«ياراعيات الغنم فوق الجبال»
نـور باعباد
> خلدت هذه الأغنية الشعبية العمل والرعي الذي تقوم به النساء وقد عرفته البشرية منذ الأزل ومارسه الأنبياء والرسل والحكماء والفلاسفة وفي كل المجتمعات وتزداد الحاجة لهذه المهنة في ظروف الفقر وهجرة الرجل إلى المدينة وتقاسم العمل في المجتمع والأسرة ولكن إن تطلعت الراعية لأي حق في التعليم أو تملك أصل إنتاجي أو رفاهي فإنه ظلماٍ ما بعده ظلم سيسقط عليها ويضيق عليها بما فيه منعها من الذهاب إلى الرعي من السلطة العائلية «تارة بحرمته وتارة أخرى بخطره عليها بل القصد هو الخوف من شيء عنها» ثم السلطة الدينية ـ ليس الدين ـ فما تبدي السلطة في سياق جاهل ومحدود الفهم أو مصلحي ومتطرف وتحالفي لا يعترضون على رغبتها إلا إذا تجرأت وطالبت بحق إذا بهم يسقطون فكرهم التضليلي بأن على المرأة أن تقر في المنزل وتتحجب وووو.. رغم أنها ترعى وتسرح بغنمها ساعات وتتوارث هذه المهنة منذ الأزل مكرهة ثم يجلدونها ذاتيا فإن ما عمله كان حراماٍ!!! بأن عليها الطاعة للأب والزوج وأي مطالبة لها هي معصية تعلمتها من هذه المهنة المغاوية وهو اسقاط تراتبي عليها وعلى كل المستضعفين من رجال القبيلة ليصيروا جميعاٍ تحت أمرة هاتين المرجعيتين تقودانهم كما تشاءان وهو شكل من أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي أي السلطة والقوة والنوع الاجتماعي وهو من رجل تجاه رجل وهو قليل أو هو من رجل تجاه إمرأة وهو غالب قد يكون زوجها أباها ابنها الشيخ وقد يكون من جهه قومية اجتماعية القبيلة الحكومة بهدف التغلب والسيطرة والاخضاع.
تبقى السيطرة على الراعية والتنكر لوظيفتها الاقتصادية إن طالبت بحق وبالتالي والعائلية وفرض صورة من الحرام والعيب وجلد الذات الذي يسقطونه عليها فتتاثر به مكرهه رغم أزلية هذا العمل لماذا هذه الفتوى فيكون الرد واضح هو الشجاعة والمطالبة بحق وإذا بالجواب أزاء هذا التطلع واختتامه بشهد مسرحي تشتم منه رائحة المنع والسجن بعدم الخروج بل وحرمته وتحريم كونه مخالطة للغير بما فيه الشياطين الذي يتسوحون في الجبال وكأنهم مستوطنون جدد وللأسف لم تخف هذه السلطة عليها من قبل إنسانياٍ دينياٍ أخلاقياٍ ولأنها تخاف من أي حراك أسري مجتمعي يفوض سلطتها وهذا هو بيت القصيد وما استدعاء الدين والعرف إلا وسيلة للتمويه والسيطرة.
إن الثورة والتغيير سمه مجتمعية إنسانية دينية أخلاقية سبيل نحو الحق والعدل وهي رسالة ونضال مستمران للانسان من أجل الافضل وتتعارك المجتمعات من أجل ذلك وما حيلوله المؤسسات القبيلة وإستغلالها للمؤسسة الدينية إلا تأكيد على ذلك الواقع ليسود التسلط من الجاهل الأمي في مثلنا القبلي ضد من يطالب بحقه بشكل عام وكونها رسالة لأي حالة كونها لن تسمح له له بالمطالبة لذا ينشأ الحراك والصراع هذه خلاصة لحوار مع راعية في أصعد المحافظات الصحراوية حين وصل صف محو الامية تعلمت ولكنها حين طالبت باصلاح البتر لخطورته على الفتيات كون لا حائل بينه ومن تأتي لتأخذ الماء إن زلقت قدمها فستسقط في البئر!!
عندما سألتها عن فائدة التعليم قالت نعم هو مفيد ولكنه لم يعنى وبنات المنطقة على المطالبة بالتغيير والحماية لأرواحنا واعتبروا طلبنا تحررا وتطلعاٍ وتركونا تحت هذا الظلم نموت وهم يمضغون القات ويركبون السيارات ووو والويل لنا إن طالبنا ونحن نسير تحت حرقة الشمس وبرد العصر بل يهددوننا إن التعليم والخروج للمرعى يعلمكم الشيطنة وهكذا يسقطون الدين وهو بريء من تحويراتهم براءه الذئب من دم ابن يعقوب..<
«ياراعيات الغنم فوق الجبال»
التصنيفات: منوعــات