الزمن لم يتغير.. ولن!
> في أوقات كثيرة أتمنى لو أني لم أولد في هذا الزمن القاسي والموحش الذي وبحق يذهل كل مرضعة كما أرضعت.. زمن يطغى فيه الكذب على الصدق والحقد على التسامح والكره على الحب.. زمن تكثر فيه الفتن والحروب والفساد … زمن يجعل الأخ يقتل آخاه والأب يتبرأ من ابنه.. زمن أصبح الحب والإخاء والتسامح مجرد كلام يقال على الألسن ولا قيمة لأي منهن على أرض الواقع ولا وجود..
أحاول وبدون فائدة أن أضع لي عالما خاصا وزمنا جميلاٍ من صنع خيالي أغمض عيني وأحلم بعالم جميل يسوده الحب والإخاء والتفاهم.. زمن قلوب الناس فيه نقية خالية من الحقد والبغض والكراهية يملأها التسامح والبذل والعطاء.. زمن لايعرف فيه البشر شيئا اسمه البارود والسلاح والدمار والتخريب.. لكن بمجرد أن أفتح عيني وأصحو من حلم يقظتي الجميل أفاجأ بالعكس تماماٍ.. أفاجأ بصوت القنابل والرصاص والأسلحة الثقيلة.. أسمع فيه صرخات الأمهات الثكالى على أولادهن وأزواجهن وإخوانهن وهم يتعرضون للاعتداء ويشردون من أوطانهم. أسمع وأرى مشاهد وأصواتاٍ تنقلب منها الحجر الصماء فكيف بي أنا…¿
أراجع نفسي وأسألها وأجيب عن أسئلتي بنفسي..
– لماذا أعيب زماني¿ الزمان هو الزمان لم يتغير.. شمس وقمر.. ليل ونهار .. شتاء وربيع .. إذاٍ نحن من يصنع الزمن ويؤثر فيه وليس العكس.. العيب فينا نحن وليس في زماننا وفي هذه اللحظة تذكرت قول الإمام الشافعي.
نعيب زماننا والعيب فيناوما لزماننا عيبَ سوانا.<
فاطمة علي الطميرة
الزمن لم يتغير.. ولن!
التصنيفات: نبض الشارع