيت الظلمة أنا بيت الوحدة وأنا بيت التراب وأنا بيت الدود فإذا دفن العبد المؤمن قال له القبر مرحباٍ وأهلاٍ أما كنت أحب من يمشي على ظهري إليِ فإذا وليتك اليوم وصرت إليِ فسترى صنيعي بك قال: فيتسع له مد بصره ويفتح له باب إلى الجنة وإذا دفن الفاجر أو الكافر قال له القبر: لا مرحباٍ ولا أهلاٍ أما إن كنت لأبغض من يمشي على ظهري إليِ فإذا وليتك اليوم وصرت إليِ فسترى صنيعي بك قال: فيلتئم عليه حتى تلتقي عليه وتختلف أضلاعه»
وصية إلى مريد
كتب عمر بن المنهال القرشي إلى إبرهيم بن أدهم وهو بالرملة.. أن عظني عظة أحفظها عنك.
فكتب إليه
أما بعد:
فإن الحزن على الدنيا طويل والموت من الإنسان قريب وللنفس منه في كل وقت نصيب وللبلى في جسمه دبيب فبادر بالعمل قبل أن تنادى بالرحيل واجتهد في العمل في دار العمل (دار الممر) قبل أن ترحل إلى دار المقر..