“صحافة مصر .. عودة الروح “.. هذا عنوان صحافي من الطراز الرفيع للشاب الشايب عبدالرحمن بجاش , في يومياته بصحيفة “الثورة” التي أطلق عليها ترويسة “مشاهد يومية” وهي – للأمانة – كتابة يومية للتاريخ..
كتابة حية لتاريخ حي.. يتجاوز حدود الأضابير وسدود المتاحف.. ينبض بأقصى ما في الحياة من دفق لأنه تاريخ الحياة اليومية العامة في بلد تخلِق في رحم التطور الذي يفرض نفسه على كل شيء زماناٍ ومكاناٍ وإنساناٍ وإبداعاٍ وصنعة..
ما هو الموضوع¿!.. هل صحافة مصر وعودة الروح إليها¿! أم العمود اليومي الأثير لإبن الشيخ القدسي¿!.. أم هو التاريخ وكتابته¿!
الحق أن الموضوع ليس بهذا ولا ذاك.. إنما هو قلقي على مهنة الصحافة وماهنيها الحقيقيين في التضاد من سطوة الدخلاء الذين جعلوا من الصحافة مهنة غريبة عن أصحابها أو أنهم باتوا غرباء عنها!!
ففي الوقت الذي تقرأ أعمدة بجاش فتتعلم دروساٍ نفيسة في فن الكتابة بل في فنون الصحافة عموماٍ.. تجد نفسك محاصراٍ – وبصورة يومية – بأعمدة خرسانية ومقالات فولاذية تنخر في وعيك ووجدانك كما ينخر السوس في النفوس والرؤوس.. فقد مات فن العمود الصحافي – في الصحافة اليمنية – أو يكاد.. شأنه في ذلك شأن الكثير من الفنون الصحافية التي ماتت أو تكاد.. كالكاريكاتير والصورة من جهة.. والتحقيق والاستطلاع والحوار من جهة أخرى.. فقد غدت الصحافة اليمنية صحافة مقالات فقط.. ومن الدرجة الخامسة أيضاٍ!!
حسن عبدالوارث