تب/ محرر الصفحة:
المحزن والمخزي في آن معاٍ أن تجد الفساد الإداري والمالي معشعشاٍ في مكان يفترض أنه مركز إشعاع حضاري وعلمي وثقافي وأن أولى الأولويات لديه محاربة الفساد ومناهضة العبث وهدر المال العام وتعميق مفاهيم المساءلة والنزاهة.. ذلك المكان هو الجامعة التي تخرج كل عام المئات من رواد البناء والتنمية والتقدم في هذا البلد.. لكن مايحدث في جامعة الحديدة التي تعيش حالة غليان من الاحتجاجات رالاضرابات والاعتصامات ينبئ بعكس ذلك حيث الهدر والعبث والاختلاس لمقدرات الجامعة شغال على مدار الساعة ولحاشية مرتبطة فقط برئيس الجامعة الذي خاطب طلبة الجامعة بالقول.. »ميزانية الجامعة لا تكفي لشراء صحن سحاوق« بينما قام بتأثيث بيته بأكثر من مليون وأربعمائة ألف ريال وفقاٍ لما توفر من وثائق لدينا وغيرها من التجاوزات والمخالفات المالية التي أثقلت كاهل الجامعة وجعلت موظفي الجامعة في حالة عوز شبه دائم وبحسب الوثائق فقد بلغت قيمة تأثيث سكن رئيس الجامعة الدكتور حسين قاضي »1.491.500« ريال تمثلت في غرف نوم رئيسية وغرف نوم أطفال ومكتبات وسرائر وفراشات وستائر وملايات ومخدات نوم وذلك عبر محلات المراد للمفروشات والأثاث بتاريخ 2011/4/10م هذا بالاضافة إلى مخاطبة شركة الخولاني محافظ محافظة الحديدة بتاريخ 2011/3/23م تطالب المحافظ التدخل لاطلاق مستحقات الشركة لدى رئيس الجامعة والقائم بأعمال رئيس الجامعة السابق الدكتور مهيوب عبدالرحمن وذلك نظير قيام الشركة بتأثيث منزل القائم بأعمال رئيس الجامعة بتاريخ 2010/2/21م بمبلغ »562.000« ريال وتأثيث منزل د. حسين قاضي بمبلغ »1.008.000« ريال بتاريخ 2010/8/16م ليصل إجمالي المبلغ الخاص بتأثيث منزل رئيس الجامعة خلال فترة 6 شهور إلى »2.499.500« ريال.
ولا يتوقف أمر إهدار المال العام وموازنة الجامعة عند التأثيث المرحلي لمساكن قيادات الجامعة في الحديدة بل انسحب ذلك على بنود واعتمادات موازنة الجامعة المتعلقة بالبدلات والمزايا العينية والنقدية.. من مكافآت وبدلات سفر ونفقات استثنائية وغير استثنائية وشراء سيارات ومركبات مختلفة ومحروقات وزيوت وحتى نهب أطنان من الحديد الخردة وشراء أثاث مكتب متكامل + طاولات اجتماعات ودفع إيجارات فيلا فارهة بلغت »3.000.000« وبواقع إيجار شهري بقيمة »250.000« ريال ومكافآت وبدلات سفر وبدل إشراف وغيرها بواقع »6.000.000« ريال له ولحاشيته وشراء سيارة صالون موديل 2010 V8 بقيمة »10.000.000« ريال من موازنة الجامعة وكذا سيارة بيك اب نقل سوزوكي موديل 2008م بقيمة »3.500.000« ريال تعمل في خدمات المزرعة الخاصة التي يملكها وباص هايس تويوتا »16« راكباٍ موديل 2007م تم أخذه من مدير المشتريات وتسليمه لخدمات المنزل ومواصلات أولاده فيما بلغت قيمة المحروقات والزيوت »1.500.000« ريال بعضها للمزرعة وأخرى صرفت بأسماء وهمية ليصل إجمالي تلك النفقات إلى »44.600.000« ريال.
تجاوزات خطيرة
صفقة الحديد
لا أحد يعلم الآن إلى أين وصلت تحقيقات الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بشأن إخراج كمية من الحديد من حوش جامعة الحديدة.. غير أن أحد الذين استدعاهم جهاز الرقابة للتحقيق معه حول ماعرف بواقعة صفقة الحديد الخردة يشير إلى قيام شقيق رئيس الجامعة »الافندم حسن قاضي« بالتخطيط لذلك أي الإخراج والنقل للحديد على أنه تالف وخردة وبعد خروج الحديد من البوابة انقطعت أخباره .
في حين أن ماتم كشفه مؤخراٍ يشير إلى قيام »الافندم« وبالتواطؤ مع أشخاص في إدارة الخدمات وضباط غير معروفين ببيع هذا الحديد الصالح للاستخدام بمبلغ »8« ملايين ريال.. وهو بالمناسبة كان المتبقي من مشاريع الأبنية التابعة للجامعة وكان يمكن استخدامه أيضا في مشاريع مستقبلية للجامعة.. وبعد ذلك تم عمل محضر إتلاف وهمي للحديد المسروق من حوش الجامعة.
كما تفيد الوثائق بقيام شقيق رئيس الجامعة بسحب سيارة من نوع »باجيرو« خاصة بعميد كلية التربية وتملكه إياها تحمل رقم »5015« شرطة.
ومن الخروقات والمخالفات التي يرتكبها شقيق رئيس الجامعة إضافة اسمْه إلى كل المستحقات بالجامعة من بدل مواصلات أو تغذية شهرية أو مكافآت وكذا ضم اسم ابنه وأسماء آخرى.وهمية وكذا إصدار شيك برقم »4649344« باسم فكري محمد محمد الابيض بمبلغ يزيد عن مليون ريال مقابل بدل إشراف وقيامه بتجيير الشيك باسم أحمد فارع مدير عام المشاريع وتعميده من قبل رئاسة الجامعة وصرفه للأفندم.
علماٍ.. أن شقيق رئيس الجامعة ليس موظفاٍ في الجامعة ولا هو قائد أمن البوابة في الجامعة.. وإنما هو موظف في الأمن السياسي بصنعاء وأراد فقط أن يستعرض عضلاته وقوته وخبرته في كيفية التعاطي مع الشأن الجامعي إدارياٍ ومالياٍ وخدماتياٍ.. وهل لأن الأفندم شقيق رئيس الجامعة تخوله هذه القرابة التدخل في كل صغيرة وكبيرة وشاردة وواردة في الشئون العامة والخاصة للجامعة..سؤال موجه إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي.. يذكر أن هذه كانت آخر صفقة لشقيق رئيس الجامعة.. الذي اختفى بعدها عن الأنظار!
فيما الأمل كل الأمل معلق على ما سيسفر عنه تقرير وزير التعليم العالي والبحث العلمي الذي افترش الأرض مع طلبة الجامعة أمام البوابة وتقريره الذي سيرفعه إلى مجلس الوزراء وكلهم ثقة في أن نزاهة الوزير الشعيبي وسجله الناصع سيكون أقوى من الفساد وصانعيه.