هل تستمر ثقافة السوقيات¿
أنور نعمان راجح
> من أهم أسباب نجاح الحلول المطروحة للتنفيذ في الوقت الراهن هو تهريب المفردات والألفاظ والالتزام بأدبيات التعامل مع الأخر حتى في أوقات الخلاف لأننا لاحظنا وسمعنا طيلة عمر الأزمة تعدياٍ سافراٍ على الأدبيات والأخلاق العامة وأخرج البعض كل ما في جعبته من غلُ وحقد مستخدماٍ السيئ من الألفاظ والأقوال اليوم نرى بأن الذين خرجوا عن السيطرة على أنفسهم وتمردوا على الكلام الطيب والألفاظ المهذبة والمؤدبة عليهم أن يعيدوا بناء العلاقة مع اللغة والقيم الاجتماعية أولاٍ ليتسنى لهم الاستخدام الأمثل للمفردات ويلتزموا بأدبيات الحوار والخلاف وإعادة بناء تلك العلاقة سوف يساعد على ترميم الخلل السياسي الذي نشأ وسيساعد على فتح صفحات جديدة من العلاقات الفردية والسياسية والاجتماعية بين الناس خدمة للمستقبل القادم من المؤكد أن «قلة الأدب» هي من عقد الأزمة وصعب الحلول على الجميع منذ البداية وفي ذات الوقت اعتقد أن استخدام السيء من الألفاظ في الحديث عن الآخر كان مقصودا عند البعض لأنه يعلم بأن تلك الألفاظ سوف تؤدي إلى ردود أفعال من شأنها تعقيد الموقف وهو ما كان يهدف إليه أصحاب نظرية «الشتيمة» ما زال البعض يمارس نفس السياسة ويتحدث بنفس الطريقة التي سبقت مرحلة تنفيذ المبادرة وهو ما يعني أن البعض لم يستوعبوا بعد المتغيرات ومتطلبات الحلول.
هناك قاعدة عامة في التعامل مع الناس يفترض أن تكون سائدة وهي أن يتعامل الإنسان مع غيره كما يريد هو لا كما يستحق الغير وما يريده هو يفترض أن يكون قائما على القيم والأخلاق وحينها سيرى أن الجميع يستحقون منه أن يعاملهم بأدب وأخلاق وأن يعطي للناس مقاماتهم وإن اختلف معهم لأي سبب كان لقد أدمن البعض سلوكيات التطاول على الآخرين من خلال النقد السيئ والتجريح وأظن بأن هؤلاء سيواجهون صعوبة في الإقلاع عن عادتهم التي أدمنوها وللأسف هي الآن ادمان ألفاظ سيئة لن تستثني أحدا مهما كان موقفه طالما اختلف معه وهنا تصبح تلك الألفاظ عصية على التصحيح والتهذيب.
استمرار هذا الحال له تبعات سلبية وأول الحرب كما يقال يبدأ بالكلام وهذا يعكس ثقافة المتحدث أو الكاتب أو الممول لأية وسيلة من وسائل الإعلام التي تتبنى لغة الشتيمة والإساءة والتجريح حتى يتحول الأمر إلى «طبع» والطبع يغلب التطبع وأرى أن هذا القول يصدق على كثير من الذين أدمنوا مفردات البذاءة وسوقيات اللفظ عبر الشاشات وعبر الأثير وعلى المواقع الالكترونية والصفحات المقروءة في الصحف فلا تدعوا السوقيات تتحول إلى ثقافة..<
هل تستمر ثقافة السوقيات¿
التصنيفات: منوعــات