رحـــيل بـلا وداع
> طارت عصافير ألمحبة وتركت بقايا ريشها على شواطئ الذكرى وبقت على مر الأيام اغنية عازف لحنها من أصوات أمواج البحر فسارعت الأيام إلى أخذ ذكراها لتطحن أقوالها الجميلة بنسيان ما مضى من أيام محبتها والذكرى جرس مهما تباعدت الأسماع عنه فهو صدى ترده الجبال حباٍ والأرض تبقيه مهما رحل صداه وتباعدت أصواته.
عصافير رحلت عنهم أحضان الدفء ونسمات الحنان وقبضة الأمن من الخوف والضياع يخافون بأن يهجروا أماكنهم لنسيان ما كان يذكرهم بماضي الفرح والدفء.. تربطهم دمعة الرحيل قبل شروق الشمس ومغيب القمر عند طلوع الفجر بازغاٍ يومه المكتوب على الخلق بالسعادة أو الشقاء عصافير تْصر بآذانهم وصايا وجمل من الأغاني المشوقة لرؤية أمطار السحب عند تبخر البحار وصايا من قلب محب لهم لزرع الأمل فيهم فتغرهم دموع الأسى في وحدتهم وتضل أفراحهم بأفراح من حولهم من حمام الحب والتفاؤل رحيلَ يكاد بلا وداع كالسطور لا تعرف معنى الحبر فيها والكلام.. عمره ينقسم عليهم بالاختبار ليعلو إلى هامات العلى ولا يتدنى إلى ذرة الأرض.
رحيل بلا وداع قد تتمزق له القلوب وتتبعثر جناحات الطيور وتغني البحار آمواجها بحياة الأمل.
رحيل قد يعيد عصافير تاهت بين أشجار الغابات تبحث عما أضاعوه من عجز ويأس وتخرج بثمرات طرية حاملة معها زهور السعادة لتزرعها على شبابيك يبس بها المدى وضمئت من قلة الحيلة والانتظار طيور أصبحت تنشر من محطات السعادة على أرصفة القلوب الضائعة كذكر الله الذي لا ينساه البشر طيور أروت كل ثمرة كان قد بدأ موتها فأحيتها كإشراقة القمر عند اكتماله.
فمن هي الطيور سوانا عندما تبقى القلوب خالية من الهالات والإيمان أكبر من قطرة الماء سعادة وأملاٍ بعد رحيل ونسيان وحساب ما أذرفت الأيام من أحلام وآمانُ تطول وتستطيل.. رحيل يزرع الفجر ويديه خصب الأمل بقوة القلب النقي والإيمان السليم..<
وردة محمد الصبري
رحـــيل بـلا وداع
التصنيفات: نبض الشارع