مراجعة الذات
حافظ مصطفى علي
> ورد في الصفحة رقم 13 من الميثاق الوطني للجبهة القومية الذي تمت الموافقة عليه خلال المؤتمر الاول للجبهة المنعقد بين 22- 25 يونيو 1965م الآتي :(ان بريطانيا المستعمرة عملا بمخططاتها الجديدة توجهت على الفور لتستغل المنطقة اقتصاديا ونفدت اول اتفاقية للاستغلال الاقتصادي في (ابين ) التي تشمل جزءا من منطقة الفضلي ومن يافع السفلى في عام 1941م وبدأت بتنفيد اول مشروع للقطن عام 1947م ثم عممته على أغلب مناطق الجنوب ). وفي دراسات أخرى عقدت بريطانيا اتفاقيات كثيرة لحماية طرق التجارة ومد المياه الى عدن .. وبعد الاستقلال وذهاب المستعمر بقيت أرض القطن بلا قطن رغم ان الجنوب صار وطنا موحدا وألغيت المشيخات والسلطنات ومشاريع الفيدرالية . ما الذي حدث ولماذا لم تستطع أيادي الفلاحين في ابين بعد الثورة حرث الأرض وجني القطن ¿ هل سدِتú منافد التسويق في وحه القطن المتميز بأنه طويل التيلة أم أن المسألة هي قصور إدارة الشأن الاقتصادي للبلاد بعد الاستقلال ¿ فوقعت البلاد في أسر التخلف الاقتصادي رغم رحيل المستعمر . وفي المقابل نجد في المدة الزمنية ذاتها مقاومة لفلول الإمامة ففي الصفحة رقم 116 من كتاب للراحل عمر الجاوي بعنوان (حصار صنعاء نجد) الآتي : ( هرب المرتزقة بسرعة البرق من (ارتل) و(بيت بوس) وتركوا مئات القدائف للمقاومة والجيش ولم يستطعوا حتى تدمير معداتهم وبزاتهم وبطاقاتهم اما احمد ابن الحسين الذي احتل (حدة ) لمدة طويلة فقد ترك أيضا أوراقه الرسمية وهرب إلى (خولان) ومنها إلى (نجران ) بعد ان فقد الأمل مع غيره في آخر محاولة لمقارعة السماء. وكان يوم 12فبراير1968 آخر يوم تعرضت فيه العاصمة صنعاء للضرب )
وبعد ذلك ايضا تعرضت العاصمة صنعاء للضرب ولم يكن 12 فيراير اليوم الأخير ماالذي حدث للكلمات الرنانة السبتمبرية والاكتوبرية لماذا تحول المشهد إلى ما يشبه الكابوس ¿ حتى الرجعي والعميل حسب مفهوم الثورة يعاد قراءة مايحمله من فكر وبدأ الشك في الذات الثورية العربية يضرب اطنابه في ثقافتنا العربية اليوم لم يعد من المستساغ اليوم الحديث عن مصطلح (القوى الرجعية) و(الاستعمار) بعد أن غادرا المنطقة إلى غير رجعة لقد أصبح الحديث بمنطق (ثورية الستينيات والسبعينيات) مدعاة للاستهجان والسخرية وأصبحت بلاد الاستعمار والرجعية تنعم بالأمن والأمان . ان هذا الواقع لا يحتاج إلى منظرين جدد يفسرون ويتنبأون بما يمكن ان يحدث بل نحن بحاجة إلى مراجعة الذات وعدم التهرب من المسؤولية كلنا اخطأنا بأنانيتنا وبفرديتنا في التفكير في المصلحة وصار المناخ كما اردنا نحن اهملنا الزراعة أهملنا العدالة أهملنا إنسانيتنا . إن الخمسين سنة الماضية قليلة في عمر الأمم بل هي رمشة جفن علينا أن نتعلم من الدرس إذ ليس بالنوايا الحسنة تبنى الأوطان بل ببناء قاعدة للاقتصاد وقاعدة للعدل . وكل سنة والجميع بخير..<
Hafed_aden@yahoo.com
مراجعة الذات
التصنيفات: منوعــات