ربيع الثورة اليمنية
فرضت احترامها من خلال سلميتها وخطابها الوطني
عبدالقادر سعد
< تأثرت الثورة اليمنية بالثوة التونسية والثورة المصرية 25 يناير 2012م اللتين أطاحتا بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك واستفادت منها.. وتميزت بالأصالة والثقافة الوطنية وفرضت احترامها على الجميع من خلال سلميتها وخطابها الوطني.
ثورة الشباب اليمنية أو ثورة التغيير السلمية انطلقت شرارتها في 3 فبراير واشتعلت يوم الجمعة 11 فبراير الذي اطلق عليه اسم «جمعة الغضب» وهو يوم سقوط نظام حسني مبارك في مصر.. وقادها الشباب اليمنيون بالإضافة إلى أحزاب المعارضة للمطالبة بتغيير نظام الرئيس علي عبدالله صالح الذي يحكم اليمن منذ 33 عاماٍ وطالبوا ايضاٍ بإجراء اصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية.
وترجع اسباب الاحتجاجات ايضاٍ إلى الأوضاع المعيشية السيئة كالبطالة حيث تبلغ نسبة البطالة 35% على الأقل وعدد السكان نحو 23 مليون نسمة والفقر حيث يعيش نحو 40% منهم تحت خط الفقر.. إلى جانب انتشار الفساد.. وكان لمواقع التوصل الاجتماعي على الانترنت مثل الفيس بوك مساهمة فعالة في الثورة إلى حد كبير حيث ظهرت العديد من المجموعات المناوئة للنظام الحاكم بدأت بمطالب إصلاحية ثم ارتفع سقف المطالب إلى اسقاط النظام ولعبت تلك المواقع دوراٍ كبيراٍ في تنظيم الاعتصامات واستمرارها وفي الخروج بالمسيرات وشهدت المسيرات حضوراٍ لافتاٍ للنساء إلى جانب الرجال حيث تصر نساء اليمن على المساهمة الفعالة في ثورة التغيير السلمية.
الشرارة الأولى
شرارة الثورة بدأت من جامعة صنعاء يوم السبت 15 يناير 2011م بمظاهرات طلابية واخرى لنشطاء حقوقيين نادت برحيل صالح متوجهين إلى السفارة التونسية واستمرت 5 أيام ثم توقفت لمدة يومين وعادت مرة أخرى واعتقلت الناشطة السياسية توكل كرمان التي فازت بجائزة نوبل للسلام هذا العام.
ورغم تأكيد الرئيس في خطابه أن اليمن ليست تونس إلا أن آلاف اليمنيين تظاهروا عقب الخطاب مطالبين صالح بالتنحي وهي المظاهرات الأولى التي نظمتها أحزاب المعارضة وبهذا دخلت الأحزاب على خط الثورة.
والمظاهرات الثانية كانت هي شرارة الثورة في اليمن التي اشتعلت يوم الجمعة 11 فبراير من تعز وتوسعت يوم جمعة الكرامة 18 مارس.. وتدخلت الدول المجاورة بمبادرة خليجية لحل الأزمة اليمنية.
عملية غامضة.. وتخبط
وفي 3 يونيو تعرض علي عبدالله صالح لمحاولة اغتيال حيث تم اسهدافه في عملية غامضة في جامع دار الرئاسة «جامع النهدين» مع كبار مسؤولي الدولة ونقل بعد ذلك إلى الرياض لتلقي العلاج.. وقتل في الحادث 11 شخصاٍ بينهم رئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني واصيب 124 شخصاٍ بينهم عدد كبير من المسؤولين لا سيما رئيس الوزراء علي محمد مجور.
واتجهت اصابع الاتهام في بادئ الأمر إلى «آل الأحمر» الذين خاضوا معارك قاسية مع القوات الموالية لصالح ثم إلى تنظيم القاعدة في وقت لاحق واثير احتمال تعرض صالح لهجوم بواسطة طائرة من دون طيار بينما رجح اميركيون أن يكون الهجوم مدبرا من قبل اشخاص داخل النظام بواسطة قنبلة موقوتة وضعت في مسجد دار الرئاسة.
انحناء
بعد أكثر من 3 عقود من الحكم الفردي وقع الرئيس على المبادرة الخليجية ونقل السلطة فوراٍ إلى نائبه متنحياٍ أمام احتجاجات الشوارع المستمرة بلا توقف وهذه الخطوة التي أقدم عليها بدا وكأنها فاجأت اليمنيين بعد أشهر من الوعود التي أخلفها صالح والمناورات السياسية.. وكان صالح قد وافق على التوقيع مرات عدة – ثم تراجع – وذات مرة كان هناك دبلوماسيون بينهم عبداللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي ينتظرون الاتفاق ووجدوا أنفسهم عالقين في مبنى السفارة الإماراتية بصنعاء يحاصرهم مئات من أتباع صالح.
ويبدو أن صالح تشجع للتنازل عن السلطة جزئياٍ بسبب أن القوى الدولية أخذت تهدد بعقوبات ضد نظامه وأن صالح تم تحذيره من أن مجلس الأمن الدولي ربما يجمد أرصدته عائلته وربما يمنع من السفر ويحال إلى محكمة الجنايات الدولية..
غضب
أما ردود فعل الشباب في ساحات التغيير والحرية على المبادرة فقد رفع المحتجون عالياٍ صور زملائهم ورفاقهم الذين قتلتهم قوات الأمن الموالية لصالح خلال حملة القمع التي اسفرت عن قتل المئات من المحتجين.
وأعرب كثير من المحتجين عن غضبهم وشعورهم بأن ثورتهم اختطفت من جانب الأحزاب السياسية والداعمين العرب والأجانب.. وبصورة خاصة بسبب التقارير التي تحدثت عن حصانة سيحصل عليها الرئيس وعائلته ومعاونيه من الملاحقة القضائية.
تلاحم
الشعب اليمني توحد بمختلف أطيافه العسكرية والقبلية والسياسية والدينية في تأييده للثورة وفي مناطق اليمن وبما فيها المحافظات الجنوبية.
يرى المراقبون أن الاحتجاجات المستمرة في مختلف المدن والمحافظات اليمنية ساهمت في إعادة التلاحم الوطني خاصة بين الشمال والجنوب.. مؤكدين أن قمع قوات الأمن للمتظاهرين المعتصمين قد كرس هذا التلاحم.. وأشار بعض المراقبين للوضع اليمني إلى أن شعارات الانفصال غابت وحلت محلها تلك المطالبة بإسقاط النظام.
زيارة أم رحيل¿
الأسبوع الماضي أعلن علي عبدالله صالح أنه سيغادر البلاد متوجهاٍ إلى أميركا ليس بغرض العلاج حيث أنه يتمتع بصحة جيدة على حد قوله وإنما الغرض الحقيقي من الزيارة كما أكد صالح هو تهيئة الأجواء لحكومة الوفاق الوطني للقيام بعملها ولإجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة والمقررة في يوم 21 فبراير المقبل..>
حضور لافت للنساء وإصرار على المساهمة الفعالة في الثورة السلمية
الاحتجاجات ساهمت في إعادة التلاحم الوطني
ربيع الثورة اليمنية
التصنيفات: تحقيقات