عبد الله حزام
لا تستغربوا – عندما تسمعون – ماهو أقرب إلى الاستطراف عند طلبة الجامعات.. فكثير منهم يكتشفون بعد تخرجهم أنه لا يوجد في الدولة وظائف شاغرة في مجالات تخصصهم بل أن كثيراٍ من هذه التخصصات غير مرحب بها في القطاع الخاص.. وهو اكتشاف بالنسبة إلى بعضهم لا يوازيه إلا اكتشاف الحقيقة الغامضة وراء مثلث برمودا!!
وعطفا على الاكتشاف عينه.. أرى أن خريجي الجامعات سيقولون: هذا الكاتب مستقصدنا.. ويحاول تبرئة الخدمة المدنية باعتبارها ست ستات التدبير الوظيفي العام من مسئولية توظيفنا حاضرا ومستقبلا.. خصوصا بعد هبوط اضطراري لـ60 ألف وظيفة عامة وخام غير محددة الوجهة ستجعل شبر الدولة يغرق أكثر وأكثر في ماء التضخم الوظيفي وتقاليد الوظيفة العامة الراسخة في علم البطالة المقنعة والفساد المالي والإداري الذي يمشي على بطنه وعلى رجلين وعلى أربع ..!!
محبة خالصة.. أنا لا أريد الخريجين.. أن يظلوا يتعاملون مع هذا الاكتشاف كمن قرأ كثيرا عن أضرار التدخين فقرر الإمتناع عن القراءة.” لأن الحقيقة أعزائي الخريجين تكمن في تِشبع حِضر البلد وريفها بالتخصصات الإنسانية.. وهذا معروف حتى لمن كان في المهد صبيا.. فأين كنتم حين ولجت أقدامكم أبواب الجامعة للمرة الأولى¿..